وقعــت روايتهــا “خــذلان بطعــم الحلـــوى” أميــــرة مبـــارك: روايـــة إنســــانية بامتيــــاز
ترفض الكاتبة أميرة مبارك وصف روايتها “خذلان بطعم الحلوى” والتي وقعتها أمس في مركز ثقافي كفر سوسة بأنها رواية للمرأة، مؤكدة في حوارها مع “البعث” أنها رواية إنسانية بامتياز، وهي رواية اجتماعية وعاطفية، فيها خيوط من الدراما والحبكة البوليسية، وتحمل في طياتها نماذج مختلفة من الشخصيات وقوالبهم المتعددة وتفاصيل حياتهم المتشابهة أحياناً والمتناقضة أحياناً أخرى، موضحة أن الرواية تدور حول بطلتين، واحدة في الأرض وواحدة في السماء، تلتقي حياتهما في طريق واحد، وتتشابك قصتهما بتوازٍ مع تصاعد أحداث الرواية، أما الأحداث فتبدأ بخطوات تتتابع وراء البطلة الأولى فتظن أنها شبح الأخرى المتوفاة، وتبقى تلك الخطوات تلاحقها بتسارع إلى أن توصلها إلى حد الجنون، وتلتف حول تلك الأحداث وغيرها قصص حب تتأرجح بطرفيها بين الحب والخذلان، معتقدة مبارك أن بعضهم وصف الرواية بأنها رواية المرأة لأنها عبرت فيها عما يعتلج داخل المرأة من مشاعر وأحاسيس، إلا أنها ليست موجهة للنساء فقط بل لكلا الجنسين، وأبطالها رجال ونساء، فما مرت به البطلة مر به شاب أيضاً، وما صنعته امرأة قد يصنعه رجل وقد خاطبت فيها الجنسين ولكن كان لا بد أن يكون هناك بطل، فاختارت أن تكون امرأة إلى جانب الرجل، فلم تكن بطلة من غير رجل بل كان الرجل دائماً معها، يحبها ويساندها ويتمسك بها كما يؤلمها ويهملها ويتخلى عنها.
حلم قديم
تؤكد الكاتبة مبارك وهي التي انشغلت سابقاً بالكتابة للأطفال أن كتابة الرواية كانت حلماً قديماً لها قبل أن تدخل عالم الأطفال، ففي ذلك الوقت لمع أول خيط من خيوط الرواية وسجلت بعض السطور، ومؤخراً وجدت أن الوقت قد حان للكتابة في فن جديد، مبينة من خلال تجربتها الأولى “خذلان بطعم الحلوى” أن الرواية جنس أدبي صعب، إذ يحتاج للكثير من الجهد والكثير من المشاعر المتواصلة لكتابة أحداث طويلة تمتد على صفحات كثيرة، منوهة إلى أنه لا يمكن لكاتب أن يكتب من غير مشاعر، والرواية خصوصاً تحتاج إلى ضخ كبير من المشاعر لإتمامها، وهو أمر مرهق جداً، كما تحتاج إلى لغة سلسة وكثافة مفردات وجذب للقارئ وشد انتباهه.
أصعب فنون الأدب
قامت مبارك على مدار 12 عاماً بالكتابة للأطفال بمختلف الفنون “القصة الطويلة والقصيرة، الخاطرة، القصة المصورة، لوحات نقدية (كاريكاتير) سيناريو تلفزيوني” كما عملت مديرة تحرير مجلة للأطفال على مدار ثماني سنوات سبقتها خمس سنوات خبرة كمحررة، ولها الكثير من القصص والسلاسل، منها سلسلة مغامرات خفيف، وأبيض وأسود، لذلك ترى أن عالم الطفل عالم سهل ممتنع كثيراً ما يُظنّ أن الكتابة له سهلة ولكنها فعلياً تًعد من أصعب فنون الأدب، وينبغي على من يدخل هذا العالم أن يعرف عنه الكثير قبل أن يبدأ في المبادرة فيها، إذ على الكاتب أن يلم بالكثير من الفنون ليستطيع الكتابة، ومن هذه الفنون فنون تربية الطفل، إذ لا يمكن أن نعلّم طفلاً أو نتحاور معه من غير أن نعرف مفاتيح شخصيته وطبيعة مرحلة نموه وأسلوب التعامل مع المشكلات وكيفية حلها، وكذلك التعرف على مراحل نمو الطفل وخصوصية كل مرحلة، إذ يختلف خطاب كل طفل باختلاف مرحلته، فلا يمكن أن نقدم معلومة أو متعة لطفل بعمر الأربع سنوات بنفس طريقة طفل بعمر العشر سنوات، إلى جانب توفر مهارة الكتابة الذكية، حيث ينبغي أن يكون الأسلوب بسيطاً ومحبباً، شيقاً ولطيفاً، ولا يُشعر الطفل بصغره ولا بعجزه.
الخفة والطرافة
تكثر المطبات في عالم الكتابة للأطفال لخصوصية هذا الفن، مشيرة أميرة مبارك إلى بعضها، ومنها أن الكاتب الناشئ يظن أنه يكتب للطفل، أي أنه يكتب بموضوع بسيط سهل لا يحتاج للكثير من البحث، في حين أن تقديمه يحتاج للكثير من العمق والفهم والتفكر والدراسة والخبرة، لذلك نرى كتّاباً جدداً يتناولون المواضيع بطريقة سطحية فيها الكثير من الأخطاء التربوية والتعليمية، إلى جانب عدم تقديم الكتاب بالشكل الذي يناسب كل فئة عمرية، إذ نرى بعض الكتب الموجهة للأطفال الفئة العمرية الصغيرة قد رُسمت بطريقة معقدة وبحجم صغير وتفاصيل كثيرة، بينما يجب أن تكون واضحة وكبيرة، كما يلجأ الكاتب في بعض المواضيع إلى الكلمات التي لا تناسب الفئة المستهدفة بهدف تبسيط أسلوبه فيقع في الركاكة والضحالة على مستوى تركيب الجملة والمفردات، والبساطة في الأسلوب غير المتناسب مع عمر الطفل الكبير، الأمر الذي يجعله يشعر ببعض الإهانة من وجهة نظره، مع إشارة مبارك أيضاً إلى مطب آخر هو الجدية لقناعتها أن الطفل يحب أن يقرأ ليستمتع ويضحك، لذلك تحرص دائماً في كتاباتها التي تهدف إلى تقديم المعرفة إلى التحايل على النص لتقديم المعلومة للطفل من غير أن يشعر أنه قد تعلمها.. من هنا تتسم كتاباتها بالخفة والطرافة والتشويق، ولا تنسى مبارك أن تشير إلى مطب يقع فيه بعض الكتّاب حين يستخدمون الخيال غير المبرر كالسحر والشعوذة والجنّ والمصباح السحري، وكذلك الكذب ليستطيعوا دعم حبكتهم.
أمينة عباس