نقاش بارد حول قضايا ساخنة بين “الصحة” وأعضاء مجلس الشعب
دمشق-عمر المقداد:
انعكست برودة ردود وزارة الصحة على أسئلة ومداخلات غالبية من تحدّث من أعضاء مجلس الشعب، التي أتت باردة بدورها، في جلسة كان من المتوقّع أن تكون لاهبة، خاصة وأنها تناولت القطاع الصحي وما فيه من شجون وهموم، فإذا بها يلفحها الصقيع في عز الصيف، على الرغم من أهمية ما طرحه الأعضاء من قضايا، أجاب عنها الوزير.
الجلسة، التي ترأسها رئيس المجلس حموده صباغ، افتتحها وزير الصحة نزار يازجي بعرض طويل عن قطاع الصحة-وعلى الرغم من غناه بالأرقام والمعطيات الإيجابية، إلا أنه كان بطيئاً في بعض جوانبه- أوضح فيه أن نسبة تنفيذ الموازنة الاستثمارية للعام الحالي بلغت 67%، لكنه لم يوضّح لماذا لم تصل إلى 100 %، مشيراً إلى أن عدد الخدمات الصحية خلال ستة أشهر عن 25 مليون خدمة في المراكز الصحية ومشافي وزارة الصحة، وإجراء 124 ألف خدمة جراحية، وتنفيذ 37 مشروعاً، كمشافي كاملة أو ترميم أقسام مدّمرة فيها، وإعادة 238 مراكز صحي إلى الخدمة من أصل 400 مدمّرة، وارتفاع عدد سيارات منظومة الإسعاف إلى 410، وقد كانت 703 قبل الأزمة، وأضاف: تمّ افتتاح مشفى الاطفال في طرطوس بسعة 130 سريراً، منها 45 حاضنة، ونستعد حالياً لافتتاح مشفى الشهباء في السويداء بسعة 60 سريراً، فيما بلغت نسبة إنجاز مشفى الأورام في حلب 85 %، إضافة إلى بدء العمل بإحياء مشفيا الأطفال والعيون بحلب، والوزارة تعد دراسة لإحداث مركز للأورام في حماة، وتجهيز مركز متكامل لجراحة القلب في حماة، حيث سيجري الأسبوع القادم أول عملية، وبخصوص طرطوس، فقد تمّ تجهيز عيادات شاملة جديدة ستنطلق مع بداية السنة القادمة، وسيتمّ وضع مشفى خزنة بالخدمة قريباً. هذا بالإضافة إلى استكمال القسم الجديد لمركز الباسل بدمشق بسعة 90 سرير، وقرب افتتاح قسم الاسعاف الجديد في مشفى المجتهد، وإعادة تأهيل مشافي كفر بطنا وحرستا والكسوة، واعتماد دراسة لافتتاح مركز للتلاسيميا في القنيطرة، وزيادة مراكز الإبلاغ عن الأمراض المزمنة والسارية، واستكمال مركز الأطراف الصناعية في مشفى ابن النفيس بدمشق، وافتتاح مركز للتدخل المبكر للإعاقة الذهنية في اللاذقية، ورصد 4 مليار و300 مليون لاستكمال مشفى جبلة، وترميم المشفى الوطني في اللاذقية وافتتاح مراكز سنية في خمس محافظات.
ردود أعضاء المجلس لم تخرج عن الرتم السباق، وطالبوا بتشديد الرقابة على أسعار الأدوية والتحاليل والمعاينات، ومعاقبة الصيادلة المتلاعبين بالسعر المدون، وضبط الأسعار في المشافي الخاصة، وتحديد تسعيرة ملزمة للأطباء والمستشفيات، ووضعها في لوحة الإعلانات، وهي قضايا طرحت مطوّلاً ولم تجد طريقها إلى النور.
عدد من أعضاء المجلس دعوا إلى الإسراع بوضع مشفى درعا الوطني بالخدمة، وزيادة الكوادر الفنية في المراكز الصحية بالأرياف، وإنشاء أقسام لمعالجة الأورام في المحافظات، وإحداث قسم للحروق في المشفى الوطني في القامشلي، وتأمين مستلزمات الأمراض المزمنة لمشفى القامشلي، وإصلاح جهاز الطبقي المحوري في الحسكة، وتساءلوا عن سبب ارتفاع الأسعار في المشافي الخاصة، والتأخّر في إعادة المراكز الصحية إلى العمل، فيما قدّم عدد آخر الشكر لوزارة الصحة على الجهود المبذولة لتحسين واقع قطاع الصحة والخدمات الطبية.
وفي رده على أسئلة الأعضاء، أوضح وزير الصحة أن الوفر المتحقق من المناقصات من مستلزمات القلب والبولية والعصبية إلى التجهيزات وصل إلى 6 مليارات و573 مليون ليرة، والحصيلة الكلية لهذه الاجراءات قاربت 10 مليارات ليرة، وأن الرقيب على التعرفة الطبية هو نقابة الأطباء.
وبالنسبة لموضوع تسعير الدواء في الصيدليات، أكد أن الوزارة وضعت آلية صارمة لضبطه في الصيدليات، ولعدم تواجد الصيدلي، والأدوية غير نظامية والمهربة.
وبالنسبة للأطراف الصناعية، أشار إلى احضار أجهزة جديدة من الأطراف الصناعية التي تصنع بالشكل الأمثل لصاحب الحاجة، وهنالك مراكز في دمشق وحمص وحماة والساحل.
وبالنسبة لدواء السكري والانسولين، كشف أنه يوزع في كافة المناطق والمراكز مجاناً، كما يتم أتمتة هذا الموضوع وربطها شبكياً مع أدوية أمراض القلب أيضاً.