مع تحمّله أعباء مالية كبيرة.. هل يطول قرار منع نادي جبلة من التدريب في ملعب الثانوية الصناعية؟
اللاذقية– خالد جطل
نظراً لعدم وجود ملعب تدريبي لفريق جبلة ضمن مدينة جبلة فإن فرق النادي تقوم بالانتقال إلى اللاذقية للتدريب في ملاعب مدينة الأسد الصناعية يومياً، مع عدم تأمين ملعب تدريبي يوفر على النادي مبالغ كبيرة قد تصل إلى ما يقارب مليون ليرة شهرياً، تكاليف نقل، رغم وجود ملعب تدريبي يمكن أن يحل المشكلة، لكنه تحول إلى مشكلة تؤرق عشاق جبلة بعد أن كان الحلم والملاذ للاعبين الذين يتحمّلون عناء السفر من جبلة إلى اللاذقية، والعودة بشكل شبه يومي.
الملعب هو ملعب مدرسة الصناعة الذي تعود ملكيته إلى وزارة التربية، وقد تم السماح لنادي جبلة بأن يتم التدريب عليه، وقامت إدارة النادي بالعمل على تعشيبه كونه ملعباً ترابياً بالأصل، وفقاً لتصريح المحامي سامر محفوض رئيس النادي، حيث تم العمل على تجهيز الملعب، وتحسين أرضيته ليكون لائقاً لتدريب الفرق بعد فترة، حيث تمت سقاية العشب الطبيعي، وبعد أن انتهينا من تجهيز الملعب صدر قرار من مديرية التربية بمنعنا من استخدام الملعب والتدريب عليه، رغم أننا كنا قد تكلّفنا بدفع أجور لحارس المدرسة، والتكلّف بكل مصاريف الملعب من صيانة وما شابه، وقد دفعت إدارة النادي ما يقارب مليوناً و800 ألف ليرة لتجهيز الملعب خلال شهر ونصف تقريباً، وسمعنا أن هناك حالة سرقة تمت في المدرسة، وتم القبض على الجناة، ولا علاقة للنادي بهم، وهم يتحمّلون مسؤولية ذلك لا النادي.
رأي مخالف
ولأخذ الرأي الآخر قمنا بالتواصل مع مديرية التربية في اللاذقية للوقوف على الأسباب التي دعت المديرية لإغلاق الملعب أمام لاعبي نادي جبلة، حيث بيّن رئيس الدائرة القانونية في مديرية تربية اللاذقية محمد محمود بأن المشكلة بدأت بتاريخ 12/8/2019 عندما تلقت المديرية كتاباً من مدير المدرسة يشرح فيه المخالفات التي قامت بها الإدارة من العبث بشبكة المياه، والتعدي على شبكة الكهرباء، وعدم وضع عداد، إضافة لحدوث حالة سرقة، وعليه صدر قرار من السيد مدير التربية بتشكيل لجنة لمتابعة ما جاء بكتاب مدير المدرسة برئاسة المهندسة نعيمة حمود المدير المساعد للتعليم المهني، وعضوية كل من بسام زرواند رئيس دائرة التربية الرياضية، وسمير علي رئيس دائرة الجاهزية والدفاع الوطني، ومحمد محمود رئيس الدائرة القانونية، ونوار الرياحي مدير الثانوية الصناعية بجبلة، وبعد زيارة ميدانية للمدرسة اطلعت اللجنة بشكل كامل على الملعب، وتبيّن صحة ما جاء في الكتاب من مد شبكة كهرباء، وقساطل مياه بشكل غير نظامي، وللعلم المدرسة صناعية وتضم أجهزة ومخابر ومواد صناعية من “حديد وأخشاب” تقدر بمئات الملايين، وقد اقترحت اللجنة إلغاء الموافقة الممنوحة للنادي بتاريخ 5/4/2019، وعدم السماح لأي شخص بالدخول إلى حرم الثانوية الصناعية إلا بعد حصول النادي على موافقة رسمية من وزارة التربية يتم خلالها تحديد الصلاحيات والالتزامات بدقة بهدف الحفاظ على الملكية العامة، ومحتويات الثانوية، وضمان حقوق مديرية التربية، ونحن كمديرية لسنا ضد أحد، ومع المصلحة العامة، ولكن ضمن ضوابط تضمن حقوق الجميع، والملعب ملك لوزارة التربية، والوزارة لن تقف عائقاً أمام أية جهة رسمية أو أهلية إن كانت قانونية وتحافظ على أملاك الدولة.
نظرة موضوعية
مما سبق نجد أنه لابد من تعزيز التشاركية فيما بين مؤسساتنا الحكومية بشكل يضمن حقوق الجميع، وملعب الثانوية الصناعية في جبلة سبق أن احتضن منافسات الدوري لمعظم فرق محافظة اللاذقية منذ ثمانينيات القرن الماضي عندما كان يتم تجهيز ملعب الباسل ليستقبل منافسات دورة المتوسط، وكان ملعباً معتمداً لأندية: جبلة، وتشرين، وحطين، إضافة لملعب طرطوس، نأمل أن يعود الملعب ليساهم بتخفيف العبء المادي على إدارة جبلة، والحفاظ على سلامة كوادره من مخاطر السفر اليومي، ووزارة التربية سبق أن قدمت جميع التسهيلات لأندية المحافظة، ولن تتأخر بتقديم العون، خاصة أن هناك تشاركية فعلية بين الوزارة والاتحاد الرياضي العام بتنظيم العديد من الدورات والفعاليات التي تهدف لتطوير رياضتنا والارتقاء بها، وعلى إدارة النادي التواصل مع مجلس مدينة جبلة لإيجاد قطعة أرض تكون ملعباً تدريبياً لفرقها في المستقبل القريب.