طهران: لا اتفاق نووياً جديداً.. وفرنسا وألمانيا وبريطانيا فشلت في تنفيذ التزاماتها
شدّد الرئيس الإيراني حسن روحاني على مسؤولية أطراف الاتفاق النووي في الحفاظ عليه، وخاصة بعد خروج إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منه.
وانتقد روحاني، خلال لقائه نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون في نيويورك، البيان الصادر عن فرنسا وألمانيا وبريطانيا حول الهجوم على منشآت النظام السعودي النفطية، موضحاً أنه يتضمن اتهامات لإيران لا أساس لها.
بدوره رحّب ماكرون بمبادرة روحاني للحفاظ على الأمن في المنطقة، مشيراً إلى أن فرنسا تبذل جهوداً للمساعدة في تنفيذ الاتفاق النووي وفتح حوار مع إيران.
ويزور الرئيس روحاني نيويورك للمشاركة في الاجتماع الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ويقدّم مشروع مبادرة سلام هرمز لإرساء الأمن في منطقة الخليج ومضيق هرمز بمشاركة دولها، ومن دون تدخلات أجنبية في شؤونها.
وفور وصوله إلى نيويورك، قال روحاني في تصريح صحفي: إننا نأمل، في ظل الظروف الراهنة الحساسة جداً التي تمر بها منطقتنا اليوم، بأن نتمكّن من إيصال رسالة شعوبنا، أي رسالة السلام، وإنهاء أي تدخل أجنبي في منطقة الخليج والشرق الأوسط إلى المجتمع العالمي، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني قاوم وصمد على الدوام أمام العدو، وهو يتعرّض لضغوط وحرب اقتصادية ظالمة، ويدعو الجميع للعودة إلى تعهداتهم والالتزام بالقانون.
بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الدول الأوروبية الثلاث فرنسا وألمانيا وبريطانيا فشلت في تنفيذ التزاماتها تجاه الاتفاق النووي إثر خروج الولايات المتحدة منه، وشدّد في تغريدة على موقع تويتر رداً على البيان الأخير الصادر عن الدول الأوروبية الثلاث بشأن ما وصفته بضرورة التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران على أنه لن يكون هنالك أي اتفاق جديد قبل الالتزام بالاتفاق الراهن.
وقال ظريف: إن السبيل لمعالجة هذا العجز هو توفر الإرادة الشاملة لإيجاد طريق مستقل، وعدم التكرار الببغائي لمزاعم أميركا الفارغة، والمواءمة مع برنامج العمل المشترك الشامل.
وكانت الدول الأوروبية الثلاث طلبت من إيران في بيانها المشترك التفاوض مجدداً حول برنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي والقضايا الأمنية في المنطقة.
وفي مقابلة مع قناة سي إن إن الإخبارية الأميركية رأى ظريف أنه على الرئيس الأميركي، إن كان يريد الاتفاق مع طهران، أن يحصل على تأييد الكونغرس لرفع الحظر عن إيران، مشيراً إلى أن طهران تعرض المبادرات والمقترحات، وتدعو دائماً للسلام.
وبيّن ظريف شروط إيران للحوار مع أميركا، قائلاً: “إن اقتراحنا لا يزال مطروحاً على الطاولة فإن كان الرئيس الأميركي جاهزاً، فنحن مستعدون أيضاً ببقاء البرنامج النووي السلمي الدائم في إيران والمراقبة المستمرة للمنشآت النووية الإيرانية بما فيها آلية التفتيش المباغتة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي المقابل يجب أن يحصل ترامب على تأييد الكونغرس على رفع الحظر”.
وحول إمكانية عقد لقاء بين الرئيسين الإيراني والأميركي في نيويورك، قال ظريف: إن ذلك مرهون بأن يقوم ترامب بما هو ضروري.
في سياق متصل، أكد رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني أن وجود القوات الأجنبية في منطقة الخليج من شأنه أن يزعزع الأمن والاستقرار فيها، وقال: “إن الأعداء مخطئون لو تصوروا بأنه يمكنهم التأثير على إرادة الشعب الإيراني من خلال زيادة عدد القوات في الخليج بذريعة توفير الأمن فيه.. إذ إن هذه القوات تعد بذاتها عنصراً لزعزعة الأمن”، مشدداً على أن محاولات تشكيل تحالف بحري في الخليج ستلقى مصير ما تسمى بـ (صفقة القرن) المزيفة، وأضاف: إن أميركا والسعودية الضالعتين في الحروب التي شهدتها المنطقة خلال العقود الأخيرة ووصلتا إلى مأزق في حربهما الغادرة ضد الشعب اليمني المظلوم لا يمكنهما تعويض عجزهما عبر تعميق الخلافات حول الاتفاق النووي مع إيران.
إلى ذلك أكد المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء يحيى رحيم صفوي أن القوات المسلحة الإيرانية ترصد تحركات القوات الأميركية من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الهندي، واعتبر أن ترامب لا يحظى بتوازن عقلاني وسلوكي، وقال: إن الأعداء الدوليين يريدون فرض إرادتهم السياسية على الحكومة والشعب الإيراني عبر الحرب الاقتصادية والحرب النفسية والعمليات السايبرية أو الحرب الناعمة، وتابع: أميركا تعلم بأنها لو أرادت خلق مشكلة لإيران، فإنها ستمنى بخسائر أكبر، لافتاً إلى أنه على أميركا الخروج من المنطقة لأن وجودها يعد عاملاً في زعزعة الأمن والاستقرار فيها.. ومع خروج أميركا من المنطقة يمكن لشعوبها وحكوماتها إدارة المنطقة بصورة أفضل في ظل التعاون المتبادل الشامل.
وأشار صفوي إلى أن السبيل الأكثر عقلانية المتاح أمام النظام السعودي للتخلص من أزماته هو إيقاف الحرب على اليمن، ودون ذلك لا مفر من تكبده المزيد من الهزائم.