مصطفى دغمان حالة طربية مستمرة
لحق الفنان مصطفى دغمان بركب الأصالة والطرب الأصيل وكانت حمص مدينته ملاذه الفني حيث تلقى دراسة الموسيقى والغناء الشرقي في معهد صباح فخري، وموسيقياً أعده الموسيقار نوري اسكندر وبعد هذه الدراسة المتأنية، دأب دغمان على طرق باب علم الصوت والتجويد ومخارج الحروف والتوليفة، واعتبر أن هبوط مستوى الغناء وانحدار الذوق العام في هذه الأيام يعود بالدرجة الأولى لابتعاد شركات الإنتاج عن الفهم الموسيقي والموسيقا الراقية والهادفة، وأكد أن وجود كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث كحالة وحيدة في سورية للموسيقا الأكاديمية سيعيد للموسيقى العربية هيبتها المسفوحة على سلالم الفن الهابط، لأن مناهجها تعتمد على القواعد الموسيقية، ولم يخف دغمان تخوفه من تلاشي الفن الأصيل بالرغم من وجود خامات صوتية رائعة ومبدعة في سورية لأن صناعة النجوم لم تعتمد حتى الآن على تعلم القواعد العلمية الصحيحة ونزحت كلها للدعاية والإعلان.
بات الفنان دغمان حالة أصيلة منفردة في حمص وسورية، فهو ما زال يعتمد في أدائه الطربي على أغاني عمالقة الطرب والكثير من الأغاني الطربية الخالدة في ظل سيادة الغناء الهابط الذي لا يعتمد على التخت الشرقي الذي سيصبح عملة نادرة في زمن أغاني الكمبيوتر السريعة وتسلط الأغاني الشعبية التي لا تعتمد على أكثر من علامتين موسيقيتين، ومع ذلك ستبقى الأصوات الطربية الأصيلة كصوت الفنان مصطفى دغمان شاهد على وجود فن غنائي حقيقي وليس مزيفا.
نزار جمول