..للتريث!!!
يستغرب الصحفيون من تعامل الحكومة مع مطالبهم وحقوقهم المشروعة لجهة تعديل طبيعة العمل الصحفي، وكأنهم يطلبون معجزة صعبة التحقق! فللمرة الرابعة يطالب اتحاد الصحفيين وتحديداً منذ عام 2014 ولغاية اليوم بتعديل نسبة تعويض طبيعة العمل الصحفي من 6,5 إلى 8% من الأجر، ومنحهم تعويض الإجهاد الجسماني والفكري المتميز بنسبة 5% من الأجر، لكن للأسف في كل المرات كان الرد يأتي وبكل بساطة للتريث!!
والغريب في الأمر أن مجموع المبلغ الذي يطالب به أبناء مهنة المتاعب ليس بالرقم الكبير، بل ببساطة تستطيع الحكومة دفعه من “طرف الجيبة” كما يقال، أي لا يشكل عبئاً على الموازنة، وهو لا يتجاوز الـ 20 مليون ليرة بالسنة حسب دراسة إحصائية قبل حوالي عشر سنوات، ومع حساب زيادة الرواتب والترفيعات السنوية، فالمبلغ قد لا يتجاوز اليوم الـ 30 مليوناً، فلماذا التريث إذاً وحرمان أكثر من 1200 صحفي عامل من حقهم الذي كفله لهم القانون؟!
في كل دول العالم تدعم حكوماتها نقابات الصحفيين وتحرص على تأمين كل متطلبات العاملين بالصحافة والإعلام، سواء لجهة تطويرهم مهنياً أو دعمهم مادياً واجتماعياً، أما عندنا فما زال يُنظر للصحفي كموظف عادي، دون لحظ جهده وطبيعة عمله، عدا عن حجب المعلومة، وإن أفرجوا عنها، فغالباً ما تكون معلبة لخدمة مصلحة الجهة صاحبة العلاقة!
الصحفيون والإعلاميون السوريون لم يقصروا يوماً رغم الإجحاف بحقوقهم وإهمال مطالبهم المشروعة، وكانوا رديفاً للجيش العربي السوري على جبهات القتال ضد الإرهابيين، فجُرحَ واستشهد العشرات منهم فداء للوطن، فهل نستكثر عليهم بضعة ملايين تقديراً لجهودهم وطبيعة عملهم الصعبة؟!
بالمختصر، الصحفيون بحاجة لمن يضمن لهم حقوقهم بالعيش بدخل مقبول في ظل ضعف الأجور عن طريق زيادة حجم التعويضات والحوافز لا مصادرتها بمبررات غير منطقية، اليوم لم يعد مقبولاً أن نطالب الصحفي أن يكون مبدعاً ومتميزاً بعمله وهو محروم من أبسط حقوقه، وأهمها زيادة نسبة طبيعة عمله التي يستحقها!!
وبلسان الصحفيين “أفرجوا عن حقوقنا بطبيعة العمل فقد مللنا كلمة للتريث!!”.
غسان فطوم
gassanazfttoum@gmail.com