خطوة استباقية
على الرغم من كل الصعوبات التي تواجه إدارة نادي الحرية المؤقتة، وما تعانيه من أزمة مالية خانقة، إلا أنها نجحت إلى حد بعيد في تحديد أولويات عملها للمرحلة الحالية والمستقبلية بثقة وإصرار كبيرين، وهي تتجه نحو إحداث تغيير جذري في المشهد العام للنادي في الجانبين الإداري والفني، مرتكزة على قواعد عمل جديدة قوامها أبناء وكوادر وخبرات النادي، كخطوة أولى على مستوى تصويب مسارات العمل، ستليها، وفق ما أكدته إدارة النادي في مؤتمرها الصحفي الذي عقدته أول أمس، خطوات تالية مدروسة ومحسوبة بعناية من شأنها أن تضع فريق رجالها بكرة القدم على السكة الصحيحة، في رحلة جديدة لا تخلو من المشقة والصعوبة للعودة إلى مصاف أندية الممتاز.
وفي الجهة المقابلة، وعلى الرغم من البحبوحة المالية، ووجود شركة راعية لفريق الرجال بكرة القدم تعنى بكل شؤونه واحتياجاته، يعيش نادي الاتحاد حالة إدارية وفنية غير مستقرة، ناتجة عن تسرع الإدارة في اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بلعبة كرة القدم تحديداً، خاصة ما يتعلق بملف التعاقدات، وعدم اكتمال عقد الفريق، وسد ثغرته الواضحة في خطي الوسط والهجوم، ناهيك عن سيل الانتقادات التي طالت أداء الفريق المتواضع خلال مشاركته في دورة الوفاء الكروية، بالإضافة إلى موضوع التعاقد مع المدرب التونسي ومساعده الذي ترك الكثير من إشارات الاستفهام، وأثار ردات فعل واسعة غير مرضية في الوسط الرياضي الاتحادي الذي مازال ينتظر من إدارة النادي المؤقتة توضيحاً حول الكثير من الأمور المتعلقة بمسيرة الفريق الاستعدادية، ومستقبله التنافسي في الدوري.
ما تأخر دفع بأبناء النادي وخبراته وكفاءاته إلى عقد اجتماع عاجل مساء أمس في مقر النادي القديم نوقش خلاله واقع النادي المقلق وغير المرضي، في خطوة استباقية لإجراء تحليل، وتقييم الواقع الراهن، ستليها خطوة أهم قد تؤدي إلى المطالبة بحجب الثقة عن الإدارة، والدعوة إلى انتخابات عاجلة، وفق ما رشح عن الاجتماع الاستثنائي.
على العموم، حسب ما ستؤول إليه الأمور في نادي الاتحاد خلال الأيام القليلة المقبلة، ينتظر من الإدارة المؤقتة أن تكشف عن خططها ومشروعها من خلال عقد مؤتمر صحفي أسوة بإدارة نادي الحرية، وذلك لوضع النقاط على الحروف، وإعادة جسور الثقة المفقودة بين النادي وجماهيره، وبالتالي تجنيب النادي والفريق الكروي الأول المزيد من الهزات والمطبات قبل أن يبدأ موسم الدوري.
معن الغادري