صحيفة البعثمحليات

رفع سقف التدابير الاحترازية لمواجهة تحسّس سمك البلاميدا

اللاذقية – مروان حويجة

كثّفت محافظة اللاذقية التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية لمواجهة ومعالجة حالات التحسّس الناجمة عن سمك البلاميدا بعد وصول أعداد من المواطنين إلى المشافي بحالات تحسس ناجمة عن تناول سمك البلاميدا، وتطبيق  الشروط الواجب اتباعها في عمليات الصيد والتخزين والعرض للبيع وتنظيم سوق السمك.

وتمّ الإيعاز بضرورة متابعة واقع أسواق السمك بالتعاون بين جميع الجهات المعنية، والحرص على عرض السمك والتخزين بطريقة صحيحة، وتنظيم سوق السمك بتجهيز مصطبات متحركة، وعدم بيع السمك وعرضه على الأرض، وتسيير صهريج مياه من مجلس المدينة يومياً لتنظيف السوق، مع وجود مراقبين من الشؤون الصحية وحماية المستهلك بشكل دائم في السوق، وركزت الإجراءات على التنسيق الكامل بين مديري المشافي، وإعلام جميع الجهات بأي حالة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للمعالجة.

ورأى الدكتور هوازن مخلوف مدير الصحة أن الأعراض الناجمة عن استهلاك الأسماك تعد “صدمة تحسسية” وعلاجها فعال وسريع، مبيناً أن جميع الحالات التي دخلت المشافي تمت متابعتها، وحالاتها الصحية جيدة، وتختفي الأعراض بعد عدة أيام ويمارس الإنسان حياته بشكل طبيعي، مؤكداً توفر الأدوية اللازمة في المشافي، وبيّن الدكتور مخلوف أنّ سمكة البلاميدا ذات بروتين عالٍ، وفي حال عدم تخزينها بشكل جيد يتفكك البروتين وتزيد حالة الحساسية، داعياً إلى تنظيف السمك بشكل جيد وخاصة من الدم الموجود فيها، والحرص على أن تكون بطريقة تخزين مناسبة ومبردة، وتعتبر طريقة الطبخ عاملاً أساسياً؛ إذ يجب أن تكون صحيحة وخاصة أن هذا النوع من السمك يحتاج إلى تسخين عالٍ، وهو عادة لا توفره الأفران في المنازل، وخاصة أن جميع الحوادث حصلت نتيجة لتحضيرها ضمن المنازل، وأن طريقة الشواء تخفف الحالات.

مدير فرع الثروة السمكية المهندس أحمد غريب بين أن سمك البلاميدا متوفر بكميات كبيرة، ورخيص خلال هذه الفترة حيث يراوح سعر مبيع الكيلو غرام الواحد بالجملة حوالي 400 ليرة، لافتاً إلى أن هذا السمك يجب تحضيره بفصل الرأس، وتصفية الدم منها بشكل كامل، والطبخ بحرارة عالية.

وعن مصادر الأسماك في السوق أوضح غريب أنها  تتم عبر المراكب الدولية المراقبة من لجنة مشتركة تضم خمس جهات، وفي الميناء وسوق السمك، وآخر يتم اصطياده بالمياه الإقليمية، ويلزم عدد ساعات صيد أقل ومراقب في سوق السمك المركزي.

مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس إياد جديد أكد متابعة المديرية للأسواق والباعة الجوالين، لافتاً إلى أهمية تعاون جميع الجهات المعنية بصيد السمك لضمان تخزين الأسماك بشكل جيد قبل وصولها إلى الأسواق ولاسيما أن بائعاً جوالاً واحداً يمكن أن يتسبب بعشرات الحالات الصحية، وأكد  مدير التجارة الداخلية أن المديرية تتابع أسواق بيع السمك بشكل مستمر، مع تكثيف الرقابة ولاسيما بعد وصول حالات تحسس إلى المشافي، حيث تم سحب 13 عينة خلال الأيام الأربعة الأخيرة، وبلغت الكميات المحجوزة 1394 كيلو غرام، إضافة إلى تنظيم ضبط عدلي لشروط نقل غير صحية للأسماك.

وأشارت مديرية  الشؤون الصحية في مجلس المدينة إلى تنظيم 12 قرار إغلاق مؤخراً نتيجة عدم الالتزام بالشروط الصحية ببيع السمك، حيث تم التأكيد أن تغلق المحال المرخصة منها لمدة شهر واحد، بينما المحال غير المرخصة يمنع إعادة فتحها إلى حين الحصول على الترخيص اللازم.

وأشارت مديرية صحة اللاذقية إلى أنه يكثر في هذا الوقت من السنة ما بين شهري آب وتشرين الأول اصطياد سمك البلاميدا، وهذا النوع من السمك غني باللحم والبروتين، ويشبه بذلك سمك التونا وسمك السلمون، وأن هذا النوع من السمك يسبب كثيراً من حالات التحسس عند الأشخاص الذين يتناولونه. وتختلف درجة التحسس ما بين حالات خفيفة ومتوسطة وشديدة، وتزداد خطورة الحالة في حال تناول كمية كبيرة، وعند الأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة وخاصة القلبية.

وأوضحت مديرية الصحة أن المسبب لهذه التحسس هو مشكلة بالجهاز المناعي، حيث يترجم وجود البروتينات الموجودة بالأسماك على أنها أجسام ضارة يجب مقاومتها، وبذلك يتم إنتاج أجسام مضادة لها، فتظهر علامات التحسس في كل مرة يتم فيها تناول الأسماك؛ ولذلك يدعى هذا التحسس بالتحسس الكاذب، إلا أنه قد تظهر أعراض شديدة وخطرة عند بعض الأشخاص، أما أشهر أعراض حساسية السمك فتتمثّل في الحكة بالجلد وظهور الطفح الجلدي وصعوبة التنفس وضيق بالصدر ودوخة ودوار والإسهال وألم المعدة وظهور أعراض الرشح، كاحتقان الأنف والصداع وألم البطن وانتفاخه والتقيؤ والغثيان، وظهور أعراض الحساسية بالفم حيث يشكو المصاب أحياناً من الحكة بالفم والإحساس بالوخز وهبوط الضغط والوهط الدوراني.

أما إجراءات تجنب التحسس فتكمن في تنظيف السمك بشكل جيد، والتخلص من رأس السمكة وتنظيفها من الدم بشكل كامل قبل طهوها، وأخذ الحذر والاستفسار عن مكونات الطعام عند تناوله خارج المنزل، وبالنسبة للأشخاص الذين لديهم سوابق تحسس فمن الضروري الابتعاد عن مناطق طهو الأسماك، حيث من الممكن أن يسبب انتشار بخار الطهو المحمل برائحة السمك الحساسية عند بعض الأشخاص ومن لديه سوابق تحسس فعلية، وتجنب جميع أنواع السمك حتى لو كان المريض يعاني من حساسية نوع واحد من السمك، وعدم أكلها؛ لأنه من الممكن أن يحمل الشخص حساسية لأكثر من نوع من الأسماك، ومن الضروري التنبه إلى أن هناك أنواعاً من السمك إذا كانت مثلجة وذاب عنها الثلج واستغرقت وقتاً للطهو بعد ذلك فإن مادة بري هيستامين الموجودة فيها تتحول إلى مادة هيستامين التي تسبب التحسس، كما أن سوء التخزين قد يؤدي إلى زيادة حالات التحسس الغذائي أيضاً.