واشنطن شكّلت فرقة سرية لنقل السلاح إلى المنطقة 20 ألف طن أسلحة غربية بقيمة 800 مليون دولار للإرهابيين في سورية
افتتح في موسكو، بمشاركة سورية، المؤتمر الدولي الثاني لمكافحة التسلّح غير الشرعي للتنظيمات الإرهابية الدولية، فيما كشفت الصحفية البلغارية ديلانا غيتانجيفا عن تشكيل الولايات المتحدة فرقة عمل سرية تدعى “سموكنغ عن”، تمثّلت مهمتها بنقل الأسلحة إلى سورية واليمن، عبر تركيا ومشيخة قطر، في وقت أعلن نائب وزير الخارجية الروسية أوليغ سيرومولوتوف أن الطائرات المسيّرة التي يستخدمها الإرهابيون لمهاجمة مواقع للقوات الروسية في سورية مزودة بتكنولوجيا غربية.
فخلال المؤتمر الدولي الثاني لمكافحة التسلّح غير الشرعي للتنظيمات الإرهابية الدولية، أكد نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، سيرغي إيستراكوف، أن سد كل منافذ الإمداد غير الشرعي بالسلاح يمثّل جزءاً رئيساً لا يتجزأ من عملية مكافحة الإرهاب في العالم، مضيفاً: إن سلوك مجموعة من الدول الغربية الداعمة لما تسمى “المعارضة السورية” أدى إلى انتشار غير مسبوق للأسلحة غير الشرعية في سورية وفي منطقة الشرق الأوسط برمتها، مشيراً إلى أنه منذ مطلع هذا العام وصل الإمداد الغربي للمسلحين في سورية إلى ما يقارب 20 ألف طن من الأسلحة والمعدات العسكرية تزيد قيمتها على 800 مليون دولار أمريكي، وأوضح أن الذرائع المقدّمة من قبل الدول الغربية لتبرير هذه الصفقات من الأسلحة هي مد ما يسمى “المعتدلين”، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى وصول هذه الأسلحة إلى أيدي الإرهابيين الدوليين.
وأكد السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد أن موضوع التصدي لتسليح التنظيمات الإرهابية غير المشروع يكتسب اليوم أهمية كبرى نظراً لخطورته وتداعياته ليس على حاضر الدول فقط، بل على مستقبلها أيضاً، وبات يشكّل التهديد الأبرز لأمن الدول واستقرارها، وأضاف: إن ما يزيد من أهمية الحديث عن هذا الموضوع هو ما يدفع حالياً الدول المشغلة لتلك الجماعات المسلحة المهزومة في سورية إلى البحث عن أدوات ووسائل أخرى لإبقاء التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، ويمكننا من واقع خبرتنا في سورية أن نؤكد لكم أن التهديدات الهجينة شهدت تورط بعض الدول الكبرى، دولياً وإقليمياً، في دعم وتغذية هذه التهديدات بحيث باتت ميزانيات وخبرات ومخازن أسلحة دول وصور أقمارها الصناعية توضع في خدمة المجموعات الإرهابية المسلحة لتعزيز قدراتها وإمكانياتها على تحقيق أكبر قدر من الضرر والدمار بالأشخاص والممتلكات على حد سواء.
إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية أوليغ سيرومولوتوف أن الطائرات المسيّرة التي يستخدمها الإرهابيون لمهاجمة مواقع للقوات الروسية في سورية مزودة بتكنولوجيا غربية، وقال: “نسجل بانتظام الاستخدام المكثّف لهذه التقنية لتنظيم هجمات على المواقع الروسية في سورية وفي الوقت نفسه فإن بنية الطائرات المسيّرة ليست مصنعة يدوياً”.
وكانت المضادات الأرضية تصدت لطائرات مسيّرة أطلقتها التنظيمات الإرهابية باتجاه قاعدة حميميم بريف اللاذقية، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه تم تدمير طائرتين مسيّرتين بعد اقترابهما من القاعدة، مؤكدة عدم وقوع إصابات أو أضرار مادية.
