أجراس المدارس تقرع وسط تحديات الكثافة الطلابية عــام دراســـي جــديــد ونـوايــا “تربوية” في ضـبط العـمـلـيـة التعليمية
قرعت أمس أجراس اثني عشر ألفاً وسبعمئة وإحدى وتسعين مدرسة معلنة البدء بعام دراسي جديد على وقع انتصارات أبطال الجيش في أرض الميدان، حيث استقبلت المدارس ما يقارب /3693778 / طالباً وطالبةً من مختلف المراحل التعليمية، ليثبتوا بعد تسع سنوات من الحرب الإرهابية على سورية أن الإصرار والعزيمة أقوى من الإرهاب، وخاصة أنه على مدار تسع سنوات بقيت مدارسنا منبراً للعلم والمعرفة ونشر المحبة والخير ومتابعة التحصيل العلمي الذي حرصت عليه وزارة التربية منذ العام الأول من الحرب لتكون الخطة الدرسية في كل عام تواكب الأحداث وتتصدى لمفرزات الحرب من خلال التركيز على التنشئة الاجتماعية التي تعزز الانتماء الوطني، كما تمت مواءمة المناهج المطورة بزيادة أيام العام الدراسي، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية استنفاراً تربوياً عالي المستوى، وغزارة القرارات والبلاغات، منها مكرر في كل عام كتعليمات تربوية ثابتة، ومنها كانت جديدة، أهمها وجوب الالتزام بتطبيق الخطة الدرسية، وتفعيل دور الموجهين التربويين والاختصاصيين وفق خطة مدروسة، من خلال زيارات مفاجئة للمدارس والمجمعات التربوية للحد من التسيب في الدوام المدرسي، والالتزام بالدوام الرسمي منذ اليوم الأول لبدء العام الدراسي ولاسيما المدارس الخاصة، وضرورة الالتزام بالتعليمات الوزارية في المدارس، ليوضح مدير التوجيه في وزارة التربية المثنى خضور أن الوزارة حرصت على ضبط العملية التعليمية منذ بداية العام، وذلك قبل أيام من انطلاقة العام الدراسي، حيث تم تكليف لجان مؤلفة من موجهين ومشرفين تربويين لزيارة جميع المحافظات والاطلاع على جاهزية مديريات التربية في المدارس استعداداً لاستقبال الطلاب، مبيناً أن عمل اللجان والموجهين لم يقف عند هذا الحد، بل سيكون هناك جولات ميدانية مفاجئة على جميع المدارس خلال العام الدراسي للاطمئنان على حسن سير العملية التعليمية في كافة المحافظات، واستدراك ومعالجة الملاحظات، ومتابعة عمل الإدارات والمدرسيين والكادر التربوي في المدارس.
تقيد باللباس المقبول
ولم يغفل خضور ضرورة التقيد باللباس المدرسي المحدد، مع رفض كل لباس بعيد عن الأصول التربوية ويسيء للعملية التربوية وللطالب في آن معاً ولاسيما مع وجود “موديلات” غير مقبولة في المدارس، محملاً إدارة المدرسة مسؤولية تنبيه الطلاب وتوضيح المطلوب.
ولفت خضور إلى أهمية الالتزام بالدوام المدرسي حتى آخر يوم في المدرسة، وتوضيح مفهوم ملف الإنجاز الذي يعد مرجعاً للمعلم ومدير المدرسة وولي الأمر وغيرهم من المتابعين لمستوى المتعلم، وبيان مدى تقدّم تعلّمه، مع ضرورة اطلاع ولي الأمر على الملف مرة واحدة على الأقل في الفصل، مشيراً إلى أنه يتضمن إنجازات المتعلّم جميعها حيث يكون بمثابة حافظة كلية لأعماله تُوثّق تعلّمه في المواد كافة عبر المراحل التعليمية التي يمر بها، ويتم فيه حفظ نماذج من النشاطات الصفية وأعمال المتعلم المتنوعة التي تمّ تقييمها من قبل المعلم، والتي تشير إلى مستوى أدائه وتوضح مدى اكتسابه للمهارات والمعارف الأساسية، ويُحفظ هذا الملف داخل غرفة الصف، ولا يُخصص له درجات، ويكون بمثابة تجميع مركَّز وهادف لأعمال المتعلم يبين جهوده وتقدمه، ويعتمد مشاركة المتعلم في اختيار ما يُعبّر عن تقدّمه في المجالات المختلفة وفقاً لميوله وقدراته، كما يعكس تأملاته الذاتية، ومن الممكن أن يكون الملف ورقياً أو إلكترونياً، ويتضمن الملف مجموعة من الوثائق التي تستخدم لتقديم معلومات تفيد في التقرير الخاص بدرجات المتعلم، مثل: تقرير عن مقابلة المعلم للمتعلم، عينات من أعمال المتعلم التي يعتز بها في مجال معين، ككتابة قصة أو مقالة، أداء تجربة معينة.
