حماية الحرف التراثية من الاندثار
حماة-سرحان الموعي
أكد الحرفيون المشاركون في مهرجان يوم السياحة العالمي الذي أقامته الأمانة العامة للمحافظة ومديرية السياحة ومجموعة الفجر للمعارض والمؤتمرات الدولية في خان رستم باشا الأثري على ضرورة منح قروض ميسرة للحرفيين والتحفيف من آثار الحرب الإرهابية التي شنت على سورية والتي تركت بصمتها الثقيلة على قطاع الحرف اليدوية بأكمله نتيجة خسارة الحرفيين للعديد من ورشهم وغلاء مستلزمات الإنتاج وعدم وجود أسواق لتصريف منتجاتهم.
ودعا الحرفيون إلى تطوير واقع الحرف اليدوية والنهوض بها ووضع آلية مناسبة لتسويق المنتجات في مختلف المحافظات وتفعيل العمل بالأسواق الخارجية ولا سيما مع مرحلة التعافي التي بدأت تشهدها سورية، منوهين بالصعوبات التي تواجه هذه الحرفة كصعوبة ارتفاع أسعار المواد الأولية وأيضا العقبات التي تعترض الحرفيين في تكاليف شهادات التحليل والوثائق لتصدير المنتج.
فيما يؤكد آخرون بضرورة الحفاظ على هذه الحرف التراثية الأصيلة التي بدأت تنقرض اليوم ما يستدعي من المهتمين والمعنيين إدراكها والحفاظ عليها قبل أن تنقرض نهائياً لما تمثله من أهميّة فنيّة وتراثيّة.
ويرى حرفيون أن المهن باتت على حافة الاندثار وهناك حاجة للدعم الرسمي كونها موروث حضاري وتاريخي يؤصل للهوية السورية، متمنين ألا يقتصر على المناسبات فقط ولأيام معدودة وضرورة إيجاد دعم رسمي لهذه المنتجات بتوفير فرص لتسويقها ضمن الأسواق المحلية للمحافظات الأخرى وإيجاد قنوات لتصديرها إلى الخارج بما يُحقق إنعاشًا لها.
واقترح البعض إمكانية تشكيل مجموعة من جيل الشباب ليتولوا مهمة الاهتمام بالصناعات اليدوية والتراثية بمختلف المحافظات وليكونوا نقطة اتصال بين الدولة والمصنعين بهدف إقامة المعارض وتسويق تلك المنتجات والترويج لها لكي تخرج تلك الصناعات لخارج المحافظات وخارج وتعمل وزارة الثقافة على استمرار هذه الحرف من خلال قطاعاتها بعمل ورش مستمرة وكذلك عمل المهرجانات والملتقيات السنوية والدورية لتظل الحرف ويظل الحرفيون على تواصل مستمر.
وفيما يتعلق بالجانب السياحي أشار مختصون إلى اهتمام وزارة السياحة بإقامة الفعاليات والمهرجانات والمناشط السياحية بما يسهم في الترويج للمواقع الأثرية والبيئية والسياحية في المحافظة وتشجيع الارتياد الشعبي للأماكن السياحية وتنشيط الترويج السياحي للأماكن الطبيعية وتعزيز التشاركية مع القطاع الخاص.
وشدد مدير سياحة حماة المهندس كمال النشار على اتخاذ مجموعة من الإجراءات منها ضرورة تكثيف الحملات الإعلامية التي توضح أهمية هذه الحرف ويمكن استغلالها بشكل أمثل وإقامة مشروعات لتنمية الحرف التقليدية والتي يمكن أن تعود بعائد اقتصادي كبير.