لــــوف يبحــــث عن مصالحــــة الجماهيــــر الألمانيـــة بعــــد تعــــدد الخيبــــات
لم ينجح مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف بإرضاء جماهير الماكينات بعد فوزهم على منتخب ايرلندا الشمالية بثنائية نظيفة لحساب الجولة السادسة من تصفيات أمم أوروبا 2020، وتصدرهم للمجموعة الثالثة خاطفين المركز الأول من ايرلندا الشمالية بفارق الأهداف (الكل 12 نقطة)، فظهر الفريق عاجزاً عن فرض إيقاعه أغلب أوقات المباراة، لا تمريرات بينية، ولا يوجد بناء صحيح للهجمة من الخلف، وإنما الاعتماد الكلّي على التمريرات الطويلة، وحتى هذه لم توفقه في دخول منطقة الجزاء، وهذا الأداء الباهت لا يبشر خيراً أبداً، بل يكشف عجز لوف عن الوصول إلى التشكيلة المثالية من حيث انتقاء اللاعبين أو التجانس بينهم، فسابقاً كانت أغلب عناصر الفريق من الدوري الألماني، وتحديداً فريق بايرن ميونخ، أما الآن فهناك عناصر شابة تستحق أن تعطى فرصة وتلعب في أكثر من دوري أوروبي، إضافة إلى بعض نجوم المنتخب الذين يلمع اسمهم خارج ألمانيا.
واقع الأمر أن المعضلة الألمانية ليست حديثة، وإنما ترجع إلى عام 2015، أي بعد عام على تتويج ألمانيا بلقبها الرابع في كأس العالم، حيث بدأت تظهر بوادر أزمة تمثّلت بعدم وجود بدائل قوية لنجوم المونديال، واعتماد المدرب على الفكر التكتيكي نفسه، ما أدى للعديد من النتائج السلبية كالأداء المتوسط في يورو 2016 رغم الوصول لنصف النهائي، وبعدها جاءت كارثة مونديال روسيا العام الماضي، ثم الخروج المذل من النسخة الأولى لدوري الأمم الأوروبية، وكل هذا ولوف باق في منصبه، متشبث برأيه، حيث لم تشفع مطالبات الجماهير بإشراك بعض اللاعبين المتألقين مع أنديتهم كليروي سانيه نجم مانشستر سيتي الذي حرم من المشاركة في مونديال 2018، ولم يرتد ألوان منتخب بلاده إلا بعد الخروج من المونديال.
والغريب بالموضوع أن لوف لا يعترف بالهجمة التي تشن عليه، بل يعتبرها موجهة للاعبيه، فقد صرح للإعلام قائلاً: “إن فريقه لايزال في مرحلة التعلّم، لقد كانت مباراة صعبة، فايرلندا الشمالية وضعتنا تحت الضغط طوال دقائق المباراة، لذا لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لنا”.
صحيح أن الاتحاد الألماني لكرة القدم يحب تجديد الثقة بمدربيه، ولكن الحال الآن تستدعي شذوذاً عن القاعدة، فقد تولّى لوف مسؤولية تدريب الماكينات منذ عام 2006، مارّاً بالعديد من المراحل الإيجابية والسلبية، ووصل وقته لنهايته، هذا إن كان الألمان يريدون العودة لمنصات التتويج، خاصة أننا على أعتاب بطولتين هامتين في السنوات الثلاث المقبلة هما يورو 2020، ومونديال 2022، وإذا كانت الكرة الألمانية في مرحلة إعادة هيكلة منذ زلزال المونديال الروسي، فمن الأجدى أن تكون على يد مدرب جديد يملك أفكاراً فنية مختلفة عن تلك التي قدمها لوف في السنوات الأخيرة، وإلا سيستمر بجرّ أذيال الهزيمة بطولة بعد أخرى.