تصاعد الانتقادات داخل الأسرة الحاكمة ضد “ابن سلمان”
عواقب متتالية نتجت عن الهجمات التي استهدفت منشأتين لشركة أرامكو النفطية شرق السعودية في الـ 14 من أيلول الماضي، ولعل أبرز تصاعد الانتقادات الداخلية لولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان. فقد نشرت وكالة “رويترز” تقريراً نقلت فيه عن دبلوماسي أجنبي كبير وخمسة مصادر تربطها علاقات مع العائلة المالكة ونخبة رجال الأعمال قولهم: “إنّ هذا الأمر أثار قلقاً وسط عدد من الفروع البارزة لـ”بني سعود”، والذين يبلغ عددهم حوالي عشرة آلاف، بشأن قدرة ابن سلمان على الدفاع عن أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم وقيادتها”.
وقال أحد المصادر، وهو أحد أفراد نخبة النظام السعودي، الذي تربطه صلات بعائلة بني سعود: “ثمّة حالة استياء شديد من قيادة ابن سلمان، كيف لم يتمكنوا من رصد الهجوم؟!”، مضيفاً: “في أوساط النخبة يقولون إنهم لا يثقون بولي العهد”، الأمر الذي أكّدته المصادر الأربعة الأخرى والدبلوماسي الكبير.
ويقول بعض المنتقدين السعوديين: “إنّ السياسة الخارجية العدائية التي ينتهجها بن سلمان وتورّطه في حرب اليمن عرّضا المملكة للهجوم، وعلى الرغم من إنفاقه مئات مليارات الدولارات على الدفاع. فإنّه لم يتمكن من منع الهجمات”.
ويشير مطلعون سعوديون ودبلوماسيون غربيون إلى صعوبة معارضة ابن سلمان، خلال وجود الملك على قيد الحياة، ولا سيما في ظل قبضته المُحكمة على هيكل الأمن الداخلي. وينظر بعض أمراء النظام السعودي إلى أحمد بن عبد العزيز “77 عاماً”، وهو الأخ الشقيق المتبقي الوحيد على قيد الحياة لسلمان، كبديل محتمل، فهو يحظى بدعم أفراد الأسرة والجهاز الأمني وبعض القوى الغربية، لكنه لا يضطلع بدور رسمي.
وكان أحمد واحداً من ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أفراد الأسرة الحاكمة، عارضوا أن يصبح محمد بن سلمان ولي العهد في عام 2017.
إلى ذلك، يؤكد رئيس “حركة الحرية لأبناء شبه الجزيرة العربية” خالد بن فرحان أن ابن سلمان يحيّد حاشية الملك تمهيداً لاعتلائه العرش، فيما يقول بعض أفراد النخبة: “إن جهود “ولي العهد” لإحكام قبضته أضرت بالمملكة”. وقال أحد المصادر المقربة من الدوائر الحكومية: إن ابن سلمان جاء بمسؤولين أقل خبرة من السابق بشكل عام.
وكانت القوات المسلحة اليمنية أعلنت في بيان عن تنفيذها عملية هجومية واسعة بعشر طائرات مسيرة استهدفت منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة أرامكو شرق السعودية رداً على جرائم تحالف العدوان السعودي، ما أدى إلى تعطل 50 بالمئة من إنتاج الشركة، فيما تصر الولايات المتحدة الأمريكية على اتهام إيران بالوقوف خلف الهجوم، وهو ما تنفيه الأخيرة وتؤكّد أنه يأتي في إطار سياسة ابتزاز دول المنطقة.