“نبض الحرب.. تراتيل الفرات” حكاية فتاة من الرقة
إن معاناة الكُتاب مع الألم واليأس والقلق هي العوامل الحقيقية التي تصنعهم، وفي رواية “نبض الحرب… تراتيل الفرات” تقدم كاتبتها هناء الصلال -التي تمثل بطلتها- حكاية فتاة من مدينة الرقة السورية في فترة الحرب عليها، حيث تقول ابنتها آلاء التي شهدت على توقيع الكتاب –بسبب غياب الكاتبة بغرض السفر- : “نبض الحرب… تراتيل الفرات” رواية تحكي قصة فتاة من الرقة عاشت الظروف السيئة في مدينتها، وانتقلت إلى العاصمة دمشق بسبب ألم الحرب، وخرجت مع ابنها من هذا الظلم والسواد والخراب والوجع بعد فقدان أفراد من أهلها فمنهم من تضرر بالحرب ومنهم من مات أو هاجر إلى خارج البلاد.
الرواية صدرت هذا العام عن دار سوريانا، وهي أول رواية للكاتبة الشابة وتحكي قصتها كفتاة في الرقة لم يكن هناك فرص تعليم، والكاتبة أو البطلة لم تتعلم منذ الصغر، بل وكما هو متعارف عليه تزوجت بعمر مبكر، ولم تدرس رغم حبها للعلم إلا أن العادات والتقاليد هي التي غلبت، وبعد أن كبرت كان لديها أربعة أولاد، وحصلت على الشهادة الإعدادية مع ابنتها، وبعدها على الشهادة الثانوية ثم دخلت كلية التربية وتخرجت، وعملت على تنمية موهبة القراءة والكتابة عندها واللتين بدورهما ينميان الشخصية أكثر، ومع مجيء الحرب كرست كل إبداعها وقلمها وموهبتها في كتابة هذه الرواية.
قدم للرواية خلال توقيعها الناقد والروائي محمد الحفري حيث قال: على الرغم من الحزن الطاغي والطافي على أرواحنا نقول بفرح إن هذه الرواية تنضم إلى الروايات الراصدة للحرب التي شنت على سورية، وهي تصور ذلك بتقنية بارعة وبعين محايدة حاولت قدر الإمكان أن تنقل ما شاهدته بطلتها وغيرها على تلك الأرض، وأكرر هنا ما قلته في السابق إن ما حدث فوق أرضنا عجيب وغريب، ولكل واحد منا، ولكل بيت وحارة، وشارع، وحجر، وشجرة قصة.
جمان بركات