قمة الدول الضامنة الخامسة: الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها بوتين: إزالة الخطر الإرهابي في إدلب.. روحاني: خروج القوات الأمريكية فوراً
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقلالها، مشدّداً في الوقت ذاته على مواصلة مكافحة الإرهاب فيها حتى القضاء عليه بشكل نهائي.
وقال بوتين، في مستهل اجتماع رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا “روسيا وايران وتركيا، في أنقرة أمس، “إن الدول الضامنة تعمل على تحقيق التسوية السياسية للأزمة في سورية وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254، وتقديم المساعدة للسوريين في عملية إعادة الإعمار، وأثمرت جهودها في تحقيق الاستقرار في معظم الأراضي السورية، وأوضح أن الوضع في منطقة خفض التصعيد بإدلب يثير القلق، حيث يواصل الإرهابيون اعتداءاتهم على المناطق المجاورة، مشدّداً على أنه لا يمكن أن تبقى إدلب بؤرة للإرهابيين ومنطلقاً لتنفيذ هجماتهم واعتداءاتهم، ويجب اتخاذ خطوات إضافية لإزالة الخطر الإرهابي في إدلب بالكامل.
وأعرب بوتين عن القلق أيضاً من الوضع في منطقة الجزيرة السورية، مؤكداً ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها، وداعياً المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم والمساعدة لجميع السوريين دون أي شروط مسبقة ودون أي تسييس.
بدوره جدّد الرئيس الإيراني حسن روحاني التأكيد على أن حل الأزمة في سورية سياسي، وأن الشعب السوري وحده من يحدّد مستقبل بلده دون أي ضغوط أو تدخل خارجي، لافتاً إلى أن مسار أستانا شدّد على الاستمرار في مكافحة الإرهاب لاجتثاث جذوره، ولفت إلى ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واحترام سيادتها واستقلالها وعدم التدخّل الخارجي في شؤونها الداخلية، إضافة إلى مواصلة مكافحة الإرهاب والمساهمة في إعادة الإعمار، وتقديم المساعدة في عودة المهجرين، بعد أن هيأت الدولة السورية الظروف اللازمة لذلك.
وأضاف روحاني: إن الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية على الأراضي السورية يهدّد وحدتها وسيادتها كدولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة، مبيناً أن الرئيس الأمريكي أعلن انسحاب قوات بلاده من سورية لكننا لم نر تطبيقاً لذلك على الأرض، ويجب على القوات الأمريكية أن تخرج من سورية، ويتعيّن إعادة المناطق التي كانت تنتشر فيها الى سلطة الدولة السورية، وأوضح أن كيان العدو الإسرائيلي صعّد في الأشهر الأخيرة اعتداءاته على الأراضي السورية، وهدّد إيران ولبنان، وهذه التصرّفات غير قانونية، ومن شأنها زيادة التوتر في المنطقة، مشدّداً على أن من حق كل دولة الدفاع عن نفسها في مواجهة هذه الاعتداءات وفق ميثاق الأمم المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الاجتماع الثلاثي هو الخامس لرؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا، بعد أن استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الإيراني حسن روحاني ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان للمرة الأولى بسوتشي في عام 2017.
وخلال مؤتمر صحفي في ختام اجتماع رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا، قال الرئيس الروسي: إن البيان الختامي الذي توصلنا إليه يؤكّد على مواصلة جهود حل الأزمة في سورية وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254، وعلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، وأضاف: تطرّقنا إلى موضوع مكافحة الإرهاب، ويثير قلقنا الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، حيث يسيطر تنظيم جبهة النصرة الإرهابي على معظم المحافظة.
وشدّد بوتين على عودة منطقة الجزيرة، التي تنتشر فيها قوات أمريكية، إلى سلطة الدولة السورية، وتابع: إن وجود القوات الأمريكية في سورية غير شرعي، والتدخل الخارجي في شؤون سورية خطير، ويجب إتاحة المجال للسوريين لحل الأزمة بأنفسهم.
