نادي القصة في سلمية مستمر بنشاطاته المتميزة
يعتبر صالون سلمية الثقافي الذي وضع نصب عينيه استمرار الحركة الثقافية في مدينة سلمية من خلال القائمين عليه من الأمكنة الرائدة بالفعاليات برغم ضيق المكان، بعد أن استكان المكان المخصص لهذه الفعاليات “المركز العربي الثقافي” لأشخاص بات همهم تفشيل دوره الذي اقتصر على قضايا لا تمت للثقافة في مدينة لن تنام فيها الثقافة، واعتبر مدير الصالون الأديب أمين حربا أن هذا المكان لن يألُ أي جهد من أجل استمرار النشاطات الثقافية بمختلف أنواعها في الشعر والقصة وغيرها، والتي لاقت تفاعلاً كبيراً من المشاركين والحاضرين من المثقفين والأدباء الذين ما زلوا الرقم الأهم في كل اللقاءات.
وشارك في اللقاء الخامس لنادي القصة عدد من القاصين مختلفين في العمر والأداء وهم “فاتن حيدر – هناء الفيل – هيام داوود – ريم صالح – تامر سفر – خديجة فوزي – سهير مصطفى – ماجدة قلقة – جلال مقصود – أيمن رزوق – حزامة أرسلان – عبد العزيز مقداد”، قدموا فيه نصوصاً قصصية بأنواعها “القصة القصيرة والتقليدية والقصيرة جداً والومضات القصصية”، تباين فيها مستوى الأداء من حيث البنية والصنعة وعلى مستوى القاص نفسه من خلال قدراته وخبرته وأدواته وتجربته وأسلوبه التعبيري، فالقاصة سهير مصطفى قدمت مجموعتها من الومضات القصصية تميزت فيها جميعاً، بأن قدمت عبر هذه القصص حالات انفعالية شديدة عاشها أبطالها من خلال ردود أفعالهم القاسية كنتيجة حتمية لألمهم وخيبتهم، وقدم القاص جلال مقصود نصه “رجل وضبع وأشياء أخرى” بطريقة رمزية متميزة عكست الرغبة الشديدة بالخلاص من المأساة والفراق ولو تحول بطلها بشكل طوعي فريسة للضبع، ومزج الأديب أيمن رزوق بين الشعر والقصة في نصه “رسائل دمع هارب” من خلال التجريب في توحيد صنفين أدبيين، ثم قدمت القاصة حزامة رسلان قصتها “جريمة” التي تحدث فيها عن العادات الاجتماعية التي تشوه المجتمع واستعملت فيها الأسلوب الواقعي والصورة المشوقة للعالم الداخلي والمكاني لأبطالها، واختتم اللقاء القاص عبد العزيز مقداد بقصته الواقعية التي كتبها بطريقة كلاسيكية “رد الجميل” عالج فيها الدمار الداخلي الذي لحق بالإنسان من خلال الإرهاب المدمر في الكثير من الأماكن على امتداد الوطن.
نزار جمول