برعاية الرئيس الأسد.. انطلاق فعاليات مؤتمر التطوير التربوي
دمشق- علي حسون- سانا:
برعاية السيد الرئيس بشار الأسد، بدأت، أمس في قصر المؤتمرات بدمشق، فعاليات مؤتمر التطوير التربوي، الذي تقيمه وزارة التربية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي بعنوان “رؤية تربوية مستقبلية لتعزيز بناء الإنسان والوطن”، ويستمر 3 أيام، ويشارك فيه مفكرون وخبراء عرب وأجانب وخبراء من وزارتي التربية والتعليم العالي والمراكز الأكاديمية والبحثية وهيئات المجتمع الأهلي الوطنية في سورية وممثلون عن المنظمات الدولية المعنية.
ممثل راعي المؤتمر، وزير التربية عماد العزب، أشار إلى سعي الوزارة لإحداث تحوّل تربوي منظّم مبني على خطط مدروسة، وبحث علمي مواكب، عبر تشاركية مجتمعية مع المؤسسات التعليمية، مشدّداً على أهمية إنشاء نظم تعليمية تواكب التغيرات الجارية من خلال رؤية مستقبلية واضحة تؤدي إلى تعزيز بناء الإنسان والوطن، وأضاف: إن المؤتمر يأتي في زمن يعد منعطفاً في المسيرة التربوية، ولاسيما أن السباق بين الدول في عصرنا هذا، عصر ثورة المعلومات، يختلف عمّا كان عليه سابقاً، فالمسافات بين الدول تزداد اتساعاً، وتكاد تصبح هوة يصعب ردمها أو جسرها، مشيراً إلى آثار سنوات الحرب الظالمة على سورية في مختلف نواحي الحياة، ما يحتّم علينا أن نختار بين أن نكون منتجين أو عالة.
وشدّد وزير التربية على ضرورة الإصرار على الإنتاج، الذي لا يأتي إلا بغير العلم، وخاصة أنه يؤدي دوراً أساسياً في الانتقال إلى اقتصاد المعرفة، مما يتطلّب منا أن ننشئ نظماً تعليمية تتجاوز القديم وتواكب التغيّرات، وأكد أنه في عصرنا هذا أصبح من المهم والأولوية امتلاك المعرفة ومهارة الانتفاع بها، مشيراً إلى أهمية ارتباط التعليم بسوق العمل ومراحل الإنتاج، مع التركيز على جودة هذا التعلّم، وتوفير المتطلبات التقنية والمادية لتحقيقها، وهذا ما دفع الوزارة إلى البدء بتغيير المناهج وتطويرها من أجل الوصول إلى خبرات تعليمية قادرة على تزويد الطلاب بالكفاءات الأساسية كالتواصل والمهارات الحياتية والمهنية والمواطنة والتنمية المستدامة، وبناء شخصية المتعلّم بناء متوازناً وطنياً وعقلياً ووجدانياً.
وأشار عزب إلى ارتباط المناهج المطوّرة بالبيئة المدرسية المواكبة والملائمة لتلك المناهج، بدءاً بالبناء إلى آخر مستلزمات العملية التربوية، بإدارة قادرة ومعلم مؤهل، وأكد ضرورة توسيع مساحات المعرفة، وتمكين المؤسسات التعليمية والفئات والأفراد في المجتمع من حيازتها، والانتفاع بها مدى الحياة.
وأوضح معاون وزير التربية، فرح المطلق، أن المؤتمر يهدف لتكوين رؤية وطنية استراتيجية متقدّمة للتربية والتعليم في سورية حتى عام 2030 وفق متطلبات القرن الحادي والعشرين في ضوء تحوّلات المجتمع الراهن، من خلال التفكير الجدي، ومعالجة القضايا التربوية الملحة، وتحسين نوعية التعليم، ووضع الأولويات والتوجهات لخدمة متطلبات التنمية المستدامة، مع تأكيد أهمية الارتقاء بجودة التعليم ومتطلباته، مبيناً أن الارتقاء بالتربية وظيفة مشتركة بين أفراد المجتمع ومؤسساته التربوية، وخصوصاً لمواجهة تحديات الحرب، وما تركته من آثار قاسية على مختلف القطاعات.
وفي كلمة المنظمات الدولية لفت فياز شاه، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، إلى أن المجتمعات مرت خلال الخمسين سنة الماضية بالكثير من الظروف المتسارعة والمتغيّرة في الاقتصاد والتكنولوجيا، ما يتطلب أنظمة تعليمية مختلفة تكون قادرة على تحضير الطلاب ليصبحوا قوة عاملة في الحياة والمجتمع بطرق مبدعة، مشيراً إلى دور التعليم في زيادة العائدات الاقتصادية للدول، ومبيناً أن الارتباط بين التعليم والنمو الاقتصادي يتمّ بالحصول على مخرجات تعليم مميزة، وليس فقط بالحصول على أعداد تصل للتعليم أو تسجل في المدارس.
وتخلل حفل افتتاح المؤتمر فقرات موسيقية وغنائية لفرقة كورال وزارة التربية بقيادة المايسترو كمال سكيكر وفيلم قصير عن التعليم في سورية.
ويناقش المؤتمر الاستراتيجية الوطنية المستقبلية للتربية في سورية في محاور عدة، منها: مأسسة التعليم البديل، وتكامل منظومتي التربية والتعليم العالي، والأدوار المتغيّرة للمعلم والمتعلّم في القرن الحادي والعشرين، والتربية الفاعلة الجديدة، وتطوير المناهج التربوية ومكوّناتها، ودورها في بناء الوطن والمواطن، والإطار العام للمناهج التربوية، ومحتوى الكتب المدرسية والأنشطة، وتطوير التعليم المهني والتقني، وربط التعليم المهني بسوق العمل، وتطبيق معايير الجودة على مكوّنات العملية التعليمية، وواقع رياض الأطفال وآفاق تطويرها، والتقويم من منظور مستقبلي.
حضر افتتاح المؤتمر الرفاق والسادة: وزراء الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف، والشؤون الاجتماعية والعمل ريمه قادري، والتعليم العالي الدكتور بسام بشير إبراهيم، ونائب رئيس مجلس الشعب نجدت أنزور، وأمناء عدد من فروع حزب البعث العربي الاشتراكي، ومحافظو دمشق وريفها والقنيطرة، وعدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية وأعضاء مجلس الشعب، ورؤساء اتحادات مهنية ومنظمات شعبية ودولية، ورؤساء جامعات حكومية وخاصة.
وفي تصريح للصحفيين عقب الافتتاح بيّن الوزير العزب أن مخرجات المؤتمر ستشكّل قفزة نوعية في مجال التربية والتعليم، وخصوصاً أنه تم إشراك أكبر عدد ممكن من الخبراء والمختصين من سورية ودول عربية وأجنبية عبر المنظمات الدولية كاليونيسيف واليونسكو.
وأشار وزير التعليم العالي إلى أن المؤتمر يعكس الرغبة بتطوير قطاعي التربية والتعليم على كافة المستويات من مرحلة رياض الأطفال حتى مرحلة الدراسات العليا، منوّهاً بالمحاور التي يتطرّق لها المؤتمر، معرباً عن أمله بأن يخرج المؤتمر بتوصيات ومقترحات تنعكس على تطوير واقع التربية والتعليم.