الفلسطينيون رداً على ترامب: فلسطين ليست للمساومة
رداً على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش اجتماع قمة مجموعة السبع في فرنسا، قال فيها: “إنّ الفلسطينيين يريدون صفقة، تمّ خصم الكثير من أموال الدعم لهم وهم يريدون استردادها”، ما اعتبرها الفلسطينيون استهانة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، حيث أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن سياسة الابتزاز المالي والسياسي التي تمارسها الإدارة الأمريكية مرفوضة بشكل قاطع، فلا مساومة على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها قضية القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
وأوضحت الخارجية أن ترامب منحاز بالكامل لسلطات الاحتلال، ويفاخر بقطع المساعدات الأمريكية عن الفلسطينيين، ويربط عودتها بالقبول بما تسمى “صفقة القرن”، وهو بذلك يعترف علناً بسياسة الابتزاز المالي التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني بهدف ابتزازه سياسياً وفرض شروط الاستسلام والخضوع عليه، وأشارت إلى أن القرارات والإعلانات المنحازة التي أصدرها ترامب لصالح الاحتلال أسقطت دور واشنطن كوسيط، مضيفةً: “إذا ما كان الرئيس الأمريكي يرغب حقيقة في لعب مثل هذا الدور، فعليه أن يتراجع أولاً عن قراراته المنحازة للاحتلال وفي مقدمتها قراره بشأن القدس ونقل سفارة بلاده إليها”.
إلى ذلك، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أن الشعب الفلسطيني لن يفرّط في أرضه وقضيته العادلة مقابل حفنة من الدولارات يعرضها ترامب الذي لايزال متمسكاً بوهمه بأن قضيتنا تخضع للمقايضة مقابل المساعدات الأمريكية، وهذا يدلل بشكل واضح على جهل حقيقي وخطير بطبيعة القضية الفلسطينية وبمتطلبات السلام وبالقرارات والقوانين الدولية.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيسوية في القدس المحتلة وقرية بيت لقيا جنوب رام الله ومخيم جنين وبلدة كفر قدوم شرق قلقيلية بالضفة الغربية، واعتقلت ثمانية فلسطينيين.
وخلال اقتحامها حي عبيد في العيسوية، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والأعيرة المطاطية، ما أدى لإصابة نحو 50 شاباً فلسطينياً في اعتداءات قوات الاحتلال على أهالي العيسوية شمال شرق القدس المحتلّة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال 3 شبان من بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية بعد دهم منازل ذويهم وتفتيشها.
في سياق متصل، أفادت وسائل إعلام فلسطينية محلية بأن قوات الاحتلال أخذت قياسات منازل ثلاثة شبان تتهمهم بقتل مستوطن في مستوطنة “غوش عتصيون” شرق بيت لحم قبل نحو أسبوعين، تمهيداً لهدمها.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت، أول أمس، 23 فلسطينياً في الضفة.
يأتي ذلك غيما قال مدير الإعلام في شركة كهرباء غزة محمد ثابت: “إنّ منع الاحتلال إدخال إمدادات الوقود سيقلص كمية الكهرباء بنسبة تزيد على الـ70 بالمئة، وبالتالي سيصل عدد ساعات قطع الكهرباء إلى 16 ساعة يومياً، ما سينعكس على كل مجالات الحياة وخاصة المشافي والمرافق الحيوية”، مشيراً إلى أنّ الفلسطينيين يتخوفون من أن تتوقف محطة الكهرباء بشكل كامل خلال الأيام القادمة، وهذا سيشل الحياة تماماً، وينذر بكارثة بحق مليوني فلسطيني في قطاع غزة.
وتفرض سلطات الاحتلال حصاراً مشدّداً على القطاع منذ 13 عاماً تسبب بأزمات في جميع جوانب الحياة وخسائر اقتصادية تقدّر بمليارات الدولارات.
بالتوازي، طالب مئات الفلسطينيين خلال وقفات تضامنية في مدن نابلس والخليل ورام الله بالضفة الغربية بتسليم جثامين الشهداء التي تحتجزها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أن استمرار احتجاز الجثامين جريمة حرب وانتهاك لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية.
وأكد مدير مركز القدس للمساعدة القانونية عصام العاروري، خلال وقفة تضامنية في نابلس بمناسبة اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء، أن الحملة الوطنية ستواصل فعالياتها حتى استعادة جثامين الشهداء كافة والكشف عن مصير المفقودين، وستستمر بفضح جرائم الاحتلال الذي يصعّد من إجراءاته التعسفية بحق عائلات الشهداء، مشيراً إلى أن الاحتلال يحتجز جثامين 304 شهداء منهم 51 جثماناً منذ العام 2015 إضافة إلى 68 مفقوداً.
بدوره أكد مدير نادي الأسير في نابلس رائد عامر حق الشعب الفلسطيني في استرداد جثامين الشهداء المحتجزة، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لتسليمهم عنهم، بينما قال منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء في الخليل أمين البايض: “سنواصل مسيراتنا حتى استعادة آخر جثمان”.
وأدانت منسقة الحملة الوطنية في رام الله سلوى حماد استمرار احتجاز الاحتلال جثامين الشهداء، مؤكدة أنها جريمة تخالف المعايير الدولية ويجب إيقافها.
من جانبه استنكر الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي استمرار كيان الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز جثامين الشهداء، الأمر الذي يشكّل جريمة بشعة تحرم عائلات الشهداء من دفن أبنائها بكرامة، مؤكداً في الوقت ذاته أن ذلك يدل على إفلاس الاحتلال أخلاقياً وسياسياً.
الرئيس الروحي لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك الأب عبد الله يوليو قال: إن هذه الوقفة تأتي للتأكيد على أن نضال الشعب الفلسطيني مستمر حتى دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.