تكريم سميرة توفيق ..الغناء البدوي جزء من التراث
أغنيات العشق البدوية بصوت صبا الجمال أعادت ذكرى سميرة توفيق التي نشرت لون الغناء البدوي، وخطّت لنفسها مساراً فريداً بالألحان البدوية المبنية على الآلات الشعبية المزمار والمجوز والطبلة ضمن فعالية تكريم سميرة توفيق التي أقامتها وزارة الثقافة –مديرية التراث الشعبي في المركز الثقافي العربي –أبو رمانة –بمشاركة فرقة موسيقا الزمن الجميل المؤلفة من ياسر سودان كمان، وصفوان قرنفل عود، وسعيد أيوبي ناي، وعرفان عدرا أورغ، ونور الدين شمس الدين رق، وجمال خضير إيقاع، بقيادة ومشاركة الباحث وضاح باشا بالعزف على الكمان.
تميزت الأمسية بدور الأورغ الذي أضفى بتقسيماته المسجلة في مواضع للقانون والمزمار والعود والأكورديون والأورغ ملامح اللحن البدوي بالدمج مع العزف المباشر مع الفرقة، وبدا تفاعل الجمهور بعد الأغنية الأولى حينما استعاد صورة الماضي الجميل فمن “أسمر يا حبيب القلب، إلى بيت الشعر يا عيوني” إلى تناغم الإيقاعيات والأورغ” بيع الجمل يا علي واشتر مهراً إلي”، إلى صولو الناي مع مرافقة الكمان في أغنية” يا هلا بالضيف” كما بدأت صبا الجمال بالموال في بعض الأغنيات مثل”أوف يا بابى شايفة المكان زهرة ألوان” لتتبعه بالأغنية الشهيرة” صبوا القهوة وزيدوها هيل” وازداد تفاعل الجمهور بالتصفيق والغناء بأدائها الأغنية الشهيرة”وتنقل يا غزالي يا بو عيون السود” مع فواصل الدبكة بالإيقاع السريع، وشارك الفنان هادي بقدونس بالعزف على الكمان والغناء مع الجمهور بتفاعل كبير للأغنية الشهيرة”عالعين موليتين” تكريماً لمرافقته سميرة توفيق في حفلاتها على مدى سنوات طويلة.
وتحدث عازف الأورغ عرفان عدرا عن ألحان أغنيات سميرة توفيق التي انتشرت في سورية ولبنان والعراق والأردن لاعتمادها على الدبكة وإيقاعاتها الخاصة اللف والبلدي والكبا كفتي.
ونوّه الباحث وضاح باشا إلى اللكنة البدوية الخاصة لصبا الجمال وأسلوبها الخاص بالأداء لاسيما أنها تدربت على الغناء البدوي منذ صغرها، متوقفاً عند الألحان البدوية التي تتصف بجمل موسيقية قصيرة وحركة ونشطة بالاعتماد على الطبلة والمزمار بشكل أساسي ضمن خصوصية الأغنية القصيرة المبنية على ست أو سبع جمل موسيقية، وتقوم أغلب ألحانها على مقامات البيات والصبا، وعلق على صوت سميرة توفيق المتسم بمساحة كبيرة إضافة إلى حضورها الطاغي على المسرح الذي يشد الجمهور منذ اللحظة الأولى.
أفلام عربية مشتركة
تزامنت الأمسية مع التوثيق الفني والسينمائي إذ ازدانت جدران صالة المعارض بصور سميرة توفيق في المعرض التوثيقي الغني من أرشيف الباحث محمد المصري، فأعاد إلى الذاكرة الشريط السينمائي لعقود خلت من خلال إعلانات أفلام سميرة توفيق العربية المشتركة، بالأبيض والأسود والملون مثل”أيام في لندن، لبنان في الليل، عروس من دمشق، فاتنة الصحراء، بدوية في باريس، وأعاد ذكرى الفنانين العرب والسوريين الذين مثلت معهم مثل محمود سعيد وخالد تاجا ونجاح حفيظ، وذكرى المنتج تحسين قوادري والمخرج سمير الغصيني وغيرهم، ودلّ على الانفتاح السينمائي السوري منذ الستينيات، كما ضم المعرض صوراً شخصية لسميرة توفيق ومقتطفات من لقاءاتها وأسطوانات أغنياتها ومجموعة كاسيتات، وتميز المعرض بجمالية توزيع المعروضات.
المشارفة على الاندثار
وتحدثت مديرة مديرية التراث الشعبي أحلام الترك عن سميرة توفيق (سميرة كريمونة) التي ولدت في لبنان وعاشت في السويداء وتنقلت بين سورية ولبنان والأردن، وعن انطلاقتها من الأردن ثم من دمشق، لتمضي بمسارها الفني لنشر الأغنية البدوية المستمدة من الأشعار البدوية غير المغرقة بالمحلية البدوية، فجاءت مفرداتها مفهومة مما جعلها موضع انتشار، وحققت مع الألحان البدوية المبنية على الآلات الشعبية شهرة في العالم العربي على صعيد الغناء والتمثيل السينمائي والتلفزيوني بعملها الشهير فارس ونجود، وبيّنت الترك بأن الأمسية الموسيقية لإحياء ذكراها وإحياء لون الغناء البدوي الذي شارف على الاندثار وهو جزء من تراثنا الغنائي.
ملده شويكاني