الكرملين: إقالة بولتون لن تصحّح العلاقات مع واشنطن
اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن إقالة مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي جون بولتون لن تصحح العلاقات الروسية الأمريكية، وقال، رداً على سؤال حول إمكانية تأثير إقالة بولتون على العلاقات الروسية الأمريكية: “لا نعتقد أن وجود أو إقالة أي مسؤول ولو مثل هذا المسؤول رفيع المستوى قد يؤثر بصورة جدية على السياسة الخارجية الأمريكية”.
وذكر بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أكثر من مرة أن روسيا تميل للبحث عن مخرج من (الوضع المحزن) الذي لا تزال تقع فيه العلاقات الروسية الأمريكية الثنائية، مضيفاً في الوقت ذاته: “لا يمكننا البحث عن هذا المخرج بشكل منفرد، ولا يمكن عمله إلا بالتعاون، ونأمل مشاهدة مثل هذه الإرادة السياسية عاجلاً أم آجلاً”.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن وجهة نظر موسكو حول أغلب المسائل كانت تختلف مع وجهة نظر بولتون، و”المنهج الحاد الذي كان يتبعه، ويعتمد على أسلوب القوة، بما في ذلك القوة العسكرية”، مشيراً بهذا الخصوص إلى السياسة التي اعتمدها بولتون تجاه إيران وفنزويلا وأماكن أخرى.
في سياق متصل أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بأنه لا توجد توقّعات بعد إقالة بولتون لأن التغييرات التقليدية في الإدارة الأميركية لن تؤدي إلى تطبيع العلاقات مع روسيا، وقال: “لا يمكننا تقديم أي تقديرات لهذا الحدث لأنها مسألة داخلية بحتة للولايات المتحدة.. لقد لاحظنا مراراً وتكراراً في الماضي أن التغييرات داخل الإدارة لا تؤدي إلى تحسن في العلاقات أو إلى تطبيعها على عكس التصريحات التي أدلى بها كبار ممثلي الإدارة نفسها”، وأضاف: “موقفنا هو نفسه ونحن نحكم بالأفعال لا بالادعاءات ولا بالنية”.
وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن إقالة بولتون حدث سياسي نادر رحب به حتى من يكرهون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكل من يمثّله، وقالت: إن الكثيرين في واشنطن، ومن بينهم نواب جمهوريون بارزون، أعربوا عن سعادتهم لرحيل بولتون، مضيفة: “إنه مهما كان الترحيب برحيل بولتون فإن من يخلفه قد لا يكون أفضل منه.. وهنا لا يجب الترحيب بالأسلوب الفوضوي المفكك الذي تنتهجه الإدارة الأمريكية والتي يبتهج رئيسها بالانقسامات والتحزبات بين طاقمه ما يسمح له بالحكم وفقاً لأهوائه وغروره”، وتابعت: “إن العالم تخلّص من بولتون.. ولكن المشكلة الأكبر كانت ولا تزال في رئيسه”.
وكان الرئيس الأمريكي أعلن أنه أقال مستشاره للأمن القومي لأنه يختلف بشدة مع مواقفه، على حد تعبيره، فيما تضاف إقالة بولتون إلى قائمة الاستقالات الكثيرة التي شهدتها إدارة ترامب، لتصبح أعلى إدارة أمريكية في عدد استقالات أو إقالات مسؤوليها خلال العقود الأربعة الأخيرة بعد إدارة الرئيس الأسبق رونالد ريغان في ثمانينيات القرن الماضي.