الرئيس الإيراني أكد، من جانبه، على دعم الدول الضامنة لوحدة الأراضي السورية، ورفض الوجود الأجنبي غير الشرعي على أراضيها، وأضاف: إن الدول الضامنة متفقة على ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية حتى القضاء عليه بشكل نهائي، وتابع: نرفض محاولات واشنطن النيل من وحدة الأراضي السورية، ويجب خروج القوات الأمريكية منها فوراً.
يأتي ذلك فيما، ندد الجنرال المتقاعد التركي أحمد ياووز ،البروفيسور التركي حسن كوني، بدعم أردوغان للإرهابيين في سورية، مطالبين بوقف سياساته الخطرة بهذا الصدد، وخاصة إزاء إدلب.
وحمّل ياووز أردوغان مسؤولية تفجير الأزمة في سورية وانعكاساتها الخطرة على تركيا والعالم، وأضاف: على أردوغان التخلي عن جميع سياساته تجاه سورية، وتساءل: كيف سيفسر أردوغان للأتراك اتفاقه مع الأمريكيين في موضوع ما تسمى “المنطقة الآمنة” في وقت يدعي فيه حرصه على وحدة أراضي سورية؟!، مشدداً على ضرورة التزام أردوغان ونظامه باتفاقات سوتشي ووقف دعم الإرهابيين في إدلب، وأضاف: “لم يخطئ أردوغان بالاستراتيجيا فقط وإنما بالتكتيك”، مشيراً إلى أن عليه الالتزام أمام الرئيسين الروسي والإيراني باتفاق سوتشي ووقف دعم إرهابيي إدلب، وحسم الموقف التركي.
بدوره طالب أستاذ العلاقات الدولية التركي أردوغان بالالتزام باتفاق سوتشي، والعمل مع روسيا للقضاء على الإرهابيين في إدلب، لافتاً إلى أن هذا الأمر وعد به رئيس النظام التركي الروس من قبل ولكنه لم يفعل ذلك، واستغرب عناد أردوغان في دعم إرهابيي إدلب القادمين من الصين وروسيا وأوروبا ودول عربية، مشدّداً على أن “إدلب أرض سورية والجيش السوري يستطيع أن يعالج الوضع فيها شريطة وقف تركيا دعمها لهؤلاء الإرهابيين وتثبيت رغبتها في التعاون مع روسيا وإيران وبالتالي مع سورية لإنهاء هذه المشكلة”، وحذّر أردوغان من أن تأخره في معالجة موضوع وجود الإرهابيين في إدلب سينعكس بشكل خطير على تركيا.
بالتوازي، استقبل الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين عمران رضا المنسق المقيم الجديد لأنشطة الأمم المتحدة وللشؤون الإنسانية في الجمهورية العربية السورية، والذي قدّم أوراق اعتماده لنائب الوزير.
ورحب المقداد بالمنسق الجديد في سورية، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون البناء بين الحكومة السورية ومنظمات الأمم المتحدة العاملة في سورية، وأشار إلى ضرورة احترام المبادئ والأهداف التي قامت عليها الأمم المتحدة، والتي بينها ميثاقها وتدعو إلى احترام سيادة الدول ووحدة شعبها والحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
بدوره عبر رضا عن عزمه على التعاون مع حكومة الجمهورية العربية السورية بما يعزز العلاقة بين سورية والأمم المتحدة، موضحاً سعيه لتوسيع استراتيجيات العمل والبرامج الأممية بالتنسيق والتعاون المثمر بما يخدم احتياجات الشعب السوري التي تعد على رأس أولوياته.
حضر اللقاء من الجانب السوري عبد المنعم عنان مدير إدارة المنظمات الدولية والمؤتمرات وأسامة على مدير مكتب نائب الوزير والدكتور الحكم دندي من إدارة المنظمات الدولية والمؤتمرات ويامن بدر من مكتب نائب الوزير ومن جانب الأمم المتحدة كورين فلايشر المدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي وعدد من أعضاء مكتب المنسق المقيم.