في معرض إنتاج وتسويق منتجات جرحى الجيش اليد التي دافعت عن الوطن مستمرة بالعطاء
للعنفوان حكاية لا تنتهي جسدها أبطال عشقوا العطاء واستمروا فيه، تحدوا الإعاقة ليبدعوا من جديد، ذات اليد التي حملت البندقية لتدافع عن الوطن تتابع عطاءها اليوم عبر منتجات متنوعة غذائية وتجميلية ومشغولات يدوية أبدعها هؤلاء الجنود وأسرهم، عبر مشاركتهم في معرض “لن ننساكم” الذي ينظمه حزب الشباب للبناء والتغيير في مقره بدمشق بمشاركة مركز سوا للعلاج الفيزيائي لجرحى الحرب مدنيين وعسكريين وملتقى البيادر الثقافي.
واجبنا تجاههم
وأكدت الأمين العام للحزب بروين إبراهيم أن هذه ليست المشاركة الأولى بل تأتي ضمن مشاركات كثيرة، لكن ما يميزها أنها تقام في مقر الحزب في دمشق وذلك بعد غياب الاهتمام الرسمي بجناحنا في معرض دمشق الدولي، حيث لم تزر الجناح أي شخصية رسمية. ولفتت إبراهيم إلى التعاون المثمر بين الحزب والجمعيات التي تهتم بعائلات الشهداء والجرحى، واليوم من واجب السوريين جميعاً وكل الأحزاب والقوى الوقوف إلى جانب من قدموا أعز ما يملكون في سبيل الوطن، وهذا تأكيد على أن شهداءنا وجرحانا باقون في ذاكرة ووجدان كل سوري وهو يمثل عنوان المعرض “لن ننساكم”، وتؤكد إبراهيم أن هذا المشروع الطموح لا يتوقف عند هذا الحد، بل الهدف منه الانطلاق في إقامة هذه المعارض في كافة المحافظات السورية في سبيل تقديم الدعم لأكبر عدد ممكن من أسر الجرحى والشهداء، وإقامة مشاريع صغيرة في الأرياف لتحسين الوضع المعيشي لعائلات الشهداء والجرحى ورفع معنوياتهم بأنهم مازالوا قادرين على العطاء، ومن واجبنا كما تؤكد إبراهيم أن نقوم بدورنا وأن نقدم لهم شيئاً.
وعن دور الشباب في الحياة السياسية من خلال تجربة الحزب اعتبرت إبراهيم أن الشباب كانوا الأهم منذ بداية الحرب، منهم من حمل السلاح ضد الدولة السورية ومنهم من دافع عن الوطن، لذلك انطلق الحزب من التركيز على العنصر الشاب وتعزيز دوره، وفي البداية عانى الحزب من بعض الصعوبات بسبب طبيعة الحراك السياسي، ولأن البعض لم يفهم أن هذه الأحزاب مرخصة بمرسوم من قبل الدولة السورية وأنها تعمل من أجل الوطن، لكن بعد صدور قانون الأحزاب أصبح عدد المنتسبين أكبر، ونحن اليوم أثبتنا وجودنا داخل وخارج سورية وجهودنا تصب في الدفاع عن بلدنا ووحدته وهذا تجسد في جميع المؤتمرات في الداخل والخارج وشبابنا اليوم يقيمون الندوات والحوارات في المحافظات، ونسعى لتقوية أنفسنا تنظيمياً لنكون مشاركين في انتخابات مجلس الشعب وداعمين في الانتخابات الرئاسية.
رد الجميل
ومن مركز سوا للعلاج الفيزيائي لجرحى الجيش حدثنا الخبير التنموي أكرم العفيف الذي يعتبر أن المعرض حقق نقلة مهمة في حياة الجريح بحيث يصبح منتجاً بدل أن يكون متلق للإعانة، والهدف تسويق إنتاجه ضمن برنامج محدد وطموح فبدلاً من إقامة عدد كبير من المشاريع التي تحتاج للكثير من رؤوس الأموال ولإمكانات الكبيرة يعمل كل جريح في منزله ورشة أو مشروعاً تكلفته بسيطة ويقدم منتجات ذات جودة عالية وبأسعار منافسة، وطموحنا اليوم أن نؤمن تسويق دائم لهذه المنتجات، وتوجه العفيف بالشكر لحزب الشباب للبناء والتغير على هذه المبادرة المهمة والتي تعتبر واجبا على الجميع لرد جزء من فضل هؤلاء الأبطال الذين ضحوا في سبيل كرامة الوطن وصون أرضه.
الإنسان السوري الجبار
ورأى أمين ملتقى البيادر الثقافي في طرطوس حسن جميل بزاقي في المعرض نوعاً من الدعم المباشر لذوي الشهداء والجرحى، وتأتي مشاركة الملتقى في النشاط كنوع من العرفان للأبطال الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم من أجل سورية وشعبها، كما نسعى لنمسك بيد الجريح للنهوض معاً بهدف خلق حالة من العمل والإبداع في حياة هذا البطل.
وعن أهمية التشاركية في هذا العمل يقول بزاقي: كلما زادت التشاركية بين مؤسسات المجتمع الأهلي كانت النتيجة أكبر لأنها تخلق نوعاً من تلاقح الأفكار وبالتالي تسهم بشكل مباشر في تطوير العمل، والمجتمع الأهلي اليوم هو الرافعة الحقيقية للنهوض بالمجتمع من جديد والمعرض يعكس بصدق حقيقة الإنسان السوري الجبار الذي لا يستسلم وهو ينهض من تحت الرماد مهما كانت الصعوبات.
وعبّر الجريح علي أحمد سمرا عن سعادته بالمشروع كونه يقدم فرصة عمل للجرحى ويسهم بدور فعال في تحسين الوضع المادي والنفسي له حيث يستطيع العمل والإنتاج وهو في المنزل، ويؤكد سمرا على ضرورة أن يقام مثل هذا النشاط على مستوى جميع المحافظات لأن بطولات الجيش السوري وتضحياته شملت كل الجغرافية السورية التي قدمت الشهداء والجرحى في سبيل حرية الوطن وتوجه سمرا بالشكر للسيد الرئيس بشار الأسد وللسيدة الأولى على الجهود التي يبذلونها دوماً والتي تؤكد أن تضحيات بواسل الجيش في مقدمة اهتماماتهم ولن تنسى أبداً.
جلال نديم صالح