مراهقة كروية
ما يجري في كواليس كرة الحرية، وفريق الرجال على وجه التحديد، من مراهقة كروية، وخلافات، وصراعات شخصية، وحرد، واعتذارات للمرة الثانية في أقل من شهر، يضع النادي والفريق على السواء في مواقف حرجة لا يحسدان عليها، وقد يدفعان ضريبتها لاحقاً إن لم تستعجل الإدارة المؤقتة في تنقية الأجواء، وتصفية النفوس والقلوب قبل أن تبدأ معمعة الدوري.
والسؤال الذي يفرض نفسه على خلفية إعفاء الحمصي، وتكليف عبد اللطيف الحلو لقيادة الفريق: ماذا يمكن للإدارة المؤقتة أن تقدمه للمدرب الجديد من دعم لإنجاح مهمته، أم أن فكرة التغيير هي لمجرد التغيير، ولتسجيل مواقف ونقاط وحسب؟.
قد يكون مفيداً في هذه الحالة أن يبتعد الجميع عن الانفعال والتشنج في اتخاذ القرارات، واعتماد أسلوب النقاش والحوار البناء للوصول إلى حلول توافقية يكون فيها الغالب مصلحة النادي والفريق الكروي أولاً وأخيراً، وهنا بالتأكيد لا نعترض على تكليف الحلو بدلاً من زميله الحمصي، وهو قرار فني بحت منوط بإدارة النادي، وبالمدير الفني للفريق، ورؤيتهما المستقبلية المشتركة لتصويب مسار الفريق، وإخراجه من دائرة التجاذبات والتدخلات التي أجبرت الحمصي على الاستقالة للمرة الثانية حسب تأكيداته، ولكن نرى أن المشكلة أعمق وأبعد من ذلك، وهي ترتبط بالتكتيكات الانتخابية القادمة، وبتصاعد حدة التنافس بين أشخاص اعتادوا في كل مناسبة على إدخال كرة القدم تحديداً في لعبة الانتخابات للوصول إلى مقعد رئيس النادي، وعضوية مجلس الإدارة.
مما تقدم نرى أن لعبة شد الحبل التي يشهدها فريق الرجال بكرة القدم لن تخدم مسيرته الطويلة والشاقة بالدوري، وبالتالي لابد من توظيف كل الدعم والإمكانات المتاحة لتحصين الفريق وإبعاده عن خطر التدخلات والنوايا المبطنة، وتهيئة الظروف الملائمة ليكون أحد فرسان وأقوياء الدوري، والمساهمة الصادقة والمخلصة من الجميع لضمان عودته إلى موقعه الطبيعي بين أقوياء الكرة في الدوري الممتاز.
معن الغادري