أندرسون خلال لقائه أساتذة وطلبة جامعة دمشق: “الحرب القذرة على سورية” توثيق للعدوان
دمشق –عمر المقداد:
في واحدة من أجمل اللقاءات الحوارية التي تعوّدنا على متابعتها على مدرج جامعة دمشق العريقة، فنَّد الباحث الاسترالي تيم أندرسون، صاحب كتاب “الحرب القذرة على سورية”، ادعاءات الغرب الكاذبة بشأن العدوان، وكشف بالوثيقة والرقم والتحليل واقع ما جرى وكيف تمّ تضليل الرأي العام الغربي بشأن الحرب، إضافة إلى عرض التخطيط لها منذ العام 2011.
وخلال اللقاء الذي جمع أندرسون إلى أساتذة وطلاب جامعة دمشق، بدعوة من الاتحاد العام لنقابات العمال وفرع جامعة دمشق للحزب، عرض أندرسون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيدني، الأسباب التي دفعته إلى تأليف كتابه عام 2016، وكيف تحوّل الهاجس إلى فكرة، ثم إلى كتاب أخذ طريقه إلى الطبع بسبع لغات أجنبية عالمية، ما يدلل الأثر الكبير لمضمون الكتاب وتأثيره، وأوضح جانباً مهماً من الحرب الإرهابية على سورية، وهو الشق المتعلق بأساليب الخداع والكذب التي كان قادة الغرب يطلقونها داخل دولهم بهدف تأليب الرأي العام ضد سورية حكومة وشعباً وجيشاً، وقال: لقد عملت القيادات الغربية المعادية لسورية على تكريس واقع مغاير لما يجري على الأرض من خلال التضليل الإعلامي وخاصة تشويه صورة الجيش السوري وتقديم ما يجري على أنه “حرب أهلية وأن الغرب ينبغي أن يتدخل لتصحيح الأوضاع ويحارب القوى المتطرفة”.
أندرسون في عرضه الشيق، ذهب نحو تقديم أمثلة من الكتاب ومما رآه عن عدوانية الحرب، وقال: إن الإدارة الأمريكية استهدفت مواقع الجيش العربي السوري في دير الزور بشكل مقصود لفتح الطريق أمام إرهابيي “داعش” في دليل يكشف رعايتها ودعمها للتنظيمات الإرهابية، موضحاً أنه تحقق بنفسه من تلك الهجمات العدوانية المقصودة ومن الادعاءات الكاذبة ومن خلال لقاءاته مع أهالي المنطقة وجنود الجيش العربي السوري.
وذكر الكاتب الاسترالي أن حين بدأ التحقيق في بدايات الأحداث بسورية، انضم إليه بعض السوريين الاستراليين في حملتهم للدفاع عن سورية، وأولى أهمية كبيرة للنظر إلى الدلائل والقرائن وليس فقط للقصص التي كانت تنشر في وسائل الإعلام، وخاصة مع الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وقال: إن “تنظيمات المعارضة” في سورية هي في الواقع جماعات تنظيم القاعدة التي استقدمها الغرب إلى سورية للعدوان عليها.
حضر اللقاء الرفاق الدكتور خالد الحلبوني أمين فرع الجامعة للحزب، والدكتور محمد ماهر قباقيبي رئيس الجامعة، وأعضاء قيادة فرع الجامعة للحزب وطلاب الجامعة.
وكان المركز العربي للأبحاث والدراسات “مداد” أصدر في عام 2016 الترجمة العربية للكتاب، وهو ترجمة وتقديم ناهد تاج الدين.