ألمانيا تذكر أردوغان بضرورة الالتزام باتفاق اللاجئين
لا يزال النظام التركي يستخدم قضية اللاجئين في إطار حملة منظمة لابتزاز أوروبا مالياً، والحصول منها على أكبر قدر ممكن من المساعدات تحت هذا العنوان، جاعلاً من الاتحاد الأوروبي في هذا السياق بقرة حلوباً تدرّ عليه الأموال، في الوقت الذي لا تزال فيه الدول الأوروبية خاضعة لهذا الابتزاز كلما أعاد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تهديده بفتح الأبواب أمام تدفق هؤلاء اللاجئين إلى أوروبا.
وفي هذا الإطار، اضطرّت الحكومة الألمانية إلى الإعلان مجدّداً عن التزامها بالاتفاق المتعلق باللاجئين، مؤكدة التشبّث بكل بنوده.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس في العاصمة برلين: إن بلاده ملتزمة بالاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول اللاجئين، وستنفذ التعهّدات النابعة منه، وأوضح أن مسألة الهجرة تعدّ واحدة من القضايا الأكثر إلحاحاً التي يتوجب حلها، معرباً عن قلقه إزاء وصول العديد من الأشخاص إلى اليونان خصوصاً عبر البحر من تركيا، وأضاف: “نحن ملتزمون بالاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وسننفذ تعهداتنا”.
من جانبه، ثمّن وزير الخارجية اليوناني الإسهامات الألمانية في مسألة اللاجئين، لافتاً إلى وجود توقعات بارتفاع موجات اللجوء والهجرة مرة أخرى إلى أبعاد مقلقة.
وأكد ضرورة تضامن البلدان المتأثرة من ذلك، مشدّداً على أهمية تطبيق بنود الاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في آذار عام 2016.
وكان مسؤولون أتراك هدّدوا بفتح الحدود أمام اللاجئين في حال لم يحصلوا على المعونات الكافية لمواجهة مشكلة اللاجئين.
وتوصلت تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 آذار 2016 أثناء اجتماع في العاصمة البلجيكية بروكسل إلى اتفاق يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، حيث تقوم تركيا بموجب الاتفاق، الذي بدأ تطبيقه في 4 نيسان من العام نفسه، باستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية.
وفي شأن آخر، وفي إطار حملة منظمة يقودها أردوغان لقمع معارضيه، أصدرت سلطات النظام التركي أمس مذكرات اعتقال بحق 14 شخصاً بينهم جندي في الخدمة وضابط بالشرطة بذريعة ارتباطهم بالداعية التركي فتح الله غولن الذي يتهمه نظام أردوغان بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا منتصف تموز عام 2016.
ونقلت وكالة الأناضول المتحدثة باسم النظام التركي عن مصدر قضائي طلب عدم الكشف عن هويته قوله: إن “الادعاء العام في محافظة أزمير أصدر مذكرات الاعتقال بحق 14 شخصاً” بذريعة تواصلهم مع أشخاص من “منظمة غولن”.
وكانت سلطات النظام التركي أصدرت في الـ14 من أيلول الجاري مذكرات اعتقال بحق 223 عسكرياً بذريعة ارتباطهم بالداعية غولن.
يذكر أن أردوغان حوّل تركيا إلى سجن كبير، حيث نفّذ حملة اعتقالات في عموم البلاد أودع خلالها عشرات الآلاف من الأتراك في السجون وطرد الكثير من وظائفهم في المؤسسات المدنية والعسكرية بذريعة دعم محاولة الانقلاب، وذلك استمراراً لإجراءاته الهادفة إلى الهيمنة على جميع المؤسسات وتصفية معارضيه.