في مؤتمر اتحاد السلة.. نقاشات “عادية” وطروحات لم ترق لمستوى المأمول
تفاءل محبو وعشاق كرة السلة أن يخرج المؤتمر السنوي للعبة الذي عُقد أمس الأول عن المألوف، ويناقش خبراء السلة هموم اللعبة، وإمكانية مواكبة التطور الذي تشهده عالمياً، لكنهم فوجئوا بمؤتمر “عادي”، وبطروحات لا تمت للتطوير بصلة، وانصبت أغلب المداخلات حول الأمور الشخصية، وغابت الطروحات البناءة التي تصب بمصلحة اللعبة، حتى إن جميع الذين قدموا مداخلاتهم لم يتطرقوا لمناقشة مسألة تراجع اللعبة، والنتائج “السلبية” التي حققتها منتخباتنا الوطنية الموسم الماضي، كما لم يقدموا طروحات بناءة من أجل تطور اللعبة، والخطة الكفيلة لمنتخبنا الأول الذي يستعد للمشاركة بتصفيات كأس آسيا المقبلة!.
ويبدو أن السبب في عدم طرح المؤتمرين للكثير من القضايا التي تهم اللعبة معرفتهم المسبقة “قبل دخولهم المؤتمر” بأن اتحاد السلة أقر كافة المواضيع المتعلقة بشؤون اللعبة من حيث إقرار وجود لاعب أجنبي بالدوري (على أن يكون عمره فوق 24 سنة) لمن يرغب من الأندية الموسم المقبل، وفق آلية جديدة سيصدرها الاتحاد، والعمل على إلغاء عقد الثقة في حال تعاقدت الأندية مع لاعب أجنبي، ومسألة وجود لاعبين تحت 24 سنة بأرض الملعب، وتخفيض عدد أندية الدرجة الأولى بدءاً من موسم 2020-2021، بحيث تصبح ثمانية بدل عشرة، والدرجة الثانية 12 نادياً، والثالثة 16 نادياً، وذلك حسب نظام الاتحاد الدولي، وإقرار اللائحة الداخلية، ونظام الاحتراف، وعليه لم يتجرأ أحد على مناقشة تلك البنود، إضافة لعدم السؤال عن الوضع المالي، ونسي أو تناسى المؤتمرون ما لحق اللائحة الانضباطية من تعديلات جوهرية بعد أحداث الشغب التي رافقت مسيرة الدوري (حيث تم إقرار عقوبات مسلكية جديدة تتضمن نقل المباريات إلى خارج المحافظة، إضافة إلى تضاعف العقوبات المالية بحق أي ناد يسيء)، ولم نسمع أحد المؤتمرين يتحدث عن إعادة النظر بدوري الفئات العمرية الذي مازال بحاجة لنقلة نوعية حتى يتناسب مع واقع الأندية.
رئيس الاتحاد الرياضي العام اللواء موفق جمعة الذي حضر المؤتمر طالب الأعضاء بوضع استراتيجية واضحة المعالم للمرحلة المقبلة، لاسيما أن المنتخب الوطني مقبل على المشاركة بتصفيات كأس آسيا، كما طالب بضرورة التوصل لمقترحات مفيدة ومثمرة تصب في مصلحة كرة السلة السورية بعيداً عن الطلبات الشخصية، والمصالح، والمحسوبيات، وأن الاتحاد الرياضي يعمل على صيانة الصالات الرياضية بشكل دوري، والتوجه نحو إنشاء صالات جديدة بما يخدم العملية التدريبية.
من جهته رئيس اتحاد كرة السلة جلال نقرش استعرض “كالعادة” مشاركات منتخباتنا والبطولات التي أقامها الاتحاد خلال الموسم الماضي، والصعوبات التي رافقتها، والآليات الجديدة التي اعتمدت لتطوير مستوى اللعبة، واللوائح المعتمدة لضم اللاعب المحترف من الخارج للأندية خلال بطولة الدوري، مبيّناً أن الاتحاد سيلتقي الأندية المحلية قبل انطلاق الموسم في اجتماع فني لبحث كافة التفاصيل، وأن الاتحاد لن يتوانى عن دعمه لمنتخباته الوطنية، وسيسعى لتأمين كل ما يلزم المنتخب الأول في مشاركته القادمة ليتمكن من تسجيل حضور طيب، وتحقيق نتائج جيدة في تصفيات آسيا المقبلة، مؤكداً أن الاتحاد سيولي بطولة 3×3 أهمية بعد اعتبارها من قبل الاتحاد الدولي كلعبة أولمبية رسمية، وسيتم العمل على تطوير مسابقاتها، وإقامة دورات جديدة لها في جميع المحافظات، وإضافة لذلك سيتم تقديم الدعم للمنتخب الوطني للسيدات، وضمان استمراريته، خاصة بعد النتائج الإيجابية التي خرج بها في بطولة غرب آسيا الأخيرة، وفتح باب المشاركات أمام جميع المنتخبات بما يتماشى مع الوضع المادي.
في نهاية المؤتمر قام اتحاد السلة بتكريم الأندية المتفوقة التي حققت نتائج جيدة الموسم الماضي، حيث تم تكريم فرق الرجال لناديي الجيش والجلاء، كما تم منح نادي الجلاء جائزة التفوق الرياضي، وعلى صعيد فرق الإناث تم تكريم فريق ناشئات نادي التضامن من اللاذقية، ونادي الثورة الدمشقي لفوزه بلقب الدوري والكأس.
عماد درويش