روسيا والهند توقّعان حزمة اتفاقات واسعة أبرزها عسكرية
وقّعت موسكو ونيودلهي، أمس، حزمة واسعة من الاتفاقات، على هامش منتدى الشرق الاقتصادي الروسي، بينها اتفاق استراتيجية عمل لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري.
وجرى توقيع الاتفاقات ومذكرات التفاهم عقب مفاوضات عقدها، أمس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في مدينة فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي.
ومن أبرز الوثائق المبرمة، اتفاق حكومي بين روسيا والهند للتعاون في مجال الإنتاج المشترك لقطع الغيار ومكوّنات الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، أشاد بوتين بالعلاقات الهندية الروسية، وقال: إنه تمّ التوقيع على الكثير من الاتفاقات التي ستسهم في تعزيز التعاون مع نيودلهي، وخاصة في المجال العسكري، وأضاف: إن البرنامج الثنائي للتعاون العسكري التقني بين البلدين حتى العام 2020 يجري تنفيذه بنجاح، كما يجري إعداد نسخة جديدة من هذا التعاون للسنوات العشر القادمة.
وأشار بوتين إلى أن المفاوضات ستنطلق قريباً بشأن اتفاقية للتجارة الحرة بين الهند والاتحاد الاقتصادي الآوراسي (روسيا، بيلاروس، كازاخستان، أرمينيا، قيرغيزستان)، وأوضح “أن روسيا لا تزوّد الهند بالأسلحة فحسب، بل تقوم أيضاً، إلى جانب شركائها الهنود، بشكل مشترك، بإنتاج أحدث المعدات العسكرية، فالهند واحدة من شركاء روسيا الرئيسيين في مجال التعاون العسكري التقني، ونقدّر المستوى المحقق للتعاون الثنائي العسكري والتقني، ونحن على استعداد لمواصلة تطويره”.
من جهته، قال مودي: إن الاتفاقات الموقّعة ستعمّق التعاون المشترك مع روسيا، مؤكداً استعداد بلاده الدائم للتعاون مع روسيا، والمشاركة في مؤتمر الشرق الاقتصادي الروسي، وأضاف: إن الهند وروسيا اتفقتا على خريطة للتعاون لمدة خمس سنوات في إنتاج الهيدروكربونات، وتطوير الغاز الطبيعي المسال في الشرق الأقصى ومنطقة القطب الشمالي.
وأكدت روسيا والهند ضرورة سيادة القانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مشددين على التزامهما بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأهدافه.
وفي بيان مشترك عقب قمة بوتين- مودي جدّد البلدان التأكيد على التزامهما بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، مشيرين إلى الحاجة لزيادة تعزيز التعددية من خلال الدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة في الشؤون العالمية.
وقام الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الهندي بزيارة إلى حوض صناعة السفن “زفيزدا” في محيط مدينة فلاديفوستوك، واستمعا لشرح مفصّل عن المجمع الضخم لبناء السفن ومجموعة السفن الواعدة، الذي يقوم المجمع بصناعتها، ومنها سفن شحن تجارية ومنصات بحرية وناقلات نفط وغاز وكاسحات جليد نووية، وتعرّفا على التقدّم الذي تمّ إحرازه في تحديث المجمع، وتزويده بأحدث التقنيات والآلات.
وتكمن أهمية زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى “زفيزدا” في أن المجمع سيقوم ببناء ناقلات لشحن النفط والغاز الطبيعي المسال من روسيا إلى الأسواق العالمية، ومنها الهند، التي تعد أبرز مستوردي الطاقة وأحد الاقتصادات الصاعدة.
وكان الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الهندي قد وصلا إلى حوض صناعة السفن “زفيزدا” بواسطة قارب سريع.
وانطلقت أمس فعاليات منتدى الشرق الاقتصادي الروسي في فلاديفوستوك بنسخته الخامسة، بمشاركة نخبة من السياسيين والاقتصاديين من مختلف أنحاء العالم، حيث من المتوقّع أن يحضر المنتدى نحو 8 آلاف مشارك من 60 بلداً.
وبحكم الموقع الجغرافي لمدينة فلاديفوستوك المطلة على المحيط الهادئ، يشهد المنتدى مشاركة واسعة لقطاع الأعمال من الدول الآسيوية.