بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتلال يصعّد اعتداءاته بحق الشعب الفلسطيني
بالتزامن مع اجتماعات الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، صعّدت قوات الاحتلال اعتداءاتها على الفلسطينيين، حيث داهمت بلدات العيسوية وسلوان وبيت عنان وأبو ديس في القدس المحتلة ورام الله ومخيم الدهيشة جنوب بيت لحم وسلفيت وعزون شرق قلقيلية وطولكرم ومخيم جنين والخليل بالضفة، وقامت بتفتيش المنازل، واعتقلت 52 فلسطينياً، كما اقتحمت مدينة البيرة بالضفة الغربية، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام صوب الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة ثمانية منهم بجروح وحالات اختناق.
إلى ذلك، اقتحم 144 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وردّاً على تلك الاعتداءات، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن تقاعس المجتمع الدولي في إنهاء الاحتلال وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني شجّع سلطات الاحتلال لتصعّد انتهاكاتها في الأراضي المحتلة، وأوضحت الخارجية أن سلطات الاحتلال صعّدت انتهاكاتها بحق الفلسطينيين مع بدء اجتماعات الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتزامناً مع الدورة الـ42 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، الأمر الذي يثبت تخاذل المجتمع الدولي في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، خاصة القرار 2334، الذي يطالب بوقف الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
وأشارت الخارجية إلى أن هذا التصعيد الخطير والمستمر يثبت من جديد تمرد الاحتلال على القوانين والقرارات الدولية كافة واستخفافه الفاضح بقدرة الأمم المتحدة ومؤسساتها على وقف انتهاكاته وجرائمه وخروقاته الجسيمة للقانون الدولي.
وطالبت الخارجية الأمم المتحدة بتحمّل مسؤولياتها، والوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية، والخروج عن صمتها، واتخاذ الإجراءات اللازمة للضغط على سلطات الاحتلال لإجبارها على الالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وخلال جلسة حول حالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى في الدورة الـ42 لمجلس حقوق الإنسان، أدان ممثل اتحاد الحقوقيين العرب لدى الأمم المتحدة الياس خوري إعلان رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول عزمه ضم الأغوار الشمالية في الضفة الغربية إلى كيانه الغاصب، مؤكداً أن هذا الإعلان يشكّل خطوة خطيرة وانتهاكاً سافراً لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، وأوضح في بيان ألقاه خلال الجلسة أن هذا الإعلان يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وخاصة قرارات 242 و338 والقرار 497 المتعلق بالجولان السوري المحتل.
وأشار خوري إلى أن الممارسات التي تقوم بها سلطات الاحتلال وعلى رأسها حرمان الشعب الفلسطيني من حقه بتقرير مصيره، وتزايد إقامة وحدات استيطانية جديدة، وتصعيد انتهاكاتها من قتل الفلسطينيين وهدم منازلهم وتهجيرهم تشكّل تحدياً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وتهدد استقرار المنطقة، داعياً المجتمع الدولي إلى مواجهتها بجدّية وحزم.
بدوره، استنكر المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة إبراهيم خريشي انتهاكات كيان الاحتلال وجرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته، مؤكداً أن الدعم الأمريكي يشجّع كيان الاحتلال على تحدي قرارات الشرعية الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال، وأوضح أن الاحتلال مستمر في انتهاكاته وحملة الاعتقالات الواسعة والإعدامات الميدانية التي ينتهجها ضد الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها إعدام الفلسطينية نايفة كعابنة “50 عاماً” بإطلاق النار عليها مباشرة شمال القدس المحتلة، وعدم السماح للطواقم الطبية بإسعافها في مخالفة متعمدة لجميع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.
وأشار خريشي إلى أن إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام رفضاً للانتهاكات اللاإنسانية بحقهم هو أحد أشكال المقاومة السلمية، مبيّناً أن سياسة الإهمال الطبي المتعمّد أدّت إلى استشهاد الأسير بسام السايح الأسبوع الماضي، وطالب المجتمع الدولي وكل الهيئات والمؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني وإنهاء احتلاله للأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
كما طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عدنان الحسيني المجتمع الدولي بالتحرّك العاجل والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته المتصاعدة في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص، وأوضح في بيان أن الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين الإسرائيليين بحماية قوات الاحتلال أمر مرفوض بشكل مطلق، معتبراً أنها أفعال إجرامية وعدوان آثم تهدف لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي والسيطرة عليه.
وأشار الحسيني إلى مواصلة سلطات الاحتلال حفرياتها أسفل المسجد الأقصى وتحت أحياء البلدة القديمة في القدس المحتلة، مؤكداً أن هذه الحفريات هي محاربة التاريخ الإسلامي والمسيحي في القدس، ومحاولة تزوير الهوية العربية للمدينة المقدسة، وفرض سياسة الأمر الواقع فيها.
وفي جديد ملف الأسرى الفلسطينيين، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين من تدهور الوضع الصحي للأسير رمضان مشاهرة الذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام احتجاجاً على تركيب أجهزة التشويش بالقرب من غرفته.
ويعاني الأسير مشاهرة حالياً من أوجاع في الكلى وعدم انتظام في الضغط ودقات القلب ونسبة السكر في الدم.
وأضافت الهيئة: “إن إدارة معتقلات الاحتلال تحتجز الأسير مشاهرة داخل زنازين الجلمة ذات المساحة الضيقة والتي تفتقر إلى أدنى مقوّمات الحياة”.
في الأثناء، سُجّل انتصار لأحد الأسرى المُضربين عن الطعام وهو الأسير سلطان خلوف الذي علّق إضرابه المفتوح عن الطعام بعد رضوخ إدارة المعتقلات لمطلب إطلاق سراحه في 15 كانون الأول المقبل.
حركة الجهاد في فلسطين باركت انتصار خلوف بعد 67 يوماً من معركة الصمود والتحدّي، ودعت الحركة إلى أوسع حملة شعبية لإسناد الأسرى، واعتبر الأسير المحرر القيادي في حركة الجهاد الشيخ خضر عدنان انتصار الأسير خلوف فرحة للشعب الفلسطيني ولكل حر وهزيمة للمحتل.
وتوجّه عدنان بدعوة لكل أحرار العالم إلى رفع صورة فرحة الانتصار للأسير خلوف ونصرة الأسير المضرب عن الطعام طارق قعدان وكل الأسرى في معركتهم ضد سياسة الاعتقال الإداري وضد إجراءات مصلحة السجون الظالمة.