طهران توافق على تعديل طفيف للاتفاق النووي
أعلنت الحكومة الإيرانية، أمس، أن طهران قد تقبل بإدخال تعديلات محدودة على الاتفاق النووي شرط عودة واشنطن إليه ورفع العقوبات عن إيران، وقال المتحدّث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي: إن الرئيس حسن روحاني سيقدّم مقترحات مهمة في نيويورك لبناء الثقة وكسر الجمود الحالي، مشيراً إلى أن طهران مستعدة لطمأنة الجميع بأنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي.
وفي وقت لاحق، أوضح مكتب ربيعي أن المقصود بوجود مقترح لتعديلات طفيفة على الاتفاق النووي متعلّق بمصادقة مجلس الشورى الملحق بشكل أسرع.
موقف طهران يأتي بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب لقائه نظيره الإيراني في نيويورك، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث رأى ماكرون أن الظروف تهيأت لعودة المفاوضات الإيرانية الأميركية، مؤكداً أن استراتيجية الضغط على إيران لن تؤدي إلا إلى زيادة التوتر في المنطقة.
من جانبه انتقد روحاني، في حوار أجرته معه قناة فوكس نيوز الأمريكية، سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبراً أنه ضل عن سبيل الصواب في انتقاداته لإيران، وشدّد على ضرورة تنفيذ الدول الأوروبية التزاماتها في إطار الاتفاق النووي بصفتها أعضاء فيه. وخلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مقر إقامة الوفد الإيراني في نيويورك، أعرب روحاني عن أسفه الشديد تجاه البيان الأخير للدول الأوروبية الثلاث، التي تعد في الوقت ذاته أعضاء في الاتفاق النووي، بخصوص الهجمات على المنشآت النفطية للنظام السعودي، وقال: “إن إصدار مثل هذا البيان الذي لا أساس له في هذه الظروف المعقدة والحساسة لا يعد بنّاء ومفيداً بأي حال من الأحوال”.
وانتقد الرئيس الإيراني قصور لندن في تنفيذ تعهداتها لاستفادة إيران من المزايا الاقتصادية للاتفاق النووي، معتبراً توفير الأجواء الاقتصادية الإيجابية من ضمن التزامات الاتفاق النووي، وأشار إلى مشروع الأمل أو مبادرة هرمز للسلام والذي من المقرر أن يطرحه خلال كلمته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً أن تعاون دول المنطقة هو السبيل الوحيد لإرساء الأمن والاستقرار المستديم فيها.
يأتي ذلك فيما أكد وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي أن بلاده تلعب دوراً حاسماً في معادلات الإقليم، وأوضح أن جميع أركان النظام في إيران متفقون على أهمية تطوير القدرات الدفاعية الإيرانية وخاصة الصاروخية، مشيراً إلى أن تركيز الأعداء على الحدّ من القدرات الصاروخية الإيرانية يعني بوضوح محاصرة مقاومة الشعب الإيراني، في وقت قال قائد حرس الثورة حسين سلامي: إن “قوتنا اليوم غير قابلة للتصوّر بالنسبة لأعدائنا وما يعرفونه عنها جزء قليل، ورأى أن “بيان الترويكا الأوروبية حركة مخادعة لاستغلال اجتماعات الأمم المتحدة لشنّ حرب نفسية جديدة على شعبنا”.
دولياً، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن إرسال قوات أمريكية إضافية إلى الشرق الأوسط وتعزيز إمكانيات واشنطن العسكرية في المنطقة لن يساعد بحل المشاكل في المنطقة، وقال في إحاطة إعلامية: “نحن لا نعتقد أن التوتر المتصاعد في الخليج يتمّ حله بالوسائل العسكرية وزيادة القدرات العسكرية.. نحن ننطلق بأنه ينبغي توضيح كل التفاصيل وإجراء تحقيق موضوعي في أي حادث”، وأضاف: “في أي حال من الأحوال ليس من خلال الوسائل العسكرية يتم حل هذه المشاكل”.