هذا الحضور الفني
أكرم شريم
من الشروط الفنية المعروفة لاختيار الممثل، هل يصلح أن يكون ممثلاً أم لا، سواء عندنا، أوفي أي مكان في العالم، أن يكون له (حضور) حين تصويره بالكاميرا، أي أن يظهر بشكل طبيعي كما هو تماماً، لأن الكاميرا هنا هي صاحبة القرار بأن يكون هذا الإنسان ممثلاً على الشاشة أم لا، وليس المخرج هو صاحب القرار ، ولا المنتج ولا الممثل نفسه ولا أي من الفنيين أو كلهم، وطالما أنه لم تقبل به الكاميرا صاحبة القرار فبإمكانه أن يعمل ممثلاً في المسرح لأننا في المسرح نراه بالعين البشرية وحدها!.
ولماذا يجب ألا نقبله ممثلاً على الشاشة ولا يقبلونه في أي مكان في العالم إذا لم يكن له حضور عليها بعد التصوير، كما ذكرنا، ذلك أنه يظهر حين التصوير بشكل غير صحيح وغير سليم ولا أحد يستطيع أن يغير من ذلك شيئاً، يظهر (مبعجراً) وبشكل هو نفسه لا يقبله، وكل الممثلين والمخرجين والمنتجين والفنيين في العالم يعرفون ذلك، فكيف نقبل أو نسمح بأن يعمل ممثلا ليس له حضور في السينما أو الدراما التلفزيونية، وتظهر هذه الأشكال غير السليمة وغير الصحيحة لهم و(المبعجرة) ودائماً وكل ما يظهرون؟! ومثل ذلك تماماً، وهو الشيء الجديد الذي نريد أن نضيفه هنا، أن الصوت له حضور أيضاً! لكن وعلى الشاشة الكبيرة أو الصغيرة لا تظهر أهمية ذلك تماماً لأننا نرى بأعيننا كل ما يجري وكل الأشخاص، أما في الإذاعات وعددها الناطق باللغة العربية فقط بالعشرات ولا نريد أن نقول بالمئات فإن الفرق يظهر واضحاً وكبيراً وجلياً بين الصوت الذي له حضور والصوت الذي ليس له حضور والفرق بينهما كبير جدا، فالأول له حضور تسمعه واضحاً تماماً مهما كان الوضع الذي أنت فيه أو الوضع الذي فيه الصوت مع ضجيج أو بدونه، قريباً منك أو بعيداً، وكل ذلك لا يؤثر أبداً في تغيير نوعية الصوت ولا في وضوحه وقوته، أما الصوت الآخر والذي ليس له حضور فتصير تتحرك وتغير في جلستك أو نومك أو مكان جلوسك لكي تستطيع أن تسمع بشكل أفضل ولا تستطيع، وأقول ذلك عن الإنسان الحريص على السمع، على أن يسمع ما يرغب به ويريده، وفي أية ظروف، أما الآخر وهو الذي يشكل النسبة الأكبر من المستمعين فإنه يعمد إلى تغيير المحطة وعلى الفور، وبسبب الصوت الذي ليس له حضور نخسر مستمعينا بل النسبة العظمى منهم، وحتى إذا كان ثمة حوار بين صوتين الأول له حضور والآخر ليس له حضور فكيف يمكن لنا أن نستمر في السماع ونحن لا نسمع أسئلة المذيع أو كلام ضيفه، أو بالعكس أو نسمع كلام أحد المتحاورين ولا نسمع الآخر، إنها إذن مشكلة فنية كبيرة! وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نعمد، وعلى الفور على وضع الحلول لهذه المشكلة الفنية التلفزيونية والإذاعية عندنا وفي العالم كله!.