صحف أمريكية: روحاني رفض الرد على اتصال ترامب
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حاول تنسيق مكالمة هاتفية بين الرئيسين الإيراني حسن روحاني والأمريكي دونالد ترامب، لكن روحاني رفض، وهو الأمر نفسه الذي أكدته مجلة “ذي نيو يوركر” الأميركية.
“ذي نيو يوركر” أشارت إلى أن ماكرون جهّز اتصالاً هاتفياً بين ترامب وروحاني، إلا أن الأخير لم يرد على الاتصال، ونقلت عن وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف: إن الاتصال كان بمثابة خدعة لإيران، كي يجري الاجتماع بترامب من دون ضمانات تلزمه.
وكان المتحدّث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي قد جدّد التأكيد بأن طهران لن تفاوض واشنطن تحت الضغط مطلقاً، مشيراً إلى أن “رفض أميركا رفع العقوبات قبل التفاوض يظهر عدم جديّتها”، وأضاف: “الولايات المتحدة الأميركية أظهرت رغبة واضحة بلقاء الطرف الإيراني، لكن العقوبات هي إرهاب اقتصادي، ولا أحد يرغب بالمفاوضات مع من يمارس الإرهاب، رفض أميركا لرفع العقوبات قبل التفاوض يظهر عدم جديتها في التفاوض واستمرارها في استغلال العقوبات للضغط على الشعب الإيراني إيران لن تفاوض تحت الضغط مطلقاً”.
وحسب “نيويورك تايمز” فإن محاولة تنسيق المكالمة جرت على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي انعقد في نيويورك الأسبوع الماضي، وأضافت نقلاً عن مصادر مطلعة على هذا التحرّك الدبلوماسي: إن ماكرون، الذي سعى منذ أشهر لـ”تذويب الجليد” بين واشنطن وطهران، حرص على تثبيت خط هاتفي آمن في قاعة بالفندق، حيث كان روحاني يقيم. ووفقاً للتقرير، فإن روحاني ومساعديه كانوا مصدومين بالعرض الذي قدّمه لهم الرئيس الفرنسي في زيارة غير معلنة ليلة الثلاثاء الماضي في مقر إقامتهم في فندق “ميلينيوم هيلتون”.
وكان ماكرون مع فريق صغير من الاستشاريين ينتظر خارج غرفة روحاني، ويتواصل معه عبر مساعديه.
لكن روحاني حسب التقرير، رفض في نهاية المطاف الخروج من غرفته والرد على المكالمة، بينما كان ترامب ينتظرها على خط الهاتف الآخر.
وكان ترامب قد زعم يوم الجمعة الماضي بأنه رفض اقتراحاً إيرانياً برفع العقوبات عن طهران مقابل عقد لقاء بين رئيسي البلدين، بينما قال روحاني في اليوم نفسه: إن الولايات المتحدة هي التي عرضت رفع جميع العقوبات المفروضة على طهران مقابل المحادثات.
يأتي ذلك فيما أكد القائد العام للجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي أن إيران وقفت في وجه هيمنة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وأحبطت مخططاتهما في المنطقة، وقال: إن الجيش والحرس الثوري يقفان جنباً إلى جنب في مواجهة الأعداء للحفاظ على أمن ومصالح البلاد، مؤكداً أن الاستراتيجية الحالية والمستقبلية لإيران تعتمد على المقاومة الفاعلة واليقظة، وأضاف: إن الأميركيين بذلوا قصارى جهدهم لفرض خطاب التسوية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن طهران ورغم كل الضغوط تمكّنت من الصمود بوجه العدو وهزيمته.
بدوره أكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أن إيران مستعدة لخوض أي حرب أو مواجهة عسكرية مع كل من يرتكب حماقة ضدها، وقال: “نحن مستعدون لخوض الحرب، لكننا نعتقد أن أعداءنا لا يجرؤون على ذلك، لأنهم يعلمون جيداً أن خسائر هذه الحرب بالنسبة لهم ستكون أكثر بكثير من فوائدها”، فيما قال قائد قوة القدس اللواء قاسم سليماني: إن “حرس الثورة هزم سطوة أكبر جيوش العالم وأكثرها تجهيزاً، وهو الجيش الأميركي، وأظهر ضعفه أمام العالم”، مشيراً إلى أن “الأسوار اليوم لم تعد فعّالة أمام إرادة حرس الثورة”، موضحاً أنه “في السنوات الـ40 الماضية اجتزنا أزمات عصيبة، وخرجنا منها مرفوعي الرأس وخلقنا فرصاً كبيرة”.
في سياق متصل قال النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية إسحاق جهانغيري: إننا أفشلنا مشروع الضغوط الأمريكية القصوى، وإنهم يعلمون جيداً أن هكذا مشاريع غير مجدية مع إيران، وأضاف: إن مشروع الضغوط القصوى بفضل ومثابرة الشعب الإيراني تمّ إفشالها، مبيناً أن أمريكا تعي جيداً أن الضغوط القصوى ضد إيران غير مجدية، مؤكداً أن المنطقة باتت حساسة جداً ومشحونة بالبارود، الذي من الممكن في أية لحظة إشعاله، لذا يجب أن نكون يقظين ومترقبين، فيما أكد ممثل إيران لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة فرهاد ممدوحي إلى أنه في الوقت الذي تقوم فيه جهات خاصة في المنطقة وخارجها بمحاولات استفزازية ممنهجة لمنع حرية الملاحة البحرية في الخليج فإن جميع إجراءات القوات الإيرانية مركّزة على تنفيذ القوانين والضوابط المتعلقة بحماية وحفظ القانون والبيئة البحرية وضمان سلام وأمن الملاحة البحرية والاطمئنان إلى تدفق الطاقة، وأكد أن أي وجود أجنبي في منطقة الخليج يشكّل مصدر تقويض للأمن فيه، مشدداً على أن التعاون الإقليمي هو الذي يجلب الأمن الحقيقي في هذه المنطقة.