نواة الاستقرار الاقتصادي
لا شك أن زيادة حجم الوفود العربية والأجنبية الزائرة لمعرض دمشق الدولي بدورته الحادية والستين سيكون لها صدى كبير على الاقتصاد الوطني، ولعل العلامة الفارقة في هذا السياق هو الوفد الإماراتي المؤلف من 40 رجل أعمال من مختلف القطاعات الصناعية والتجارية..
ثمة رسائل عدة يمكن استقراؤها مما سبق.. أولها أن سورية لا تزال -وبحكم عوامل عدة أبرزها الموقع الجغرافي وما تتمتع به من مقومات استثمارية أخرى- مقصد العالم، وأن ما حلّ بها من دمار وتخريب لم يحجم رجالات المال والأعمال عن وضعها بأعلى قائمة أجندتهم الاستثمارية..
ثانيها أن المرحلة القادمة –ربما- ستشهد تنافساً ليس سهلاً على التسابق لاقتناص الفرص الاستثمارية الدسمة؛ ما قد ينعكس بالنتيجة بالإيجاب على تفعيل العجلة الإنتاجية..
وتتمثل ثالثها والأهم بأن نواة الاستقرار الاقتصادي لدول المنطقة ستكون سورية، وقد لاحظنا جميعاً تداعيات الأزمة السورية على اقتصادات دول الجوار سواء من ناحية النقل، أم من ناحية التبادل التجاري، وكان إعادة فتح معبر نصيب خير دليل على ذلك، حيث أنعش اقتصاد كل من الأردن ولبنان بالدرجة الأولى..
إن المشاركة اللافتة في معرض دمشق الدولي تندرج بلا شك ضمن سياق إدراك المشاركين لمكانة سورية اللوجستية على المستوى الاقتصادي، وهذا الأمر يزيد من مسؤولية القطاع الخاص تجاه تعزيز مكانة الاقتصاد الوطني… فعلى اعتبار أن رواد هذا القطاع اجتهدوا باتجاه أن يكون لهم بصمة واضحة في معرض دمشق الدولي، يتوجب عليهم التركيز خلال ما سيبرمونه من عقود واتفاقيات على العملية الإنتاجية.
كما عليهم الاشتغال على تكريس العلاقات الاقتصادية مع نظرائهم من خلال تنظيماتهم المهنية “اتحادات الغرف” لا استغلال منصة المعرض لتمرير صفقات تجارية تخدم مصالحهم الشخصية، فهم بالنتيجة شركاء بالتمنية، وهذه الشراكة تحتم عليهم توظيف أعمالهم ضمن السياق التنموي للاقتصاد الوطني ككل.
إن المعرض وكحدث اقتصادي هو الأهم … يعد فرصة حقيقية للقاء الفعاليات الاقتصادية المحلية والعالمية، ويبقى التعويل على أن تكون نتائج هذه اللقاءات بمستوى هذا الحدث ولاسيما أن الاقتصاد الوطني اليوم متعطش أكثر من أي وقت مضى لاستثمارات حيوية تشد من أزره..
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com