“السبع” تمهّد الطريق للقاء الرئيسين الإيراني والأمريكي روحاني: لا طريق أمامنا سوى المقاومة
أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن محادثات مجموعة السبع هيأت الظروف لعقد اجتماع بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني حول أزمة النووي الإيراني، فيما أكد الرئيس روحاني أن إيران تمكنت من تجاوز تداعيات جميع الإجراءات التي اتخذت ضدها، وقال، خلال زيارة معرض منجزات الحكومة في مجال تنمية البنية التحتية القروية: إن يد الدبلوماسية ويد القوة يجب أن تعملا معاً، ومخطئ من يعتقد أنه يجب العمل بيد واحدة، مضيفاً: إنه ليس أمام إيران سوى المقاومة، ولا طريق آخر في ظل الظروف الراهنة.
وأوضح روحاني أن إيران خطت خطوتين في مجال الطاقة النووية، وتواصل التحاور والتشاور مع باريس، مشيراً إلى أن القيادة الإيرانية كانت على اتصال مع الوزير محمد جواد ظريف، سواء قبل زيارته فرنسا وبعدها، واليوم هناك أيضاً اجتماع مع المسؤولين المعنيين للبحث والتشاور حول ذلك، وأكد أنه لن يتردد في الاجتماع بأي شخص “إذا ما كان ذلك يخدم المصالح القومية لإيران، والتي هي الأساس”، لافتاً إلى أن طهران اتخذت خطوتين في الاتفاق النووي، ولكن التفاوض لا يزال جارياً.
وأوضح روحاني أيضاً أن ظريف سافر إلى باريس لحضور قمة مجموعة الدول السبع، وعاد ليتشاور معنا، ثم عاد مرة أخرى إلى باريس، ولفت إلى أنه “وبعد هذا الاجتماع سيكون لدينا اجتماع مع المسؤولين المعنيين، من الممكن أن نذهب في طريق يكون صحيحاً مئة بالمئة، المهم هو أن نقوم بعملنا، حتى إن كان احتمال نجاح عملنا هو عشرون أو عشرة بالمئة يجب علينا السعي والتقدّم نحو الأمام، لا يجب علينا إهدار الفرص من يدينا”.
بدوره جدد ظريف عزم إيران مواصلة دبلوماسية التعاطي البنّاء مع الدول الأخرى، مشيراً إلى أن الطريق صعب، لكنه يستحق الاختبار، وقال، في تغريدة على موقع تويتر تعليقاً على لقائه مسؤولين فرنسيين في مدينة بياريتس على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية السبع: “إن دبلوماسية إيران النشطة مستمرة باتجاه إرساء دعائم التعاطي البنّاء.. وزيارتي لهذه المدينة تأتي في إطار متابعة هذا التعاطي البنّاء”، وأشار إلى أنه التقى على هامش القمة مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان والرئيس ماكرون، وكذلك عقد اجتماعاً توجيهياً مشتركاًَ مع الوفدين البريطاني والألماني، مضيفاً: إن الطريق أمامنا صعب، لكنه يستحق الاختبار.
من جهته أبدى الرئيس الأميركي استعداده للقاء نظيره الإيراني “إذا كانت الظروف مناسبة”، وقال: “الإيرانيون مفاوضون ماهرون، ونعلم ماذا فعلوا مع جون كيري وأوباما”، وأضاف: “الرئيس روحاني مفاوض ممتاز، وأعتقد أنه يرغب في لقائي”.
من جانبه كشف ماكرون أنه تحدّث إلى الرئيس روحاني وأبلغه بأنه إذا التقى بترامب “فيمكن التوصل إلى اتفاق”، وأضاف: “قمنا بتهيئة الأجواء لعقد اجتماع بين ترامب وروحاني، ما يعني احتمال التوصل إلى اتفاق”.
في سياق متصل أكد المتحدّث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، فشل الولايات المتحدة في إضعاف قدرة إيران الدبلوماسية، موضحاً أن الحكومة الإيرانية وظفت كل إمكانياتها لتتمكن من مواجهة الحظر الأمريكي اللاإنساني الذي هو دليل على الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه واشنطن والعمل على الحد من تداعياته السيئة، وأشار إلى أن طهران لا تمتلك أي رغبة في لقاء الأمريكيين، موضحاً أن زيارة ظريف إلى فرنسا لم تكن سرية، وكان الأمريكيون على علم بها، وهي تهدف لتنفيذ تعهدات الاتفاق النووي وتبادل وجهات النظر حوله.
بالتوازي، أعلن رئيس أركان الجيش الإيراني، محمد باقري، عن إرسال مدمرة “سهند” لحماية الملاحة البحرية في خليج عدن، في أول مهمة خارجية لها، بهدف حماية السفن التجارية ومواكبتها في بحر عمان وخليج عدن، وأضاف: إن سفينة دعم ومروحية من طراز “خارك” من الأسطول البحري الإيراني رقم 63، سترافقان المدمّرة خلال مهمتها.
وليست هذه المرة الأولى التي ترسل فيها طهران سفناً حربية إلى تلك المنطقة، وغالباً ما يجري إرسالها حتى إلى البحر الأحمر لحماية السفن التجارية وناقلات النفط من القرصنة البحرية.
في الأثناء، أعلن “الحرس الثوري” الإيراني أن قوات برية تابعة له أجرت مناورات في شمال غرب البلاد بمحافظة أذربيجان الغربية، وذكرت هيئة العلاقات العامة التابعة لـ”الحرس الثوري” في بيان أن المناورات التي تحمل اسم “الغدير” أجريت في المرتفعات الحدودية بمنطقة بورالان ماكو بمحافظة أذربيجان الغربية، بمشاركة عناصر مقر عمليات “حمزة سيد الشهداء التابع للقوة البرية في “الحرس”.
وتهدف هذه المناورات، حسب البيان، إلى رفع مستوى جاهزية المقاتلين وحرس الحدود الإيراني، بغية “تدمير ما تبقى في البلاد من مقرات الجماعات الإرهابية المعادية للثورة والمدعومة من قبل الاستكبار العالمي وتطهير المناطق الشمالية الغربية من البلاد من وجود الأشرار المسلحين”.
وصرح قائد القوة البرية في الحرس الثوري العميد محمد باكبور على هامش المناورات بأنها “مناورة حقيقية لأن الأرض والعدو والقوة القتالية فيها حقيقية”، معرباً عن تصميم الحرس الثوري على تأمين حدود البلاد والوقوف في وجه أي تحرك يعرّض أمن إيران للخطر.