البرازيل: على ماكرون الاهتمام ببلاده ومستعمراته!
يثير عدد قياسي من الحرائق المستعرة في غابات الأمازون غضباً دولياً، بسبب أهمية هذه الغابات المطيرة بالنسبة للبيئة، فيما خرج البرازيليون إلى الشوارع في أكثر من 12 مدينة للاحتجاج على تقاعس الحكومة عن مكافحة الحرائق، وأغلقوا طرقاً رئيسية في برازيليا وساو باولو، ونُظمت احتجاجات أمام سفارتي البرازيل في باريس ولندن، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي انتشر وسم “صلوا من أجل أمازوناس” وغيره على تويتر.
ودفعت الحرائق رئيس البرازيل جايير بولسونارو لإرسال الجيش للمساعدة في مكافحتها، وأسقطت طائرات حربية مياهاً على الغابات المشتعلة في ولاية روندونيا الواقعة بالأمازون، وقالت متحدّثة باسم مكتب الرئيس البرازيلي: إن بولسونارو أجاز القيام بعملية عسكرية في سبع ولايات لمكافحة الحرائق المحتدمة في الأمازون استجابة لطلبات من الحكومات المحلية بالمساعدة.
وتأتي هذه الاستجابة في الوقت الذي أبدى فيه زعماء مجموعة السبع المجتمعون في فرنسا عن قلقهم العميق بشأن هذه الحرائق، فقد وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحرائق بأنها حالة طوارئ دولية و”إبادة بيئية”، وانتقد حكومة البرازيل لعدم بذلها مزيداً من الجهد لحماية الغابة المطيرة، فيما عبّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قلقهما حيال دمار غابات الأمازون.
وعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب المساعدة على بولسونارو في مكالمة هاتفية، لكن مسؤولين برازيليين قالوا لاحقاً: إنهم لا يتعاونون مع واشنطن لمكافحة الحرائق، فيما قال المعهد القومي لأبحاث الفضاء في البرازيل: إنه تمّ تسجيل نحو 80 ألف حريق عبر البرازيل حتى 24 آب، فيما يمثّل أعلى مستوى منذ عام 2013 على الأقل.
ورفضت البرازيل مقترح دول مجموعة السبع تقديم المساعدة لإخماد الحرائق، داعية ماكرون للاهتمام بـ “بلاده ومستعمراته”، وقال أونيكس لورنزوني، كبير موظفي ادارة بولسونارو، “نقدّر العرض، لكن هذه الموارد قد تكون مفيدة أكثر لإعادة تشجير أوروبا”، وأضاف: “ماكرون يعجز حتى عن تفادي حريق يمكن توقّعه في كنيسة مدرجة في التراث العالمي للبشرية، ويريد إعطاءنا أمثولات لبلادنا”، في إشارة إلى الحريق الذي طال كاتدرائية نوتردام في باريس في الـ 15 من نيسان الماضي، وتابع: “هناك الكثير من العمل المترتب عليه في بلاده وفي المستعمرات الفرنسية”، ملمحاً بذلك إلى المقاطعات الفرنسية ما وراء البحار ومن ضمنها غويانا المحاذية للبرازيل والتي تضم مساحة صغيرة من غابة الأمازون، وأكد أن “البرازيل بلد ديمقراطي حر ولم يكن له يوماً سلوك استعماري وامبريالي كما هو ربما هدف الرئيس الفرنسي ماكرون”.
من جانبه، انتقد بولسونارو بشدة موافقة قادة السبع على مساعدات طارئة بقيمة 20 مليون دولار من أجل التصدي لحرائق غابات الأمازون، وأضاف: “الدول الكبرى تعامل بلادنا مثل مستعمرة أو أرض حرام”.
وأشار بولسونارو في بادئ الأمر إلى أن الحرائق أمر طبيعي، ثم قال: “إن منظمات غير حكومية تشعل الحرائق لإلحاق الضرر بحكومته”، ولم يقدّم دليلاً على هذا، وتراجع لاحقاً عن هذا الاتهام، ولكنه أضاف: “إن بلاده لا تملك الموارد اللازمة لمكافحة حرائق في منطقة بحجم غابات الأمازون”، فيما حذّر الدول الأخرى من التدخل، وذكر أن التمويل الأجنبي يهدف لتقويض سيادة البرازيل.