سمير المطرود يوقع” مانديلا وتراتيل الدم”
عمل سمير المطرود على الربط بين الثوار في كتابه “مانديلا وتراتيل الدم” الذي وقعه في جناح سوريانا، ويتضمن نصين مسرحيين الأول بعنوان مانديلا، وهو مونودراما كتبها بشكل خاص للممثل عبد الرحمن أبو القاسم وستقدم على خشبة المسرح قريباً، وأوضح المطرود بأنه أراد تناول جوانب من حياة مانديلا الثائر بكل ما يمثله من قيم سامية وأخلاقية ونضالية، وحاول من خلاله أن يعيد رسم صورة الإنسان الثائر الحقيقي، الصورة التي شوّهتها أفعال أولئك الذين جاؤوا تحت مسمى ثورات الربيع الصهيوني وليس العربي، لأنهم أفسدوا كل ما هو جميل بحياتنا، ومنها مفهوم الثورة والثائر. كما شوّهوا منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية والإنسانية، جاؤوا يقتلون تحت اسم الله، والله هو المحبة.
وتوقف المطرود عن الاختلاط الحاصل ضمن الواقع المعاش الذي أفرز شكلاً من التفكير دفعه لتقديم شخصية مسرحية انطلاقاً من شخصية نيلسون مانديلا، الذي مكث أكثر من سبعة وعشرين عاماً في سجون جنوب إفريقيا وهو يناضل من أجل انتصار الحرية، انتصار الإنسان، ورفض التمييز العنصري ومنظومة الأبارتايد التي كانت سائدة في جنوب إفريقيا، فترتكز المسرحية على مساحة كبيرة من حياته مع إسقاطات على رموز وطنية حقيقية، فهناك رابط بين مانديلا وتشي غيفارا والقائد الخالد حافظ الأسد الذي بنى سورية الحديثة، فما يربط بين الثوار الحقيقيين هو الرؤية لمستقبل الأمم والشعوب الذين هم جزء منها، ليصل المطرود إلى أن مانديلا هو الذي صنع معادلة جديدة وأصبح رقماً صعباً على خارطة العالم.
أما القسم الثاني فهو مسرحية “تراتيل الدم” تتشارك ببطولتها سبع شخصيات تناول فيها المطرود كما ذكر تشخيص الواقع العالمي من خلال منظومة القوى الفاعلة بالعالم برمزية محددة، وما هو المنعكس على المنطقة العربية وشعوبها، وتوقف عند شخصية الفتاة التي تمثل الأرض العربية بينما يمثل الشاب الإنسان العربي، أما الراوي فهو التاريخ فيعود ليقرأ الأحداث من جديد بعد أن يعيد ترتيبها وتشكيلها ويخلصها من المنظومات التي تتحكم بمقدرات هذه الأمة بدءاً من الاستعمار القديم وصولاً إلى الآن.
أما عن تقنيات السرد فاعتمد على التحليل والتفكيك تفكيك الواقع الجيوبوليتيكي كاملاً، ومن ثم إعادة تركيب هذا الواقع وفق منظور جديد لقضية الأرض والولاء.
ملده شويكاني