رياضةصحيفة البعث

بعد تثبيته من مؤتمر اللعبة.. قرار عودة اللاعب الأجنبي لدوري السلة لمصلحة من؟

رغم مرور أكثر من أسبوعين على انتهاء أعمال المؤتمر السنوي لاتحاد كرة السلة، إلا أن الحديث عن القرارات التي اتخذها اتحاد اللعبة وأعضاء المؤتمر لم ينته، ولم يرض الكثير من أنديتنا، خاصة فيما يتعلق بموضوع عودة اللاعب الأجنبي، وقرار تحديد أعمار اللاعبين تحت ٢٤ سنة الذي رفضه البعض كونه لا يلبي طموحات الأندية.

بعض الخبرات وجدوا أن القرارات المصادق عليها تصب في مصلحة اللعبة واللاعبين والدوري بشكل عام، في حين رأى آخرون أنها بعيدة عن الواقع الذي تعيشه الأندية.

المشكلة هنا ليست في القرارات، بل بمدى الجدية بتنفيذها على أرض الواقع، فمثلاً قرار الـ 24 سنة منذ ثلاث سنوات وهو يطبق على الدوري، وحتى الآن لم نجد أية موهبة قادرة على الظهور بالفريق الأول بأي ناد، أو على صعيد المنتخبات الوطنية، فاللاعبون بهذه السن بحاجة لتقديم الدعم والاهتمام حتى تظهر تلك الموهبة، فاللاعب الذي وصل لسن 24 سنة لم يجد له اسماً بالتشكيلة الأساسية في الفريق الأول، والدليل على ذلك أن أغلب الفرق التي تلعب بالدور النهائي تعتمد على اللاعبين المخضرمين، ولعل حصول الجيش على لقب الدوري دليل على صحة هذا الكلام.

الحلول موجودة وبحاجة لتضافر جهود الجميع لكي يتطور اللاعب (صغير السن)، فعلى سبيل المثال يجب أن تقام اختبارات لجميع اللاعبين المشاركين بالدوري قبل انطلاق الموسم (تحت إشراف اتحاد السلة)، مثل إجراء اختبارات باللياقة البدنية، والقوة والتسديد.. إلخ، وهذا النظام متبع للاعبي الجامعات والمرشّحين للعب بالدوري الأمريكي الـ NBA، ومن لا يستطيع تجاوز تلك الاختبارات لا يحق له المشاركة بالدوري، فالغاية من كل ذلك مشاهدة دوري سلوي متطور قادر على تحسين سمعة المنتخب الوطني في المشاركات الدولية.

مدربنا الوطني مجد شاهين أشار “للبعث” إلى أن بعض القرارات ستكون مفيدة للموسم الجديد قائلاً: بصراحة مجيء اللاعب الأجنبي مهم ليتطور مستوى الدوري، ولإضافة المتعة على المباريات، ولكن بالمقابل إذا كان مجيء اللاعب الأجنبي على حساب اللاعبين الوطنيين بسبب قرار وجود لاعبين تحت 24 سنة مع كل فريق فلا فائدة منه، وحينها سيجلس لاعبو المنتخب الوطني مع أنديتهم على مقعد “الاحتياط”، ولن يجدوا فرصتهم للعب مع الفريق، وسيتراجع مستوى اللاعبين، ما سيؤثر على المنتخب بشكل عام.

من جهته خبرتنا السلوية فايز قباني رأى في القرارات الأخيرة استكمالاً لخطة العمل التي ينتهجها الاتحاد قائلاً: في الحقيقة القرارات التي صدرت هي إتمام لخطة السنتين الماضيتين بإعطاء الفرصة للاعبين الشباب باللعب فترة أطول، وجعلهم ضمن حسابات المدربين، وأعتقد شخصياً أنه يمكن أن تكون هناك مشكلة بسيطة بوجود اللاعب الأجنبي الذي سيكون بعمر كبير، وعندها الوضع سيكون صعباً على اللاعب الكبير بسبب وجود سبعة لاعبين أعمارهم كبيرة، ورغم ذلك فإن هناك حلاً لكل شيء، وبالنسبة للاعب الأجنبي أعتقد أيضاً أن وجوده بالدوري السوري مهم وضروري، ولكن يجب وضع آليات محددة لاستقدام اللاعبين الأجانب من حيث الجودة والخبرة.

أما لاعبنا الدولي وليم حداد فقال: القرارات التي صدرت لها سلبية على لاعبي المنتخب الوطني لعدة أسباب من ضمنها أن معظم لاعبي المنتخب هم فوق24 سنة،  وبهذه الحالة سيقل زمن المشاركة للاعب خلال الدوري، فمعظم لاعبي المنتخب يجتمعون في  ٤ أندية، أي أن اللاعب سيلعب وسطياً ١٣ دقيقة في المباراة، ويمكن أقل أو أكثر، وهذا الزمن غير كاف للاعب خلال الدوري، خاصة بوجود مباريات طابقية، وسيؤدي لعدم تطور اللاعب خلال العام، وسيكون له تأثير سلبي على المنتخب، الأمر الآخر بظل الظروف والإمكانيات الموجودة لدى المنتخب، فمعسكر المنتخب يقتصر على معسكر داخلي، فلاعب المنتخب بحاجة ليتطور، وليس لديه سوى الدوري المحلي للعب بمباريات محلية لكي يحسن من مستواه، ولكن للأسف هذا الشيء غير كاف لتطور اللاعب إن لم يكن هناك احتكاك خارجي، والأمر الثاني قبل أن نحضر اللاعب الأجنبي لدورينا من الضروري أن يتم تطبيق النظام الاحترافي بكافة معاييره، وأن تكون لكل ناد مقومات اللعبة من وجود صالة خاصة به، وتجهيزات تساعد على تطوير كرة السلة بالأندية أولاً، ومن ثم تطويرها على مستوى البلد.

عموماً عودة اللاعب الأجنبي هو سلاح ذو حدين، فبعض الأندية رأت أن فيه إجحافاً بحق الأندية الفقيرة منها غير القادرة على دفع مبالغ مادية كبيرة “بالعملة الصعبة” هي في غنى عنها، حتى بعض الأندية “الكبيرة والمدللة” رأت أن في صرف المبالغ العالية أيضاً إجحافاً بحقها، فصرف تلك المبالغ يجب أن يستفيد منه لاعبونا المحليون، وهذا يدعونا للتساؤل: لمصلحة من أقر اتحاد السلة هذا الموضوع؟ ألم يفكر القائمون على سلتنا أن هذا الموضوع سيؤثر على اللعبة؟.

عماد درويش