أخبارصحيفة البعث

إيطاليا.. تكليف كونتي تشكيل حكومة جديدة

تعيش إيطاليا منذ ثلاثة أسابيع أزمة سياسية عميقة، بعدما تسبّب ماتيو سالفيني، وزير الداخلية السابق، في الثامن من آب بانهيار الائتلاف الذي شكّله مع حركة 5 نجوم، ثم استقالة جوزيبي كونتي في الـ20 من الشهر متهماً سالفيني بـ”تمرير مصالحه الانتخابية الخاصة” قبل مصالح البلاد.
وعلى خلفية هذا الواقع الدقيق تعيش إيطاليا حالة من الترقّب بعد تكليف الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا مرة أخرى رئيس الوزراء المستقيل كونتي، أمس، تشكيل حكومة جديدة بعد اتفاق لتجنّب انتخابات مبكرة، كما أعلن متحدّث باسم الرئاسة.
ورحّبت الأسواق والمستثمرون بعودة الاستقرار إلى المشهد السياسي في إيطاليا التي تعدّ ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بعد أن تراجعت قيمة السندات الإيطالية لـ10 سنوات إلى حد كبير.
ويتوقّع أن يحصل كونتي على بضعة أيام لإجراء مشاورات سياسية للتحقق من ضمان أغلبية في البرلمان بعد موافقة حركة خمس نجوم المناهضة للمؤسسات والحزب الديمقراطي (يسار وسط) على العمل معاً ضمن ائتلاف جديد.
وقبل كونتي هذا التكليف، وسيقوم بمشاورات مع الأحزاب السياسية لبضعة أيام للحصول على أغلبية في البرلمان، عارضاً الخطوط العريضة لبرنامجه الرامي لجعل إيطاليا “أكثر عدالة وتنافسية وشمولية”، وقال: إنه يريد تحويل فترة الأزمة الاقتصادية الحالية إلى فرصة لنهوض إيطاليا ولتستعيد المكانة التي تستحق وتضطلع بدور ريادي في أوروبا ضمن احترام مبدأ التعددية.
وقال كونتي بعد لقاء ماتاريلا في القصر الرئاسي: “نحن في مرحلة دقيقة جداً للبلاد وعلينا الخروج في أسرع وقت ممكن من فترة الغموض السياسي الناجم عن الأزمة الحكومية”.
وأعلن زعيم حركة 5 نجوم لويجي دي مايو أن الاتفاق مع الحزب الديمقراطي يجب أن يوافق عليه أعضاء الحزب في تصويت الكتروني سينظم في عطلة نهاية الأسبوع.
ويسعى ماتاريلا لإيجاد حل للأزمة السياسية، وخصوصاً أن ديون إيطاليا ضخمة، ويتعيّن على البلاد الموافقة على موازنة في الأشهر المقبلة.
وفي غياب تشكيل حكومة جديدة قد تواجه إيطاليا زيادة في ضريبة القيمة المضافة ستؤثر في الطبقات الفقيرة، وتدخل البلاد مرحلة ركود اقتصادي.
وقال كريغ أرلام كبير محللي الأسواق لدى مؤسسة “اواندا”: إن “الاتفاق يعني تجنّب انتخابات في الخريف، وأي مواجهة مع بروكسل حول الموازنة في نهاية العام ستكون أقل حدة من الأخيرة”، وأضاف: “لا يزال الحزبان يختلفان في الآراء ولن تكون العلاقة بينهما متناغمة، لكن المؤكد هو أنها ستكون أفضل من تلك التي كانت قائمة في الائتلاف الأخير”.
لكن بعض المحللين حذّروا من أن الاتفاق المبرم بين حركة 5 نجوم التي أعلنت أنها لن تتحالف أبداً مع الأحزاب التقليدية، ويسار الوسط الذي لم يرتبط بعلاقة جيدة مع هذا الحزب، قد ينهار بسرعة.
وقال مايكل هيوسن كبير محللي الأسواق لدى “سي ام سي ماركتس يو كاي”: إن “أي حكومة جديدة قد تشكّل بين هذين الحزبين غير الحليفين لن تكتب لها الاستمرارية بما أن عبء تطبيق خفض النفقات الذي يطالب به الاتحاد الأوروبي بمستوى 23 مليار يورو هذا الخريف سيكون الآن من مسؤولية إدارة جديدة”، وأضاف: “هذا الأمر لن يحظى بتأييد ومن شأنه دعم الخطاب الشعبوي لماتيو سالفيني”.
وأعلن سالفيني أن حزبه واثق من أنه سيفوز بانتخابات جديدة محتملة العام المقبل، قائلاً: “لسنا على عجلة من أمرنا”.
وحصل كونتي الذي يتمتع بشعبية كبيرة في إيطاليا، خلال الأيام الماضية على دعم الأوروبيين خلال قمة مجموعة السبع في بياريتس بفرنسا، ثم على دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وصفه الاثنين بأنه “رجل موهوب جداً”.