إيران تتقدّم بمبادرة لإنشاء تحالف لضمان أمن الخليج
تقدّمت الحكومة الإيرانية بمبادرة لتشكيل تحالف لضمان الأمن في منطقة الخليج، برعاية الأمم المتحدة، ويضم الدول المطلة على الخليج، فيما جدّد الرئيس الإيراني حسن روحاني التأكيد أن بلاده تريد سلاماً شاملاً في المنطقة، مشيراً إلى أنها ستقدّم مشروعاً إلى الأمم المتحدة لضمان الأمن في المنطقة.
وقال روحاني، في تصريحات له قبيل توجهه للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة بالأمم المتحدة في نيويورك: “إن هذا المشروع سيحمل عنوان مبادرة أمن هرمز، ويهدف إلى تأمين تعاون دول المنطقة وقدراتها لحفظ الأمن، لأننا نأمل أن يكون الحل للمنطقة من داخلها وليس من خارجها”، مضيفاً: “نريد سلاماً شاملاً للمنطقة، وندعو جميع الدول في الخليج وهرمز إلى الانضمام إلى المبادرة”.
ولفت روحاني إلى أن مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة فرصة لتوضيح موقف إيران والإجراءات الظالمة التي تتخذ ضدها، وأشار إلى أن الأميركيين في حالة إحباط بعدما لم يبق لديهم شيء لم يفعلوه ضد إيران، فواشنطن وصلت إلى الحد الأقصى من العقوبات، وبدأت تكررها، ونحن مستعدون لتجاوزها، وتابع: إن الحركة الاقتصادية في البلاد خلال الأشهر الأخيرة أصبحت أفضل، وهذا يدل على أنه لدينا القدرة على مواجهة الصعاب والتغلب عليها.
وبيّن أنه سيجري على هامش اجتماعات الجمعية العامة لقاءات مع زعماء الدول الأخرى ستتمّ خلالها مناقشة مسألة خفض الالتزامات بالاتفاق النووي مع مجموعة أربعة زائد واحد.
وفيما يخص الهجوم على شركة أرامكو السعودية، أكد روحاني أن هذه العملية كانت رداً يمنياً على الاعتداءات التي طالت الشعب اليمني، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تريد أخذ كل نفط السعودية والسيطرة على المنطقة.
يأتي ذلك فيما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن لقاء الرئيس روحاني بنظيره الأميركي دونالد ترامب مشروط بقيام ترامب بما هو ضروري، وأشار، في مقابلة مع قناة “سي. إن. إن” الأميركية، إلى استعداد إيران لتوقيع اتفاق دائم جديد مع الولايات المتحدة، يشمل آلية تفتيش المنشآت النووية نفسها من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشرط أن يلتزم ترامب بما أعلنه، وهو رفع العقوبات وتصديق الاتفاق من الكونغرس، وتابع: إن الاتفاق الجديد سيكون مكملاً للاتفاق الحالي، وأكد مجدداً التزام إيران ببرنامج نووي سلمي، وعدم سعيها للحصول على أسلحة نووية، وشدّد على أنه في حال تحققت هذه الشروط من قبل ترامب، فيمكن عندها الاتفاق، وأيضاً حصول اللقاء مع روحاني.
وكان ظريف أكد استمرار الحوار مع باريس معرباً، عن أمله في أن يتمكّن الفرنسيون والأوروبيون من الإيفاء بالتزاماتهم الواردة في الاتفاق النووي، وأشار، خلال لقائه نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان في نيويورك، إلى أن “الحوار مستمر مع الفرنسيين، وهدفنا أن يتمكن الفرنسيون والأوروبيون من الإيفاء بالتزاماتهم الواردة في الاتفاق النووي، وإذا أرادوا التشاور مع آخرين من أجل الإيفاء بالتزاماتهم، فالقرار يعود لهم”. وأمل أن تسمح الولايات المتحدة وحلفاؤها لدول الخليج بتلقف المبادرة السلمية التي أطلقها الرئيس روحاني.
وأعلن روحاني، الأحد، أنه سيتقدّم، خلال مشاركته في أعمال الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمبادرة لإنشاء تحالف لضمان أمن الخليج ومضيق هرمز، على أساس التعاون بين دول المنطقة.
ويأتي الكشف عن هذه المبادرة في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على خطة خاصة بها لتشكيل تحالف عسكري، من المفترض أن يضم أكثر من 50 دولة، لضمان أمن الملاحة في مياه الخليج، على خلفية تزايد الحوادث المتعلقة بناقلات النفط في المنطقة، إضافة إلى تصاعد التوتر بين طهران من جهة وواشنطن وأتباعها من جهة أخرى، ولا سيما بعد الهجوم على منشأتين حيوتين لشركة “أرامكو” النفطية.
في سياق متصل، انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة الاتهامات البريطانية لطهران بشأن عملية الجيش اليمني ضد منشآت نفط النظام السعودي، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي: إن على الحكومة البريطانية وقف بيع الأسلحة الفتاكة إلى النظام السعودي بدلاً من توجيه الاتهامات لإيران، وبذل الجهود ضدها، رافضاً بهذا الصدد تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حول وجود دور محتمل لإيران في الهجوم على منشآت النفط.
وشدد موسوي على أن مطلب وقف بيع الأسلحة الفتاكة للسعودية يطرحه الكثير من شعوب العالم، لافتاً إلى أنه يتوجب على الحكومة البريطانية تنفيذ هذا المطلب حتى تخلّص نفسها من تهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب اليمني.
بدوره أعلن أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي أنه لا يمكن إحلال الأمن بالخليج إلا برحيل القوات الأجنبية الموجودة فيه، وأوضح أنه عندما ترحل أمريكا من المنطقة ستسود علاقات الصداقة بين جميع دولها، وسيتم توفير الأمن الجماعي فيها، وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتهم إيران بالوقوف خلف الهجوم على “أرامكو” للتهرّب من فضيحة الاعتراف بأن الجيش اليمني استهدف هذه المنشآت.
وفي جانب آخر أكد رضائي أن على أمريكا العودة إلى الاتفاق النووي الموقّع مع إيران، لافتاً إلى أن بلاده ستتخذ الخطوة الرابعة لجهة خفض التزاماتها حيال الاتفاق.