إيران ترفض مزاعم النظام السعودي: لم يتمكن من إثبات الجهة المصنعة لصواريخ كروز
فنّدت إيران مزاعم النظام السعودي بمسؤوليتها عن الهجمات التي تعرّضت لها منشآت نفطية تابعة للنظام السعودي مؤخراً، وأكد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، “يبدو أنه يصعب على بعض الدول مثل السعودية وأمريكا أن يتقبلوا حقيقة أن الشعب اليمني المظلوم استطاع أن يمتلك قوة دفاعية مثل هذه لدرجة أنهم لم يتمكنوا بعد 5 سنوات من العدوان من التغلب على اليمنيين لذا من الطبيعي أن يحاولوا الصاق الاتهامات بإيران كي يغطوا على عجزهم أمام اليمن”، فيما شدّد مستشار الرئيس الإيراني، حسام الدين آشنا، على أن النظام السعودي لم يتمكّن من تقديم إثبات على ادعاءاته حول منطقة انطلاق هذه الهجمات، واصفاً مؤتمر الدفاع السعودية بـ “الفضيحة الإعلامية”، وأضاف: إن النظام السعودي “لا يعرف أو لم يتمكن من إثبات الدولة المصنعة لصواريخ كروز أو الطائرات المسيرة المستخدمة في الهجوم”، مبيناً إن هذا النظام لم يتمكّن من الإجابة على التساؤلات بشأن عجز الدفاعات الجوية السعودية عن رصد الهجوم.
يأتي ذلك فيما سلّمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مذكّرة سياسية إلى حكومة الولايات المتحدة عن طريق السفارة السويسرية بطهران، التي ترعى المصالح الأميركية في إيران، حذّرت فيها من أي إجراء ضدها، ورفضت فيها أيضاً أي اتهامات بشأن دور لها في هذه القضية، مؤكدة أنها سترد فوراً على أي إجراء ضدها، وردها لن يقتصر على مصدر التهديد.
وأدانت المذكرة مزاعم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومسؤولين أمريكيين آخرين ضد إيران، فيما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن السعودية والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية والكيان الصهيوني هم من أشعلوا الحرب بالمنطقة ودمروا اليمن، وقال، خلال اجتماع الحكومة الإيرانية، إن اليمنيين لم يستهدفوا في أرامكو مدرسة أو مشفى إنما ضربوا مركزاً صناعياً، لافتاً إلى أن الهجوم اليمني على منشآت النفط التابعة للنظام السعودي هو “مجرد تحذير”.
وتابع: عندما يقتلون اليمنيين فلا ينبغي لأحد أن يعترض، ولكن عندما يبدي الشعب اليمني ردة فعله يغضبون، مضيفاً: لا نريد وقوع الحرب في المنطقة، ولكن في نفس الوقت علينا أن نعرف من الذي بدأ الحرب، واليمنيون لم يبدؤوها، وأردف: على أعداء المنطقة أن يتعظوا من التحذير اليمني ويطفئوا نيران الحرب في المنطقة، ومن الغريب ألا يدرك أعداء المنطقة مدى قدرات محور المقاومة، فأنتم ترسلون الديناميت للمنطقة ثم توجّهون الاتهامات لدول أخرى فلا أحد يصدق اتهاماتكم.
وشدّد الرئيس الإيراني على أن التفاوض مع الولايات المتحدة بالتزامن مع وجود الحد الأقصى من العقوبات غير ممكن ولذلك “على الأميركيين إيقاف الضغوط إن كانوا يرغبون في إجراء مفاوضات”، مؤكداً أن الضغوط القصوى التي تمارسها أميركا ضد إيران وصلت إلى نهايتها، وأعرب عن ارتياحه لعلاقات إيران المصرفية مع بعض الدول، ولفت إلى أن إيران بدأت باستخدام العملة الوطنية مع دول عديدة، وهذا يساعد في التغلب على العديد من المشاكل، مضيفاً: إن بوادر الحرب ضد الدولار بدأت في العالم، ولو استمرت هذه العملية فإن هيمنة أميركا على الأسواق النقدية والمالية العالمية والنظام المصرفي ستضعف أو تختفي نهائياً.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: إن الاتهامات الأميركية لإيران بشنّ هجمات على منشآت “أرامكو” تعد بمثابة صرف النظر عن الحقائق في الشرق الأوسط، لافتاً إلى “أن من كانوا يعتقدون أنهم سيهزمون اليمن خلال أيام باتوا اليوم غير قادرين على رصد صواريخه، ولهذا يتهمون إيران بهجوم أرامكو”، وأضاف: إن الولايات المتحدة الأميركية أثبتت أنها أكثر حساسية إزاء استهداف منشآت النفط في السعودية مقارنة باستهداف المدنيين في اليمن، مشيراً إلى أنه ثبت لدول المنطقة أن شراء السلاح لن يجلب لها الأمن.
من جهته، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني: إن دفاع اليمنيين في وجه العدوان الأجنبي حق مشروع وقانوني وطبيعي، مشيراً إلى أن سلاح اليمنيين من تصميم وصناعة يمنية، وأن اتهام إيران بتسليح اليمنيين هو هروب للأمام، وأضاف: “إن الأسلحة الغربية التي تمتلكها السعودية باتت غير مؤثرة في مواجهة الأسلحة التي يصنعها اليمنيون”، مشدداً على أن استراتيجية إيران هي خفض التوتر وتجنب النزاع وحل أزمات المنطقة بالحوار، لكنها مستعدة بالكامل للرد على أيّ اعتداء..
إلى ذلك أكد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي أن المزاعم والاتهامات لإيران مرفوضة بشكل كامل ولن تصل لأي نتيجة، وأضاف: إن الموضوع واضح جداً، وهذا الهجوم يأتي في إطار الرد على الحرب التي يشنها النظام السعودي ضد الشعب اليمني، والذي قال صراحة: إنه فعل ذلك، وشدد على أنه إذا تمّ الاعتداء على إيران فإن ردنا سيكون حاسماً، مثلما أسقطنا الطائرة الأميركية.
كما علّق وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه على الهجمات التي استهدفت “أرامكو”، وقال: “إذا كانت الولايات المتحدة قلقة على أمن إمدادات النفط إلى الأسواق فعليها ألا تستخدمه كسلاح”، وأضاف: “النفط ليس سلاحاً بل سلعة لجميع البشر ويتعين إتاحة تدفقه بشكل حر في الأسواق”.
وعن آثار هجمات “أرامكو” على أسعار النفط، أشار المسؤول الإيراني إلى أن آثار الهجوم ستكون قصيرة الأمد لكنها ستؤثر على أسعار النفط.
دولياً، قال وزير الدفاع الياباني الجديد تارو كونو: إن بلاده لم تتلق أي معلومات مخابراتية تظهر أن إيران لعبت دوراً في الهجمات الأخيرة على منشأتي نفط بالسعودية، وأضاف: “نعتقد أن الحوثيين هم من نفذوا الهجوم استناداً للبيان الذي يعلنون فيه المسؤولية”، فيما أكد عضو مجلس النواب التشيكي ييرجي كوبزا أن استهداف المنشآت النفطية التابعة للنظام السعودي أظهر حجم الازدواجية والنفاق والجشع الغربي، حيث لا نرى أي اكتراث بالكارثة التي أصابت اليمن، فيما نرى استنفاراً أمريكياً وغربياً، لأن الهجوم أصابهم في المكان الأكثر حساسية لديهم، وهو الحساب المصرفي.