“على نافذة الشوق”.. إطلالة على العالم عبر الشعر
بنصوص نثرية تحمل لون الشعر تكون ردة الفعل الأولى لمن يقرأ “على نافذة الشوق” من خلال صورها المبتكرة وومضاتها الساحرة المعجونة بلغة شاعرية شفافة والتي تطل عبرها الشاعرة روزانا واكيم، إذ تتعدد محاور نصوصها بين الاجتماعي والعاطفي كما تلجأ إلى الومضة وتقترب أحياناً من الخاطرة، تبدو الطبيعة جلية واضحة عبر النصوص بسبب نزوعها إلى الجمال، وتظهر في المجموعة أيضاً آثار الحرب الإرهابية على سورية التي قتلت الأطفال والعصافير وكل شيء جميل في حياتنا، تاركة جرحاً في نصوص حيث تقول في قصيدة العصفور:
“بعد أن سقطت القذيفة/جوار بيتنا/مات العصفور الدوري/كان صباحاً ينقر النافذة/وكنت أطعمه خبزة/مبلولة بالماء/ثم يقفز ليحط على الياسمينة/ثم يشير بجناحه شاكراً/ثم غاب/لن أراه بعد اليوم”.
وتتبدى عاطفة الأنثى عبر نصوص المجموعة في أكثر من مكان على شكل تصوير ملون بالمحبة والجمال تقول في “قصيدة ليلة مقلقة”:
“البارحة لم أنم/هل تعرف لماذا أنت أرسلت طيفك/وأرسلت باقة ورد حمراء”.
والموهبة عند الشاعرة تذهب إلى انطباعات وجدانية ذاتية تميل إلى القص الموضوعي المتكئ على شعور إنساني، إضافة إلى وجود رؤى ناتجة عن تجارب إنسانية في بعض نصوص المجموعة.
وقعت الشاعرة روزانا واكيم مجموعتها الشعرية “على نافذة الشوق” خلال فعاليات معرض الكتاب بدورته الأخيرة، وفي تصريحها لـ”البعث” تحدثت عن عنوان كتابها:
“على نافذة الشوق” فقالت: اخترت هذا العنوان ليكون نافذة حقيقية لتقديم مجموعتي الشعرية للعالم، والنافذة هي وسيلتي لإطلاق مجموعتي الأولى، وكتابي عبارة عن مجموعة نصوص من الشعر الحديث الذي تغلب عليه العاطفة الإنسانية والوجدانية، وضمنها تحوي عناوين مختلفة فيها الحب والغزل والمرض والحرب. الحالة العاطفية هي المحرك الأول لي فعندما كان الإحساس يتملكني حيال أمر ما سواء كان يخصني أو يخص أحد المقربين إليّ كانت تستدعيني الكتابة، وأتوجه بكل شغف لأعبر عما يجتاحني من أحاسيس لتوثيقها بالكلمات والتعابير.
الوطن في كتابي كان كل شيء من البداية إلى النهاية، وقد قدمت إهداء “على نافذة الشوق” للوطن:
“إلى أكبر حب في حياتي: وطني الأغلى/إلى مظلة الروح: أسرتي/إلى انتمائي المشرف: أهلي/إلى امتدادي الجميل: أصدقائي..”.
وكيف لا يكون للوطن وله كل المحبة والانتماء، وضمن مجموعتي الشعرية ترجمت الوطن بعدة حالات فكان الأم، والشهيد، والحرب، والسلم، والحب، والحنين، إضافة إلى أنني لم أنسَ ما تعرض له بلدي الحبيب والأزمة التي مررنا بها لذلك كان لها نصيب من كتاباتي.
وتنوعت أنماط النصوص في المجموعة الشعرية الأولى لواكيم، فمنها القصيدة ومنها الشعر الحر والنثر والومضة، كما لو أنها دفعت كل نتاجها إلى أحضان كتابها، دون أن يفقد أي نمط جماليته على حساب نمط آخر، فقد برعت في طرقها جميعاً، وتقول عن الكتابة: عندما بدأت الكتابة لم أكن متأكدة من فكرة النشر بعد، إلا أن هذه الكتابات التي خطتها يدي بقيت في مكان آمن وجاءت عليها الإضافات ومن ثم الإشارة للانطلاق بها والعمل على إصدار “على نافذة الشوق”.
بدأت تجربة الكتابة عام ١٩٩٢ إلا أنها بقيت مطوية حتى صادفت طريقها للعلن، وكانت الانطلاقة في المركز الثقافي أبو رمانة بتاريخ ٢٨/٨/٢٠١٩.
“على نافذة الشوق” مجموعة من منشورات دار سين للثقافة والنشر والإعلام تقع في 94 صفحة من القطع المتوسط.
ومن بعض نصوصها: “أنت أنثى كفاتحة النهار/وبسمة الشمس/وانطلاق العصافير
إلى أقرب حقل جميل/أنت ذلك الحلم الذي/كنت أرسمه في ذاكرتي/وأنا أكبر وأكبر كدائرة الضوء”.
جمان بركات