دفعة ثالثة من المهجّرين تعود إلى القصير العشائر السورية المهجرة في الأردن: نتطلع للعودة إلى الوطن
أعرب وفد من العشائر السورية المهجرة في الأردن عن اعتزازهم بالانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري ضد الإرهاب، مشيرين إلى تطلّعهم للعودة إلى الوطن في القريب العاجل، فيما عادت 150 عائلة مهجّرة بفعل الإرهاب إلى منازلها في بلدة القصير بريف حمص، بعد إعادة تأهيل المرافق الخدمية التي دمّرها الإرهابيون في البلدة.
ففي حمص، وضمن إطار جهود الدولة لإعادة الأهالي المهجرين إلى منازلهم وقراهم المحرّرة من الإرهاب، عادت دفعة من أهالي بلدة القصير بالريف الجنوبي الغربي إلى منازلها، بعد أن تمّ اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير اللازمة وتأمين الخدمات الرئيسة للبلدة، وأشار رئيس مجلس مدينة القصير، عبد الكافي الخطيب، إلى أنه “عاد الجزء الثاني من الدفعة الثانية المقرّر استكمالها على مدى ثلاثة أيام ليصبح عدد العائلات الوافدة 550 عائلة”، لافتاً إلى “أن الأمان وعودة الخدمات الأساسية والبنى التحتية للبلدة كانت من أهم العوامل التي شجّعت عدداً كبيراً من الأهالي للعودة والاستقرار”، وأضاف: “إن الوضع يصبح أكثر استقراراً يوماً بعد يوم بفضل تضافر جهود الأهالي والمؤسسات وإصرارهم على إعادة بلدتهم أفضل مما كانت”، مشيراً إلى أن عدد سكان بلدة القصير يبلغ حالياً نحو 12 ألف نسمة.
وأكدت هند ادريس أنه رغم تقدّمها بالعمر إلا أنها ستساهم في تأهيل منزلها وإعادته أجمل مما كان، معبّرة عن فرحتها الكبيرة بالعودة إلى منزلها.
المدرس زهر شمس الدين تنهمر الدموع من عينيه وهو يقلب ما تبقى من ذكرياته في منزله القديم وصوره مع عائلته، مؤكداً إصراره على تأهيل منزله وإعادته أفضل مما كان، لافتاً إلى أن مشروعه الأول بعد عودته سيكون “افتتاح روضة لاحتضان أكبر عدد ممكن من الأطفال وتعليمهم مبادئ حب الوطن والتمسك بأرضه وترابه الطاهر”.
الشابة جيهان كاسوحة وجّهت التحية لأبطال الجيش العربي السوري الذين كان لهم الفضل الأكبر في إعادتهم إلى منازلهم.
ملهم شمس الدين تحدّث عن ذكرياته مع أصدقائه في البلدة والأزقة والمحال التي يحبها وأمله في أن يعود إليها مجدداً ويعود جميع أصدقائه.
السيدة ريم حوراني، ربة منزل وأم لثلاثة أطفال، قالت: إن بلدة القصير “تركت في قلوب جميع أبنائها الذين تهجروا منها قسراً حسرة وألماً، وهو اليوم يتبدد مع عودتنا إليها ليعود الأمل والفرح ولمة الأحبة والأصدقاء”.
وعادت أمس الأول دفعة جديدة من أهالي بلدة القصير تقدر بنحو 1800 شخص إلى بلداتهم بعد أن قامت الورشات الفنية والدوائر الخدمية بإعادة تأهيل البنى التحتية والخدمات من هاتف وكهرباء ومياه وصرف صحي لتأمين ظروف إقامة مناسبة تمكنهم من الاستقرار في منازلهم.
وفي الأردن، بين أعضاء الوفد، المؤلف من عدد من شيوخ العشائر المهجرة في الأردن، في بيان صدر عقب لقائهم القائم بأعمال السفارة السورية في عمان الدكتور شفيق ديوب، أنهم اضطروا لمغادرة سورية بفعل جرائم التنظيمات الإرهابية، التي خطفت وقتلت بعض أبنائهم ودمرت منازلهم، مشددين على استعدادهم للعودة إلى بلدهم.
من جهته أكد ديوب لأعضاء الوفد أن عودة المهجرين السوريين إلى الوطن تأتي على رأس أولويات الدولة السورية، وهي مستعدة لتقديم التسهيلات والإجراءات اللازمة لعودتهم، لافتاً إلى عودة عدد كبير منهم خلال الأشهر الماضية، وأضاف: إن سورية تبنى بسواعد أبنائها، داعياً المهجرين السوريين إلى العودة للمساهمة في إعادة إعمار بلدهم، مشيراً إلى أن سورية لن تتخلى عن أبنائها وتعمل بجد لإعادة إعمار ما دمّرته الحرب العدوانية الإرهابية عليها.
وكان الآلاف من المهجرين السوريين في مخيمات اللجوء في الأردن عادوا عبر معبر نصيب الحدودي إلى مدنهم وقراهم خلال الاشهر الماضية بعد أن حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
يأتي ذلك فيما أصيب مدنيان بجروح جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات المجموعات الإرهابية في منطقة السلايخ بمحيط بلدة صوران بريف حماة الشمالي، وذكر مصدر في قيادة شرطة حماة أن لغماً أرضياً من مخلفات المجموعات الإرهابية انفجر في الأراضي الزراعية الواقعة بمنطقة السلايخ شمال بلدة صوران بالريف الشمالي ما تسبب بإصابة مدنيين اثنين بجروح، وأشار إلى أنه تمّ نقل المصابين إلى المشفى لتلقي العلاج والإسعافات الطبية اللازمة.