أكبر عرض عسكري في بكين بمناسبة العيد الوطني جين بينغ: ما من قوة يمكنها أن تهز دعائم الأمة الصينية
أحيت الصين، أمس، الذكرى السبعين لعيدها الوطني، بتنظيم أكبر عرض عسكري في تاريخها، وعرضت أحدث صاروخ بالستي عابر للقارات “دونغ فنغ-41″، ويعد الأبعد مدى من نوعه في العالم، في وقت تسعى فيه لترسيخ مبادئ القانون الدولي والعدل، وتعزيز السلام العالمي، والالتزام بمبادئ الأمم المتحدة، ورفض محاولات الهيمنة، وتحقيق تغيرات جذرية في أطر التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وتعزيز التنمية المشتركة، واحترام وتدعيم التنوع الحضاري.
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن ما من قوة يمكنها أن تهز دعائم الأمة الصينية، وقال، في كلمة أمام تجمع حاشد في ميدان تيان آن من وسط بكين: “إن ما من قوة في العالم يمكنها أن تهز دعائم أمتنا العظيمة.. وما من قوة يمكنها أن تمنع الشعب الصيني والأمة الصينية من المضي قدماً”.
وأضاف: إن تأسيس جمهورية الصين الشعبية أدى إلى تغيير مصير الصين بشكل كامل لكونها كانت فقيرة وضعيفة، وتتعرض للتخويف والإهانة لأكثر من 100 عام منذ بداية العصر الحديث، وأشار إلى أن الأمة الصينية شرعت منذ تأسيسها بالمضي على طريق تحقيق إعادة النهوض الوطني، معرباً عن ثقته بأن الصين سيكون لها بالتأكيد مستقبل أكثر إشراقاً.
ودعا الرئيس الصيني إلى الوحدة بين جميع مكوّنات الشعب والقوات المسلحة، والبقاء مخلصين للمهمة التأسيسية، وأن يبنوا على الإنجازات القائمة، ويواصلوا العمل في تطوير البلاد، وشدّد على “الالتزام بمبادئ التوحيد السلمي، ودولة واحدة ونظامين، والحفاظ على الازدهار والاستقرار في منطقتي هونغ كونغ وماكاو لمدة طويلة، وتعزيز التنمية السلمية للعلاقات عبر مضيق تايوان، وتضامن أبناء الأمة الصينية، ومواصلة النضال من أجل إكمال توحيد الوطن.. إضافة إلى الالتزام بطريق التنمية السلمية، واتباع استراتيجية الانفتاح على أساس المنفعة المتبادلة، والفوز المشترك، ومواصلة العمل مع شعوب مختلف دول العالم لبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية”.
هذا وأقيم استعراض عسكري في شارع تشانغ آن وسط العاصمة بكين، بمشاركة 59 تشكيلاً يضم حوالي 15000 عسكري، كما شارك فيه أكثر من 160 طائرة من مختلف الأنواع و580 مجموعة من المعدات، وهو أكبر استعراض عسكري حجماً خلال السنوات الأخيرة، فيما كشف الجيش الصيني خلال العرض أحدث صاروخ بالستي عابر للقارات “دونغ فنغ-41″، يعد الأبعد مدى من نوعه في العالم.
وشرعت بكين في تصميم هذا الصاروخ العامل بالوقود الصلب والمكوّن من ثلاث وحدات، في الثمانينيات من القرن الماضي، وبدأت بإجراء اختباراته عام 2012.
ووفق مصادر مختلفة، فإن هذا الصاروخ يصل مداه الأقصى إلى حوالي 14000 كيلومتر، وبإمكانه حمل ما يصل إلى 10 رؤوس حربية، بما فيها النووية، ما يجعل اعتراضه أكثر صعوبة.
ويبلغ طول الصاروخ 21 متراً، وقطره ما بين 220 و250 سنتيمتراً، ويمكن إطلاقه من منصة أرضية ثابتة ومنصة متنقلة مركبة على عربة سكك حديد، كما يمكن إطلاقه من مواقع تحت أرضية، وتتراوح دقة الإصابة ما بين 100 و500 متر.
كما عرض في بكين للمرة الأولى أحدث صاروخ مجنّح استراتيجي فرط صوتي من نوع “سي.جي- 100″، وذكر الإعلام الصيني أنه يمكن استخدامه لتدمير الأهداف قوية التحصين والمخابئ تحت الأرض.
في السياق ذاته، كشفت الصين النقاب عن صواريخ كروز مضادة للسفن من طراز “واي جيه 18/18إيه”، وذكرت وكالة أنباء شينخوا أن الصين قامت بتصميم وتصنيع هذه الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن إطلاقها من الغواصات أو من على سطح السفن، مشيرة إلى أنها تشكّل الدعامة الأساسية لقوة الردع المضادة للسفن التابعة للقوات البحرية لجيش التحرير الشعبي الصيني.
كما كشفت الصين لأول مرة عن نوع جديد من قاذفاتها الاستراتيجية بعيدة المدى بينها قاذفة من طراز “إتش6 أن” صينية الصنع، والقادرة على تزويد الوقود في الهواء، وتوجيه الضربات من مدى بعيد.
كما عرضت أيضاً قاذفة من طراز “إتش6 كيه” بعيدة المدى من صنع محلي أيضاً، إضافة إلى نسق مكوّن من ثلاث قاذفات “إتش 6 أن” وست قاذفات “إتش 6 كيه” فوق ميدان “تيان آن من”.
كما تم بعد الاستعراض العسكري الكبير تنظيم عرض المواكب الجماهيرية بعنوان “بناء الحلم الصيني معاً”، شارك فيه 100 ألف شخص و70 مجموعة من العربات الملونة.