الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

 أمّـــــــــــاه

أماه.. أماه/أصبحتُ خبيرا/ تعلّمتُ الكثيرا/في الجيشِ والحرب/تعلّمتُ ما هوَ الحُب/تعلّمتُ تحضيرَ الطعام/وكيفَ على كرسيٍّ أنام/تعلّمتُ كلَّ المهاراتِ اليدويّة/وتصليحَ الأدواتِ الكهربائية/تعلّمتُ الحِدادةَ والنجارة/أرسمُ عصافيرَ وأشجارا/وكيفَ أغسِلُ الحصيرا/فافرحي أمسيتُ خبيرا.

أماه/سأخبركِ ماذا تعلّمت أيضا/أصبحتُ كاهناً وقسّيساً/وأنّ الحبّ ملاكٌ قدّيس/وأمسيتُ مُسلماً كاثوليكياً/أصّلي بعينِ رفيقي الباكي/وأرتّل الإنجيل بدونِ قواعِد/ونرسمُ صليباً على السواعِد/أمسيتُ للوطن نصيرا/وقد أصبحت الخبيرا.

أماه/سأخبركِ ماذا تعلّمتُ أيضا/كنتِ تتمني أن أكونَ طبيباً/أو مهندساً أو باحثاً عجيباً/نعم يا أمّاه/ها أنذا أخيطُ جراحَ رفاقي بيدي/وأبتسمُ حين يكنونّني بولدي/

وأخطّطُ لهم المخارجَ والمداخِل/بدون مسطرةٍ أو ورق/نتوكلُ على الرب العادل/نلملمُ لبعضنا ما انسرَق/من مشاعرَ وغُربة/نبحثُ في التُربة/عن شريطٍ أو مسمارٍ/فحاجاتنا كثيرة/لذا أصبحت خبيرا.

أمّاه/سأخبركِ عن أخبارِ الرفاق/جميعهم لحضنٍ ما مشتاق/محمدٌ الخاطبُ العاشق/وأحمدٌ الشجاعُ كالباشق/سليمانٌ رامي رشاشٍ ماهر/وترينه طولَ الليلِ ساهر/فادي يحاكي أخوتِه/وعامر يغطّ بغفوتِه/وعليٌ يغازلُ زوجتِه/والكلُ يحلمُ ببيتِه/كل رفاقي يا أمّاه خيرُ الرِجال/يحلمون بوطن معافى الأجيال/فوطني جُرحه عسيرا/ها قد أصبحتُ خبيرا.

الجندي المقاتل: وسيم نبيه اسبر