ومع ذلك.. شكراً..!؟
تقديم قرض للعاملين في الدولة معفي من الفوائد وبآلية تقسيط مناسبة لاستجرار المواد والحاجات الأساسية من صالات السورية للتجارة المنتشرة في المحافظات، وتمكين كافة المواطنين من الحصول على المواد والحاجات الأساسية بالأسعار المناسبة وفق الحاجات والأولويات لكل أسرة.
هذا ما تقرر خلال الاجتماع الاستثنائي للجنة الاقتصادية الذي ترأسه رئيس مجلس الوزراء قبل يومين، على أثر ما وصل إليه سعر صرف الدولار.. حيث ناهز 690 ليرة.
تجاه هذا الإقرار لا يسعنا سوى “التشكر” على ما أقر؛ لأنه يتبدى أن ليس بالإمكان أكثر مما كان، وهذا أمر يسجل على المجتمعين لا لهم.
أما وبعد..، قرض وبدون فوائد وبآلية تقسيط لم يتم بعد وضعها وإعلانها، فهذا مفهوم، انطلاقاً من صفة الاستثنائي للاجتماع الذي تم…
لكن كيف لنا أن نفهم ما يمكن تشبيهه بـ”منكم وإليكم والسلام عليكم”، في مثل هكذا قروض، ويا ليت لخزينة الدولة ينتهي مصب ساقية تلك القروض؛ لأن الحصول على القرض مربوط حكماً باستجرار العاملين في الدولة للسلع والمنتجات من مؤسسات التجارة الداخلية، وهذه الأخيرة معظمها مُسْتَثْمَرَة من القطاع الخاص، وفوق ذلك أغلب ما فيها من سلع ومواد أيضاً تعود في إنتاجها للقطاع الخاص؛ ما يعني أننا سنضخ في جيوب الخاص كتلة مالية وازنة..، بينما ماليتنا العامة “لن ينوبها من الجمل أذنه” كما يقال..!
مع ذلك ليس هناك خلاف حول هذا، فكلها منتجات وطنية، لا فرق بين عام وخاص فيها، لكن يا ليت الأخير يُقدِّر…!
أما أن يتم تقيد إعطاء القرض، بالتبضُّع حصراً مما في المؤسسات.. فهذا يدفعنا للسؤال الأتي وهو: هل المواطن العامل في الدولة ينقصه فقط ما هو موجود في تلك الصالات..؟!
وهل يعلم المُصَدِرون للقرض، أن تلك الشريحة عليها من الالتزامات المالية..، ما تحتاجه في غير ما هو موجود بالمؤسسات التي أُلزمتْ بالتسوق منها حصراً..!؟
وهل يعلمون أيضاً، أن هناك (ونتيجة لما وصلت إليه مستويات الرواتب والأجور لتلك الشريحة العاملة..) متطلبات مختلفة لا يفيد معها مثل هكذا قرض، باشتراطه المسبق..، كمثل سداد ديون، أو مصاريف دراسية لأبنائها، أو متطلبات علاجية، ولا نبالغ إن قلنا: لتأمين مخصصات مازوت التدفئة ووو..!؟
أيها المُقررون، إن كان منكم وبينكم لا يعلم بالاحتياجات الحقيقية لتلك الطبقة العمالية، ويبصم على مثل هكذا قرض، فلعنا به يطبق المثل القائل: ” صامد لا تفلق ومقسوم لا تأكل وكُلْ حتى تشبع”..!!؟. ورغم كل هذا شكراً…
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com