زحمة أخبار
ومع أهمية هذه التعليمات التربوية وما تعكسه بالإيجاب على الأسلوب التعليمي من تنمية مهارات الطالب وتفعيل المشاركة وتقوية الشخصية اعتبر متابعون للشأن التربوي أن العبرة ليس بكثرة البلاغات والتعليمات ونشرها في الإعلام، بل العبرة في مدى تنفيذها على أرض الواقع مع وجود كوادر تربوية ومدرسين على سوية عالية تستطيع أن تواكب المناهج المطورة، لافتين إلى زحمة الأخبار التربوية الصادرة بشكل يومي على صفحات التواصل الاجتماعي وموقع الوزارة، وكأن هناك تسابقاً في نشر الأخبار التربوية؛ مما يشتت ويقلل من أهمية وضرورة هكذا تعليمات وبلاغات تربوية كونها محددات واضحة في ضبط العملية التعليمة وخاصة بما يتعلق بالحسم على كل مدرس يتغيب عن الدوام المدرسي، إضافة إلى حسم من كل متعلم درجة في المحصلة النهائية على كل يوم غياب غير مبرر.
ترميم وتدريب
ويأمل مدرسون أن تأخذ هذه القرارات طريقها، وأن تكون قابلة للتطبيق في ظل التحديات الجمة التي تواجه إدارات المدارس، مثل الكثافة الطلابية في الشعبة الصفية؛ مما ينعكس سلباً على أداء المعلم والطالب، ليكون هاجس وزارة التربية في هذا العام التركيز على ترميم المدارس وأحداث ما أمكن وفق الإمكانات حسب ما أوضحه مدير تربية دمشق غسان اللحام الذي بين أن مديرية التربية واصلت جهودها على صعيد صيانة المدارس وتأهيلها؛ بهدف توفير أفضل السبل التعليمية لتجهيز البيئة المدرسية، وبلغ مجموع الأطر التدريسية /21212/ معلماً ومدرساً، إضافة إلى تدريب جميع المدرسين على المناهج والكتب الدراسية الجديدة قبل بداية العام الدراسي الحالي، كما تم تخصيص أحد المراكز التدريبية في محافظة دمشق، وتكليف فريق من الموجهين التربويين لتدريب الذين قاموا بطلبات تكليف بتدريس ساعات، وأيضاً للذين تقدموا بطلب للحصول على وكالات في مرحلة التعليم الأساسي بحيث يتم تعزيز قدراتهم في إيصال هذه المناهج الجديدة للتلاميذ، مؤكداً أن المناهج المطورة تركزعلى فعالية المتعلم والابتعاد به عن التلقين والتحفيظ، وتسعى لتحقيق الانسجام مع حاجات المتعلمين واهتماماتهم ومشكلاتهم باستخدام استراتيجيات التعلم النشط وطرائق التدريس الفعالة، وتمكينهم من توظيف المهارات المكتسبة في المواقف الحياتية من خلال مراعاة المدخل التكاملي في المنهاج.
جاهزية مديريات
يشار إلى أنه في دمشق توجه /361242/ طالباً وطالبة من مختلف المراحل التعليمية توزعوا على /880/ مدرسة.
وفي ريف دمشق توجه /650732/ طالباً وطالبة من مختلف المراحل الدراسية موزعين على / 1580/مدرسة.
وفي حلب ما يقارب /514603/طلاب وطالبات،أما في حمص فتوجه ما يقارب /371544/ طالباً وطالبة من مختلف المراحل والصفوف والاختصاصات إلى مدارسهم ، كما هناك زيادة بعدد الطلاب؛ بسبب عودة الكثير من الأهالي الذين هجّرهم الإرهاب إلى المناطق المحررة حديثاً.
أما في حماة فبلغ عدد المدارس الموجودة بالخدمة /1520/ مدرسة، تستوعب ما يقارب/405950/ طالباً وطالبة.
وفي اللاذقية استقبلت مدارسها ما يقارب /261221/ طالباً وطالبة من جميع المراحل التعليمية، توزعوا على /1220/ مدرسة.
وفي دير الزور جهزت المديرية ما يقارب/570/ مدرسة، حيث توجه ما يقارب/100030/ طالباً وطالبة من مختلف المراحل التعليمية.
أما في محافظة إدلب فبلغ عدد المدارس المستثمرة /760/ مدرسة، تستقطب ما يقارب/250609/طلاب وطالبات.
وفي محافظة الحسكة بلغ عدد مدارسها ما يقارب/320/مدرسة لتستوعب ما يقارب/86179/طالباً وطالبة.
وفيما يتعلق بمحافظة الرقة استكملت المديرية الاستعدادات كافة ضمن مدارس الريف المحرر للمحافظة والبالغ عددهم ما يقارب/130/ مدرسة تستوعب ما يقارب/23294/ طالباً وطالبة، موزعة بمجمعات /السبخة ومعدان ودبسي عفنان/.
وفي السويداء توجه ما يقارب /106618/ طالباً وطالبة إلى حوالي/611/مدرسة. وفي درعا توجه ما يقارب /229250/ طالباً وطالبة من مختلف المراحل التعليمية إلى حوالي /620/مدرسة، أما في طرطوس فبلغ عدد المدارس ما يقارب /1380/ مدرسة، تستوعب ما يقارب/232208/ طلاب وطالبات.
وفي القنيطرة بلغ عدد مدارسها ما يقارب/280/ مدرسة تستوعب حوالي/100298/ طالباً وطالبةً.
علي حسون