“التفسير الجامع: إنزال النص على الواقع” في ندوة فكرية السيد: إعادة التفسير ضرورة تفرضها القضايا المعاصرة
دمشق-عمر المقداد:
كعادته، تحدّث وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد في النص القرآني وعنه، بقدر ما حاول أن يسقطه على الواقع تفسيراً تستوجبه حوادث الزمان والمكان الطارئة المستجدة التي لم تألفها التفاسير السابقة اشتغالاً منذ أن بدأ التفسير في بداية الإسلام وحتى اليوم.
وزير الأوقاف، وفي واحدة من ندوات معرض الكتاب الدولي الـ31 الذي تستضيفه مكتبة الأسد وتحت عنوان “التفسير الجامع: إنزال النص على الواقع”، اعتبر أن إعادة تفسير القرآن هي ضرورة تفرضها القضايا المعاصرة، والتي ينبغي أن يكون للدين موقف منها، وقال: لو أن من فسروا القرآن في العهد الأول للإسلام قد قدموا رؤية كافية جامعة مانعة، لما بادر المفسرون في العهد التالية من القرن الهجري الثاني وحتى اليوم إلى إعادة تفسير القرآن، وأضاف: خلال سنوات الحرب والعدوان على سورية، كنا أمام عدوان مركب استثمر الدين واستغل الآيات والنصوص وبتر التأويل وفق رؤية ضيقة واستثمر في أفراد ناقصي العقل من داعش والقاعدة والوهابية والإخوان وأخواتها، والتي كلها نسخ متناسخة عن بعضها يجمعها التكفير والإرهاب والقتل وانتهاك حقوق الناس، وكان لابد من أن نعمل في المؤسسة الدينية على تفسير يحاكي منطق الدين الوسطي، يسبر غوره وينفض عنه كل ما حاول الآخرون الطائفيون والإرهابيون والمعتدون إلصاقه به كمطية للعدوان علينا وقتلنا وتكفيرنا وهدم كل ما بنينا.
وأضاف السيد: عملنا في وزارة الأوقاف، ومع رجال الدين الإسلامي، مع الشيوخ الأجلاء ورجال العلم والداعيات والمتمكنين من فقه اللغة العربية والتأويل، إلى إعادة تفسير القرآن بما ينسجم مع مضمون النص القرآني ومع الحديث النبوي الشريف ومع الإجماع والقياس والاستنباط والحفاظ على الثوابت الدينية، ونحو هدف واحد هو “إنزال النص على الواقع” كي لا تشيطنه فتاوى الوهابية والإخوان ولا تستغله تنظيمات التكفير والإرهاب.
وزير الأوقاف وخلال تقديمه العديد من الأمثلة على وجوب تفسير القرآن بما ينسجم مع حوادث العصر، أضاف: تمّ إلى الآن تفسير أحد عشر جزءاً تضم السور المدنية في القرآن، وهي تحوي جل ما نحتاجه في مواجهة التطرف والتكفير، وشدّد “حافظنا في تفسيرنا على الثوابت وأخذنا الكثير من التفاسير السابقة، وقربنا النص من الواقع، وحاولنا أن نقول أن الإسلام هو دين العقل والحجة والمنطق، دين الحوار وبدليل أن الآيات القرآنية كلها دعت إلى الحوار، مشيراً إلى أن الوزارة ستواصل عملها في متابعة هذا العمل الضخم، وبالتعاون مع رجال الدين والأئمة والخطباء والداعيات ومع جامعة بلاد الشام ومعاهدنا ومدارسنا الشرعية.
واختتم وزير الأوقاف حديثه بالقول: لقد بتر الداعشيون والتكفيريون والإرهابيون 120 آية تدعو إلى الحوار، واعتمدوا آية واحدة تدعو إلى القتل، ونسوا أو تناسوا أننا نقاتل المشركين لأنهم معتدين اعتدوا علينا، وليس لأنهم مشركين، وهذا ما فعله الرسول الكريم بعد فتح مكة، حين انتهت عن المشركين صفة العداء، وبقوا مشركين، فما كان منه إلا أن قال لهم اذهبوا أنتم الطلقاء، ولذلك نقول: ديننا دين لطف لا دين عنف.
حضر الندوة عضو القيادة المركزية للحزب، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الدكتور مهدي دخل الله، ورجال الدين الإسلامي وحشد من الداعيات وزوار معرض الكتاب.