بمناسبة الذكرى الـ 71 لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية “مآثر الرئيس كيم إيل سونغ في بناء الدولة”
اليوم التاسع من أيلول هذا العام يوافق الذكرى السنوية الـ71 لتأسيس جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية التي تزهو بالدولة الاشتراكية القوية ذات السيادة السياسية والاستقلال الاقتصادي والدفاع الوطني الذاتي. جدير بالذكر هنا أن تاريخ تطورها لا يمكن تصوّره، بعيداً عن مآثر الرئيس كيم إيل سونغ (1912- 1994) في بناء الدولة.
بادئ ذي بدء، حرص الرئيس على إقامة هذه الجمهورية لتكون بلداً ذا سيادة يتمسك تمسكاً ثابتاً بالأفكار والمبادئ الاشتراكية. إن الالتزام بهذه الأفكار والمبادئ هو سبيل إلى صون مصالح الاشتراكية الأساسية وقيادة الاشتراكية إلى النصر دون تغيير، بينما التراجع عن هذه الأفكاروالمبادىء هو طريق يفضي إلى هزيمة الاشتراكية. يبيّن تاريخ الحركة الاشتراكية أنه إذا تراجع أي بلد خطوة واحدة عن الأفكار والمبادئ الاشتراكية، فلا مفر من تراجعه بعدئذ خطوتين أو عشر خطوات، وفي نهاية المطاف يلحق الدمار بقضية الاشتراكية.
على ذلك فقد قاد الرئيس كيم إيل سونغ جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إلى أن تتمسك بحزم بالأفكار والمبادئ الاشتراكية في أية بيئة أو ظرف كان. في هذا الإطار حث الرئيس سلطة الجمهورية على أن تحافظ تماماً على نقاوة فكرة زوتشيه في كل نشاطاتها، وتجسّد فيها مقتضيات هذه الفكرة تجسيداً كاملاً. هذا وناشد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية أن تلتزم بالمبادئ الاشتراكية في كل أوجه الثورة والبناء، وتضع فيها خططها الثورية موضع التطبيق الثابت، وذلك على أساس فكرة زوتشيه. كما حرص على ألا تتراجع هذه الجمهورية ولو خطوة واحدة عن مصالح الاشتراكية الأساسية ومبادئها، تزامناً مع إسراعها في الثورة والبناء عبر مواصلة الإبداع وتحقيق التجديدات وفق ما يقتضيه الواقع المتطور، ومعاملتها البارعة للوضع المتغيّر سريعاً بمبادرة منها.
لذا فإن هذه الجمهورية لم تكن تحيد بالمرة عن أفكارها وخططها، ولم تنحرف يميناً أو يساراً أمام المبادئ الاشتراكية، خلال ما يقرب من سبعين سنة منذ اليوم الأول لتأسسها وحتى يومنا هذا.
وإلى جانب ذلك، عمل الرئيس كيم إيل سونغ على توطيد القاعدة الاجتماعية والسياسية من هذه الجمهورية بممارسة سياسة الفضيلة والكرم.
حين تكون القاعدة الاجتماعية والسياسية قوية، يمكن أن تتوطد الاشتراكية، ولكن إذا تفككت القاعدة السياسية، أصيبت الاشتراكية بالانحلال في لحظة واحدة، فإن متانة القاعدة الاجتماعية والسياسية رهن بما إذا كانت السلطة المعنية تحظى بتأييد جماهير الشعب وثقتها.
من هنا فقد ظل الرئيس كيم إيل سونغ ينتهج السياسة الحقيقية من أجل الشعب، سياسة الفضيلة والكرم، منذ الفترة الأولى لقيادته للبناء الاشتراكي. انطلاقاً من وجهة نظره وموقفه اللذين مفادهما أن جماهير الشعب هي الذات الفاعلة للتاريخ، جمع الرئيس شمل جماهير الشعب في قوة ثورية واحدة، في كل مرحلة من مراحل الثورة والبناء، ودفع قضية الاشتراكية قدماً إلى الأمام معتمداً على قدرة تلك الجماهير التي لا ينضب معينها. اللافت في كوريا هو أن عبارة الشعب تطلق على أسماء الدولة والجيش وعدد كبير من الصروح المعمارية، وهذا ما لا يمكن تصوّره بمعزل عن سياسة الرئيس الذي بنى هذه البلاد كدولة اشتراكية متمحورة على جماهير الشعب، تتجسّد فيها تماماً متطلبات هذه الجماهير للاستقلالية.
في ظل هذا النظام الاشتراكي، يتمتع جميع أفراد المجتمع الكوري اليوم بالحياة القيّمة والكريمة والسعيدة، فيما هم يساعدون ويقودون بعضهم بعضاً، مشكلين أسرة متآلفة كبيرة، كما يجري في هذه البلاد تطبيق السياسات الشعبية مثل نظام التعليم الإلزامي المجاني ونظام العلاج المجاني العام، ويمثّل تحسين رفاهية الشعب مبدأ أعلى من مبادئ نشاطات الدولة.
علاوة على ذلك، عمل الرئيس كيم إيل سونغ على تعزيز القاعدة العسكرية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، بقيادته للثورة على هدى سونكون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية).
بما أنه أدرك أهمية القدرات العسكرية وشأنها بعمق أكثر من غيره، في سياق قيادته للنضال المناهض للامبريالية والولايات المتحدة الأمريكية بعد تحرير البلاد بالسلاح، وجّه جهوده الكبيرة لتقوية القاعدة العسكرية لهذه الجمهورية.
كان تاريخ نشاطاته الثورية هو تاريخ قيادته للثورة على هدى سونكون، علماً بأنه شكّل الجيش أولاً، وبالاعتماد عليه، أسس الحزب والدولة، وقاد قضية الاشتراكية إلى النصر.
لقد أوضح الرئيس منذ زمن بعيد الخط المتعلق بالمضي في توازي بناء الاقتصاد وبناء الدفاع الوطني، وقاد كوريا إلى أن تحقق تماماً الخط العسكري للدفاع الذاتي، الذي مضمونه الأساسي هو تحويل أفراد الجيش كلهم إلى كوادر، وتحديث الجيش كله، وتسليح أبناء الشعب قاطبة، وتحصين البلاد كلها، هو ما استأثر بأهمية كبيرة في تعزيز القدرات العسكرية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية من كل النواحي. القدرة الجبارة للجيش الشعبي الكوري، عماد قضية الاشتراكية هي أحد العوامل الرئيسية التي جعلت كوريا الاشتراكية تصمد حتى في الوضع القاسي الذي كانت فيه هجمات الامبرياليين المضادة للاشتراكية مركّزة عليها، استفادت من انهيار الاشتراكية المتوالي في البلدان العديدة في أواخر القرن الماضي.
على هذا النحو، حقق الرئيس كيم إيل سونغ مآثر عظيمة في قضية بناء الدولة.
إن قضيته هذه لا تني تتواصل اليوم بصورة رائعة على يد القائد كيم جونغ وون، إثر رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل.