إيران تحبط مخططاً “عربياً” صهيونياً لاغتيال سليماني
أعلن مدير المخابرات في الحرس الثوري إيراني حسين طائب أمس “إفشال مخطط للمخابرات العربية والصهيونية لاغتيال قائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية، اللواء قاسم سليماني”، وكشف، في المؤتمر الـ 23 لقادة الحرس الثوري، إلقاء القبض على فريق الاغتيال عبر مخابرات الحرس، مبيناً أن أعضاء فريق الاغتيال اعترفوا بأنهم كانوا يهدفون من اغتيال اللواء سليماني في أيام التاسع والعاشر من محرم افتعال حدث كبير لزعزعة الأوضاع الداخلية والرأي العام في إيران، مشيراً إلى أن استخبارات الحرس الثوري رصدت فريق الاغتيال حتى قبل استقدامه من إيران إلى بلد مجاور بغية تدريبه وصرف مبالغ ضخمة لإنجاح عمليته.
وبحسب طائب، فالمخطط كان يقضي بتجهيز بين 305 إلى 500 كيلو من المواد المتفجرة وتفجيرها حين حضور اللواء سليماني بين المشاركين في مراسم العزاء بوالده، موضحاً أنه “وبهذا العمل كانوا يحاولون إشعال حرب داخلية”، وأشار إلى أن المخططين كانوا مطمئنين لنجاح مخططهم لدرجة أن رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن قبل مدّة أنهم سيقومون باغتيال اللواء سليماني.
وتعليقاً على محاولة اغتيال اللواء قاسم سليماني، اعتبر الكاتب والباحث السياسي الإيراني حسين رويوران أن هذا الخبر يعكس جهداً أمنياً لاغتيال رموز أساسية في محور المقاومة، قال: إن اللواء سليماني ليس شخصاً عادياً وله دور إلى جانب الشهيد عماد مغنية في حرب تموز، فيما قال القيادي في الحركة الإسلامية في العراق، حسين الأسدي، إن موضوع الاغتيالات ليس الخطوة الأولى التي يقوم بها المشروع الصهيو-أميركي، واعتبر أن توقيت المحاولة جاء بالتزامن مع مجموعة أحداث في المنطقة وأبرزها الفشل الذريع للأوراق التي كانت تراهن أميركا عليها.
في الأثناء، أكد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أن الأعداء لن يستطيعوا ارتكاب أي حماقة ضد بلاده، وأضاف: سنواصل توقيف سفن الأعداء حتى يشعروا بالندم وهم لن يستطيعوا ارتكاب أي حماقة ضدنا.. والذين كانوا يريدون تدمير إيران باتوا اليوم يبحثون عن أي وسيلة للتفاوض معها.
فيما أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن طهران ستواصل تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي ما لم تحترم الأطراف الأخرى تعهداتها، وأوضحت في بيان أنه بالتركيز على خفض الالتزامات النووية في الاتفاق ستتم مواصلة النشاطات العلمية والاستراتيجية وحيازة قدرات جديدة في مختلف المجالات التقنية والبرمجية في أطر القوانين الوطنية وتعهدات الأمان والسلامة، ولفتت إلى أن خفض الالتزامات تم وفق بنود الاتفاق النووي المصرحة والهادفة إلى تحقيق التوازن بين التعهدات والاستفادة من مزاياه وهو أمر قانوني وحقوقي ولا يحمل أي انتهاك.
وأضافت المنظمة: كما أعلن المسؤولون في البلاد مرات عديدة أنه في حال عودة الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي إلى احترام التزاماتها ووضعها حيز التنفيذ فإن إيران ستعود أيضاً إلى تنفيذ الاتفاق بشكل كامل.
بالتوازي، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني غلام حسين دهقاني أن القيود التي فرضتها واشنطن على الدبلوماسيين الإيرانيين في الممثلية الدائمة لإيران في الأمم المتحدة مناقضة للمعاهدات الدولية، وقال: الوفود الدبلوماسية الإيرانية في منظمة الأمم المتحدة جرى التعامل معها بتمييز على الدوام من قبل الدولة المضيفة خلال العقود الماضية بحيث تمّ تقييد تحركهم بمسافة نحو 25 ميلاً عن مركز مانهاتن في نيويورك، مشيراً إلى أن هذه القيود أثرت بصورة طبيعية على حياتهم، وأضاف: لكن خلال الشهرين الأخيرين اتخذت الحكومة الحالية في الولايات المتحدة للأسف إجراءات غريبة جداً بحيث خفضت مدى حركة هذه الوفود بمسافة 3 أميال فقط، مؤكداً أن ذلك خلق صعوبات كبيرة للدبلوماسيين الإيرانيين.
وأشار دهقاني إلى ممارسات السلطات الأميركية في عرقلة وتأخير إصدار تأشيرات الدخول للرئيس الإيراني حسن روحاني والوفد المرافق، وقال: إن بعض زملائنا في وزارة الخارجية ما زالوا ينتظرون إصدار تأشيرات الدخول لهم من قبل السلطات الأميركية المعنية في حين أن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة قد بدأ منذ 10 أيام، ولفت إلى أن بلاده اقترحت أن يتم عقد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقار أخرى للمنظمة مثل جنيف أو فيينا بدلاً من نيويورك في حال تجاهل أميركا القرارات الدولية وعدم تنفيذها اتفاقية المقر للأمم المتحدة.