مع تأثيراته الضارة فنياً ومادياً.. تأجيل الدوري الممتاز بين الواقع الصعب والعبث العشوائي!!
اللاذقية– خالد جطل
يوماً بعد يوم نجد أنفسنا أمام تساؤلات كثيرة يفرضها علينا اتحاد كرة القدم، ولجنة التسيير فيه، ولا ندري هل نحن نسير بركب التطور أم نتراجع للخلف؟ تأجيل الدوري الممتاز لمرة تلو المرة هل هو واقع صحي أم مرض قد يتحول لداء عضال؟.
أسئلة كثيرة على اتحادنا أن يجيب عنها في طريقة تعامله مع أمور كرتنا التي للأسف بدأت تنعكس سلباً على المنتخبات الوطنية بدليل التراجع المخيف لنسورنا الناشئة الذين أصيبوا في مقتل بمشاركتهم الأخيرة التي ستكون لنا وقفة معها لاحقاً، والمتتبع لحال كرتنا يجد أن القرارات الصادرة عن اتحادها محيرة، فهل يعقل أن يتم تحديد موعد لانطلاق منافسات الدوري الممتاز، ثم يتم التأجيل ليحدد موعد وتاريخ ثان، ويتم التأجيل وتحديد موعد جديد، والحجة للأسف جاهزة وهي منح منتخبنا الوطني فرصة لتحقيق مشاركة متميزة بتصفيات آسيا والمونديال، هذا التأجيل الذي سينعكس سلباً على فرق الدوري ستكون نتائجه سيئة على منتخبنا الوطني، لأن أندية الدوري هي الرافد للمنتخب.
التأجيل نتائجه كارثية لمعظم أندية الممتاز، حيث قامت بتعاقدات كلّف بعضها مئات الملايين، إضافة لتحميلها راتب شهر، وربما يتضاعف هذا من الناحية المادية، أما النواحي الفنية والبدنية فحدث ولا حرج، حيث اشتكى معظم المدربين من التأجيل الذي دمر كل تحضيراتهم واستعدادهم لدخول المنافسات، وبعد الوصول إلى الذروة من حيث الجاهزية، جاء قرار التأجيل، ليعود كل مدرب مع فريقه إلى نقطة الصفر، ناهيك عن الحالة النفسية للاعبين، والأجهزة الفنية والإدارية، والموضوع لا يتوقف هنا فالتأجيل جاء بحجة استكمال تحضيرات المنتخب لمواجهتين سهلتين بالنسبة لنسورنا، وعليه يترقب الجميع تأجيلات لاحقة عند اقتراب مواجهتنا مع الصين، وربما تأجيلات عند دخول المنتخب مرحلة الإياب من التصفيات، حيث ستكون مرحلة حاسمة، ولا ننسى مشاركات المنتخب الأولمبي.
منذ سنوات واتحادنا يتخبط في عمله، وبدل أن يعمل باحترافية واستراتيجية مسبقة كون كل المسابقات الدولية لها روزنامة خاصة ومقدسة، فإننا مازلنا نعيش على السلق والتحضير العشوائي، فلا روزنامة سنوية مستقرة للمنافسات الداخلية، ولا دراسة وتخطيط لتأمين مباريات دولية ودية لمنتخباتنا التي للأسف ننتظر توجيه دعوات من دول لملاقاة منتخباتها لتستفيد هي، في حين قد لا تكون ذات فائدة مرجوة لنا لاعتبارات عدة.
بالختام التأجيل نتيجته المرتقبة ضغط جدول مباريات الدوري وسلقها، ما سيؤثر سلباً على نتائج الفرق، إضافة لتبعات فنية وبدنية لن تصب بخدمة المنتخبات الوطنية.