وأكد سيرومولوتوف أن بلاده تدعو إلى وضع تدابير قانونية وتكنولوجية لمكافحة استخدام هذه الطائرات من قبل الإرهابيين، مشيراً إلى أن موسكو تؤكد ضرورة إقامة تعاون في هذا الصدد مع جميع الشركاء على مسار مكافحة الإرهاب وتطوير تدابير مضادة ذات طابع قانوني وتكنولوجي دولي.
يأتي ذلك فيما كشفت الصحفية البلغارية ديلانا غيتانجيفا عن تشكيل الولايات المتحدة فرقة عمل سرية تدعى “سموكنغ عن” تمثّلت مهمتها بنقل الأسلحة إلى سورية واليمن عبر تركيا ومشيخة قطر، وقالت في تحقيق أجرته: “إن واشنطن تحت ستار برامج أخرى نقلت ما لا يقل عن 3 ملايين قذيفة صاروخية وقذائف هاون من البلقان إلى الشرق الأوسط، وإن الذخيرة التي اشترتها الولايات المتحدة تحت ذريعة تعزيز الجيش الأفغاني وصلت إلى أيدي الإرهابيين”.
وكانت سورية أكدت مراراً أن الولايات المتحدة تزود تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية بالأسلحة باستخدام بلدان أخرى بما في ذلك دول البلقان.
ووفقاً للتحقيق فإنه “في عام 2017 تمّ نشر فرقة عمل سرية أمريكية تدعى (سموكنغ غن) في كرواتيا قامت بنقل الأسلحة من كرواتيا إلى سورية عبر قطر”، مبيناً أن هذه المجموعة تعمل تحت رعاية قيادة قوات العمليات الخاصة الأمريكية، وأنها شكلت شبكة كاملة من شحنات الأسلحة الدولية بمشاركة دول أخرى، وأضاف: “يمكن رؤية قذائف الهاون الصربية المصنعة في مصنع كروسيك في أيدي الإرهابيين في سورية بما في ذلك مقاطع الفيديو الدعائية التي نشرتها (جبهة النصرة)”، لافتاً إلى أنه في “آذار 2019 وفي مدينة الحولة تم اكتشاف قذائف الهاون المنتجة في مصنع كروسيك في صربيا في مستودع تحت الأرض، كما تم العثور على ذخيرة من نفس المصدر في المباني التي كانت تستخدمها الجماعات المسلحة التي كانت موجودة في المنطقة”.
وبيّن التحقيق أن الولايات المتحدة تستخدم خدمات العديد من الشركات لنقل الأسلحة بما في ذلك شركة النقل الجوي الأذربيجانية “سيلك واي ايرلاينز” وشركتا “أطلس اير” و”كاليتا اير”، حيث تترك الشحنات في قاعدة أنجرليك التركية والتي يستخدمها الجيش الأمريكي.
وكانت تقارير سابقة كشفت نقلاً عن خبراء مركز دراسة الفساد والجريمة المنظمة وشبكة البلقان للتحقيقات الصحفية أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أنفقت أكثر من ملياري دولار على شراء أسلحة وتزويد مسلحين وتنظيمات إرهابية في سورية بها.
بالتوازي، أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كيليتشدار أوغلو حق سورية في محاربة الإرهابيين والقضاء عليهم على كامل أراضيها، بما في ذلك في محافظة إدلب، محمّلاً النظام التركي من جديد مسؤولية دعم الإرهابيين في سورية.
وقال كيليتشدار أوغلو في حديث لقناة خبر تورك التركية: “إن آلاف الإرهابيين الأجانب دخلوا إلى سورية عبر الحدود التركية، كما دخلت الأسلحة والمعدات الحربية التي أرسلتها السعودية وقطر وبالتنسيق مع أمريكا عبر هذه الحدود ليتم إيصالها إلى التنظيمات الإرهابية في سورية”، ولفت إلى التناقضات في مواقف أردوغان فيما يخص سورية، مشيراً إلى أنه يجلس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثم يعود ويهاتف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما أنه لا يحدد أسباب تدخله في الشأن السوري ودعمه للتنظيمات الإرهابية في سورية، وخاصة في إدلب.