بعد “أرامكو”.. اليمن: العمليات المقبلة ستكون أشدّ إيلاماً
أكد رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام أنّ العمليات الدفاعية المقبلة ستكون أقسى وأشدّ إيلاماً إذا استمر العدوان والحصار، مشيراً إلى أنّ غرور تحالف العدوان والنظام السعودي هو الذي يوردها المهالك، مبرزاً أنّه آن الأوان للنظام السعودي الإدراك أنّ رهانه على حماية أميركية هو رهان خاسر.
واعتبر رداً على استهداف “أرامكو” أنّ سلعة النفط ليست أغلى من دماء شعبنا اليمني، ومن استهتر بالدم اليمني عليه أن يتحمّل عواقب استهتاره، موضحاً أنّ عربدة تحالف العدوان لا بد أن يوضع لها حد، فهو إلى جانب استمراره في إغلاق مطار صنعاء يحتجز أكثر من 13 سفينة مشتقات نفطية في البحر الأحمر.
وشدد على أنّ من يحرص على ضمان استقرار سوق النفط، فليتوجه لتحالف العدوان أن يوقف عدوانه، ويرفع حصاره عن الشعب اليمني، وقال: شعبنا اليمني لن يألو جهداً في التصدي للعدوان والحصار بكل الوسائل المشروعة ودون هوادة.
بدوره، قال عضو المجلس السياسي في حركة أنصار الله اليمنية محمد البخيتي: إنّ هناك أهدافاً أكثر أهمية وحساسية سوف يستهدفها السلاح اليمني المسيّر، مؤكداً أن وقف العدوان السعودي على اليمن لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة وبريطانيا لأن استمرار العدوان سيحوّل السعودية إلى سوق لبيع الأسلحة الغربية لزعزعة استقرار المنطقة ودمارها.
في الأثناء، لا يترك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرصة تدر على إدارته أموالاً خليجية إلا ويستغلها في إطار سياسته المعهودة لابتزاز الأنظمة الخليجية ونهب أموالها، لتكون العملية الأخيرة التي طالت منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو أحدث تلك الفرص الثمينة، مستغلاً إياها لمطالبة هذا النظام مجدداً بتسديد ودفع الأموال مقابل توفير الحماية الأمريكية، وقال: إنّه في حال كانت هناك ضربة انتقامية، فإنّه سيتوجب على الرياض لعب دور رئيسي في ذلك، ولا سيما فيما يتعلق بدفع الأموال، مشيراً إلى أنّ السعوديين يدركون تماماً أنّ المشاركة الأمريكية في فعل أي شيء تحتاج إلى تسديد الأموال.
المزاعم الأمريكية التي قصد فيها ترامب إيصال رسالة إلى حلفائه السعوديين، مفادها بأنهم مازالوا بحاجة للحماية الأمريكية، قوبلت بتحذير روسي للمجتمع الدولي من عواقب التسرع بإطلاق استنتاجات بشأن الهجوم، حيث كشف مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين عن وجود تهديد لاستخدام السيناريو العسكري بعد أن ضربت طائرات دون طيار منشآت نفطية تابعة للنظام السعودي السبت الماضي، وآمل في التوصل إلى حل سلمي للوضع.
وفي وقت سابق، قال: المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف: ندعو جميع البلدان إلى الإحجام عن أي عمل أو استنتاج من شأنه التسبب بتفاقم الوضع في المنطقة، فيما حذّر أمين عام منظمة العفو الدولية كومي نايدو من أنّ أي تدخل عسكري أميركي لن يؤدي إلا إلى تفاقم المعاناة بالشرق الأوسط، معتبراً أنّ على العالم بدلاً من ذلك مضاعفة الجهود لإنهاء العنف المدمر في اليمن، وقال: يمكن لبعض القادة السياسيين لأسباب انتهازية اتخاذ خيار الذهاب إلى الحرب، لأنها قد تساعدهم انتخابياً.
من جهتها، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مصادر شاركت في مداولات عقدت في البيت الأبيض بشأن إمكانية شن حرب ضد إيران بدعم وتأييد من كبار قادة الحزب الجمهوري، وبحسب الصحيفة فقد تشاركت واشنطن والرياض ما لديهما من معلومات استخبارية، مشيرةً إلى أنّ ترامب لم يلزم نفسه بحرب وشيكة أو بأنه يدرس الخيار العسكري رداً على العملية التي استهدفت شركة أرامكو.