معاناة المدرب الوطني مستمرة.. وعقدة “الأجنبي” هي المسيطرة!!
بعد كل ما قيل ومازال يقال ضد الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني بكرة القدم، جاءت نتائج الجولتين الأولى والثانية من التصفيات الآسيومونديالية المزدوجة لتثبت بأن الحملة التي يتعرّض لها كادرنا التدريبي بقيادة الكابتن فجر إبراهيم، والتي تصل إلى حد (التشهير الالكتروني)، ظالمة إلى حد كبير.
تعادلت الهند مع بطل آسيا في أرضه، وتعادلت اليمن مع السعودية، بل وكادت تهزمها بعد أن تقدم اليمنيون مرتين على بطل القارة ثلاث مرات، وممثّلها المونديالي خمس مرات، وفازت فلسطين على أوزبكستان أحد أقوى منتخبات القارة في السنوات الأخيرة بثنائية صريحة، ومع ذلك لم نر من يطالب بإقالة الاسباني سانشيز، أو الفرنسي رينار، أو الأرجنتيني كوبر رغم كل التوقعات العالية التي يتقاضى لأجلها كل منهم في شهر واحد، أضعاف ما يتقاضاه فجر والحكيم معاً في عام أو أكثر.
أما حين يحقق مدربنا النتائج نفسها مع المنتخبات ذاتها فالمطلوب هو رأس المدرب الوطني لمقصلة الإقالة، علماً بأن هناك فرقين مهمين بين الحالتين: أولهما أن مدربنا حين تعادل مع الهند واليمن، وخسر من فلسطين، كان يلعب بتشكيلة منقوصة من أبرز نجوم منتخبنا وأعمدته كالسومة، والمواس، وعثمان، وخريبين، والعجان، والميداني، بينما لعب سانشيز بكتيبته المدججة بالنجوم المتوّجين في الإمارات مطلع العام، ولعب رينار بطل أفريقيا بكامل عدته وعتاده، ولعب كوبر وصيف دوري أبطال أوروبا مرتين بفريقه الأول وليس بالرديف.
أما الفارق الثاني والأهم فهو أن مدربنا خرج بهذه النتائج من مباريات ودية لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا أهمية لها إلا للتحضير، والتجريب، وتطبيق الأفكار الخططية والتكتيكية، أما ثلاثي “الخواجات” فقد أخفقوا رسمياً، في الوقت الذي نجح فيه مدربنا الوطني في أول اختبار رسمي له كما وعد وضرب بالخمسة أمام فريق متطور في قلب الفلبين، وهنا نشدد على كلمة (متطور) لأن الكرة في آسيا تطورت، وهذه حقيقة لا يريد البعض القبول بها، ومنتخب الفلبين ليس أقل من منتخبات اليمن، وفلسطين، والهند المتطورة هي الأخرى، والجولات القادمة كفيلة بإثبات هذا التطور، وسنراهن بالقول: انتظروا لقاء الصين مع الفلبين في مانيلا الشهر القادم.
التاريخ يعيد نفسه، وما حدث مع مدربنا الوطني أيمن حكيم بعد قيادته منتخبنا إلى الملحق المونديالي يتكرر مجدداً، فبعد خروج منتخبنا مرفوع الرأس ومن الباب الواسع من السباق نحو روسيا 2018، خرج علينا أحد القائمين على كرتنا بتصريح فيه الكثير من “اللااحترافية” يقول فيه: “إن لاعبينا المحترفين في أقوى الدوريات وأعلى المستويات أصبحوا فوق مستوى المدرب الوطني!”، والمضحك المبكي في الأمر أن بعض الإعلاميين والمحللين خرجوا علينا بعد إخفاق آسيا ليقولوا:
“إن لاعبينا لم ينجحوا في فهم الفكر التكتيكي عالي المستوى للعبقري الألماني شتانغه”، فكيف يكون لاعبونا من المستوى العالي مع الحكيم وفجر ويصبحون دون المستوى المطلوب حين يكون المدرب بجواز سفر أجنبي؟! وهل قدمنا للمدرب الوطني ما تم تقديمه لرينار وكوبر وسانشيز، بل هل قدمنا له ما قدمناه من تسهيلات (وليس من أموال) للمدرب الأجنبي الذي قتل أحلامنا وأيقظنا من حلم التصفيات المونديالية على (كابوس) آسيوي مزعج؟!.
أمام كل ما سبق يمكننا الرهان على نجاح فجر إبراهيم بتكرار إنجاز الحكيم إن أعطي الفرصة كاملة، ولم تتم إقالته تحت ضغط البعض كما حدث في مرات سابقة، فتصدر المجموعة المؤهلة لكأس أمم آسيا 2011 على حساب الصين نفسها، وبجدارة وأريحية ودون هزيمة قبل أن تتم إقالته وحرمانه من قيادة المنتخب في النهائيات، والتعاقد مع مدرب أجنبي لم نحصد معه إلا الخيبة، ونجح في تخطي مجموعتنا في التصفيات المونديالية الأخيرة قبل أن يقال مجدداً ويحرم من متابعة عمله الذي أتمه الحكيم باقتدار وكفاءة قبل أن يقال هو الآخر (ظلماً) للتعاقد مع شتانغه ليقودنا إلى انتكاسة جديدة.
مشكلتنا لم تكن يوماً في مدربينا، بل في عملنا غير الاحترافي، وفشلنا التخطيطي والإداري، وتعاملنا مع مدربينا جزء لا يتجزأ من منظومة فشلنا الكروي!.
رامي الشلفون