“الذهب الأبيض”.. انخفاض في نسب الإنتاج.. ومطالبات فلاحية بالدعم وتوفير المستلزمات!
لم يرضخ مزارعو محافظة الحسكة للصعوبات والتحديات الكثيرة التي تواجههم أثناء عملية زراعة وجني محصول القطن، فذهبهم الأبيض كان وسيبقى إرثاً ومورداً رئيسياً لوطنهم ومنطقتهم، والحفاظ عليه وزراعته من الأولويات، إذ انخفضت المساحات المزروعة بتلك المادة إلى نسب متدنية جداً خلال سنوات الحرب، وهناك الكثير من المزارعين ينتظرون دعماً جديداً بالمواد والمستلزمات حتى ينهضوا من جديد، وينضموا إلى باقي المزارعين الذين يزرعون القطن، لتعود مساحات كثيرة وشاسعة تتزين باللون الأخضر، وتحمل مع أغصانها ذهباً أبيض ومباركاً.
آمال فلاحية
المزارع “صالح حمدي علي” يأمل مثله مثل الكثيرين أن تتوفر المواد والمبيدات ومستلزمات زراعة القطن في سبيل إحياء أرضه الزراعية من جديد بذلك المحصول، هذا ما كشفه خلال حديثه مع “البعث”، وأضاف: قبل الحرب الظالمة على بلدنا، كانت كل المعدات والمواد تقدمها وزارة الزراعة للمزارعين دعماً لزراعة القطن، بما في ذلك الأسمدة، والأدوية اللازمة للقضاء على جميع الآفات الزراعية، بالإضافة إلى توفر الأيدي العاملة بكثرة بأسعار زهيدة جداً، هذا كله قبل الحرب، لذلك كانت النتيجة الإيجابية مضاعفة الإنتاج أثناء الجني، فالهكتار الواحد كان ينتج عشرة هكتارات، وبشكل آخر الهكتار الواحد ينتج 500 كيلوغرام، أما خلال سنوات الحرب، ولعدم توفر غالبية المستلزمات، خاصة الأسمدة، والمبيدات الحشرية، فإن الهكتار الواحد ينتج 100 كغ فقط، والفرق واضح.
منابر فلاحية
المزارع “خالد علي” طالب أكثر من مرة على المنابر الفلاحية بأن تجد تلك المنابر والمرجعيات حلاً لعقبة تواجههم، وفيما يخص القطاع التعاوني، موضوع التكافل والتضامن بشكل خاص، فأنا والكثير من الفلاحين نضطر لبيع محصولنا لتاجر “لا يعرف الرحمة والشفقة” حتى نتجنب موضوع التكافل الذي يحتاج إلى إعادة النظر فيه، فأنا غير مدين للمصرف، وهناك فلاحون من الجمعية الفلاحية التي أنتمي إليها مدينون، ويتم الخصم على مستحقاتي المالية عوضاً عن الفلاح المدين والمتخلّف عن التسديد.
دور الجمعيات
أصوات الفلاحين والمزارعين وصلت إلى وزارة الزراعة أكثر من مرة عن طريق المؤسسات التي ترعى الفلاحين ومحاصيلهم وتدعمها، هذا ما بيّنه غالب العباس، رئيس إحدى الجمعيات الفلاحية بريف القامشلي، فقد وضح وبيّن دور الجمعيات قائلاً: غياب الأسمدة والمبيدات عن الأرض الزراعية قلل من إنتاجيتها نظراً لحاجتها للأسمدة واليوريا (46) خاصة، وقد طالبنا أكثر من مرة الجهات المعنية بالزراعة والمحاصيل ولكن دون جدوى، ورغم إدراكنا أن الحرب أثرت على الزراعة كما أثرت على باقي مفاصل الحياة، إلا أننا نأمل أن يعود الدعم كما السابق، خاصة أن معامل مدينة حمص تنتج السماد وتوابعها بنوعية ممتازة وأفضل من المستورد بشكل كبير، فالصناعة الوطنية مصنفة بالمراتب الأولى عالمياً بإنتاج هذه المواد الخاصة للأرض الزراعية، وكل تلك المواد كانت توزع للفلاحين عن طريق جمعياتنا، والإرشادات الزراعية، والمصارف، ونحن وجميع المزارعين متفائلون بأن الحياة الجميلة ستعود إلى أراضينا الزراعية، وسيعود العمل والإنتاج والإعمار الزراعي أيضاً بكافة المحاصيل الزراعية، فقد ولت الحرب اللعينة عسكرياً، وسنكون خلف جيشنا وقيادتنا بالعمل والعطاء بالأرض.
مساحات صغيرة
المهندس رجب السلامة، رئيس دائرة زراعة الحسكة، أشار إلى خوف المزارعين من الإصابات التي تصيب القطن، لذلك كان الاعتكاف الكبير عن زراعته، وأضاف: محصول هذا العام بحالة جيدة جداً، وقد بدأت مرحلة تفتح الجوز، ولم تتعرّض لأي أذى أو إصابة حتى تاريخه، كما حصل الموسم الماضي بإصابته بالديدان، ما شكّل خوفاً كبيراً لدى المزارعين بعد زراعته، فانخفضت المساحة إلى 3075 هكتاراً على مستوى الحسكة، وتقديرات المؤسسة أن يكون الإنتاج 12 ألف طن، طبعاً في الماضي كانت المساحة 8600 هكتار، أسباب كثيرة منعت المزارعين من زراعة القطن طوال سنوات الحرب، والتي انخفضت تباعاً حتى وصلت لمساحات صغيرة جداً، والسبب عدم توفر مستلزمات الإنتاج من سماد، وبذار، ومازوت، وارتفاع تكاليف الإنتاج بالسوق المحلية، والأصعب عدم وجود مراكز استلام بالمحافظة، فيضطر الفلاح لتسويقه إلى المركز بمدينة حماة، وبالنسبة للسعر فهو جيد ومحدد بـ 360 ليرة سورية للكلغ الواحد، وظهرت خطوات مهمة من قبل وزارة الزراعة لدعم زراعة القطن من خلال إعادة إنتاج الأصناف المعتمدة عالمياً للقطن عبر دائرة أبحاث القطن، وبدأ تأمين تلك الأصناف من البذار لكل محافظة على حدة، وستنجز تباعاً، وكانت وستبقى مؤسسة الزراعة داعمة لجميع المحاصيل الزراعية، بما في ذلك محصول القطن.
عبد العظيم العبد الله